أكدت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية أن التهديدات بالعنف والخطابات المعادية وردود الفعل الحزبية على العنف والموافقة على "العنف المبرر" كلها عناصر تشير إلى أن انتخابات الرئاسة الأمريكية هذا العام محفوفة بالمخاطر.
موضوعات مقترحة
وذكرت الصحيفة -في مقال تحليلي نشرته اليوم الثلاثاء- أن السؤال الكبير في انتخابات 2024 ليس فقط من سيتولى منصب رئيس الولايات المتحدة في 20 يناير 2025، ولكن أيضا ما نوع "المشاهد القبيحة" التي ستشهدها البلاد قبل بلوغ هذه اللحظة.
وقالت الصحيفة إن شبح هذه المشاهد يلوح في الأفق بشكل أكبر وسط سلسلة من العلامات المنذرة بالسوء، بينها ما قد يكون محاولة الاغتيال الثانية للرئيس الأمريكي السابق ومرشح الحزب الجمهوري في انتخابات الرئاسة دونالد ترامب خلال تسعة أسابيع أمس الأول الأحد.
وأضافت أن ما يزيد المشكلة تعقيدا هو ردود الفعل الفظة والحزبية المتزايدة على العنف والتهديدات بالعنف، وتبني العنف السياسي المبرر المحتمل ونظريات المؤامرة واسعة النطاق، وتزايد التهديدات، والترويج المتزايد للمعلومات المضللة والآراء المتعصبة على وسائل التواصل الاجتماعي.
ولفتت الصحيفة إلى أن ردود فعل الجمهوريين على أحدث تهديد لحياة ترامب، في نادي ترامب الدولي للجولف في (ويست بالم بيتش) بولاية فلوريدا، تنذر بالخطر. وتعكس ذلك اقتراحات الجمهوريين السابقة التي تربط محاولة اغتيال ترامب في ولاية بنسلفانيا يوليو الماضي بوصف الديمقراطيين لترامب بأنه "تهديد للديمقراطية" وخطر على البلاد.
ونقلت عن دونالد ترامب قوله إن الديمقراطيين، في الواقع، "هم الذين يدمرون البلاد - من الداخل والخارج". وأضاف: "يُطلق عليهم العدو من الداخل. إنهم التهديد الحقيقي".
ولفتت إلى تراجع الديمقراطيون إلى حد كبير عن خطاب "التهديد للديمقراطية" على مدار الشهرين الماضيين. وفي المقابل، صعد ترامب من خطابه ضدهم.
وقالت (واشنطن بوست) إن مسؤولي الانتخابات حذروا بدورهم من عنف محتمل مع إشارة ترامب إلى سلسلة أخرى من مزاعم "الانتخابات المسروقة" - بعد أقل من أربع سنوات من استشهاد أنصاره بمثل هذه المزاعم أثناء مهاجمة مبنى الكونجرس الأمريكي في 6 يناير 2021.
ووفقا للصحيفة، تستمر البيانات في إظهار درجة ملحوظة من التسامح مع عنف سياسي محتمل، لا سيما بالنسبة للجمهوريين. وأظهر استطلاع رأي أجري الأسبوع الماضي أن ما يقرب من 3 من كل 10 جمهوريين وواحد من كل 10 ديمقراطيين يتفقون على أنه بسبب خروج الأمور عن مسارها، "قد يضطر الوطنيون الأمريكيون الحقيقيون إلى اللجوء إلى العنف من أجل إنقاذ بلدنا".
وكشف الاستطلاع أيضا أن حوالي ربع الجمهوريين يتفقون على أنه إذا لم يتم إعلان ترامب فائزا في انتخابات 2024، فيجب عليه "أن يفعل كل ما يلزم لتولي مكانه الصحيح كرئيس".
واختتمت الصحيفة تحليلها بالقول إنه لم يتضح بعد ما إذا كان أي من هذه الأمور ستؤدي في النهاية إلى اضطرابات أو مأساة. لكن الولايات المتحدة شهدت ذلك من قبل، مع مشاهد قبيحة تولد المزيد من القبح. وأوضحت أنه تم اختبار مرونة الديمقراطية خلال الانتخابات الماضية، وتتوافر كل الأسباب للاعتقاد بأن هذا سيكون الحال مرة أخرى في انتخابات هذا العام.