في عالمٍ مليء بالضوضاء والفتن، يبحث الإنسان عن ملاذٍ آمنٍ وراحةٍ نفسية ولعلّ أسمى هذه الملاذات هو ذكر الله تعالي إن الذكر هو صلة الوصل بين العبد وربه، وهو نورٌ يضيء القلوب ويطمئن النفوس.
موضوعات مقترحة
قال سبحانه وتعالى في كتابه العزيز (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ﴾ [المنافقون: 9]
وفي السطور التالية سنتناول فضل الذكر وأثره في حياة المسلم، من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.
الذكر في القرآن الكريم
يربط القرآن الكريم بين الإيمان والذكر، مؤكدًا أن المؤمن الحقيقي هو الذي يذكر ربه في كل حال؛ فالذكر أساس الإيمان، قال تعالي في كتابه العزيز: (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ﴾ [البقرة: 152].
- الذكر نورٌ للقلب: يشير القرآن الكريم إلى أن الذكر يزيل الغمة ويذهب الحزن، ويفتح أبواب الرزق والبركة.
(الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾ [الرعد: 28]
- الذكروقاية من الشيطان: يذكر القرآن أن الذكر هو السلاح الأمضى في مواجهة الشيطان ووسوساته.
فضائل الذكرِ
(وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ * إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ﴾ [الأعراف: 205، 206]
وقال تعالي ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا * هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا﴾ [الأحزاب: 41 - 43]
قال عز وجل ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى ﴾ (الأعلى: 14، 15)
قال تعالي ﴿وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلً ﴾ (المزمل:)8
قال تعالي ﴿وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا * وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا﴾ (الإنسان: 25، 26﴾
موضوعات قد تهمك:
من القرآن الكريم.. دعاء الامتحان لانشراح الصدر والفوز بالنجاح والتوفيق
من وصايا الرسول.. أسرار خفية وفضل عظيم لصلاة الضحى
فضل ذكر الله تعالي من السنة النبوية
يرد في السنة النبوية العديد من الأحاديث التي تبين فضل الذكر وأثره في حياة المسلم.
فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنهما قال:
قال رسول الله "صلى الله عليه وسلم": "لا يقعد قوم يذكرون الله عز وجل إلا حفتهم الملائكة، وغشيتهم الرحمة، ونزلت عليهم السكينة، وذكرهم الله فيمن عنده"رواه مسلم ويوضح الحديث النبوي الشريف بيانٌ لفَضلِ ذِكرِ اللهِ تَعالَى في جماعةٍ، وبيانُ ما يكونُ لهم مِن اللهِ سبحانَه حالَ ذِكرِهم.
- وعن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال النبي "صلى الله عليه وسلم": «مَثَلُ الَّذِي يَذْكُرُ رَبَّهُ وَالَّذِي لا يَذْكُرُ رَبَّهُ مَثَلُ الحَيِّ وَالمَيِّتِ».
- وعن عبدالله بن بسر رضي الله عنه أن رجلًا قال: يارسول الله، إن شرائع الإسلام قد كثرت علي فأخبرني بشيء أتشبث به، قال: "لا يزال لسانك رطبًا من ذكر الله".
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "قال رسول الله "صلى الله عليه وسلم"، سبق المفردون، قالوا: وما المفردون يا رسول الله؟ قال: الذاكرون الله كثيرًا والذاكرات". رواه مسلم.
فضائل الذكرِ
أذكار من السنة النبوية
حديث أبي هريرة عن النبي "ﷺ" أنه قال: "من قال في يوم لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد وهو على كل شيء قدير مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب، وكتب له مائة حسنة، ومحا عنه مائة سيئة، وكان في حرز من الشيطان في يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأتِ أحد بأفضل مما جاء به، إلا رجل عمل أكثر من عمله". رواه مسلم والبخاري.
ونجد في هذا الذكر الخير الكثير؛ فعند ذكرك الله يمحو الله به مائة سيئة، ويكتب به مائة حسنة، ويكون عدل (أي عتق) عشر رقاب.
قال رسول الله "صلى الله عليه وسلم": "أفضل الذكر: لا إله إلا الله، وأفضل الدعاء: الحمد لله".
أنواع الذكر وفوائده
- ذكرالله في الجهر والسر: لكل نوع من الذكر فوائد خاصة.
- ذكر الله في الصباح والمساء: أهمية الالتزام بالأذكار اليومية.
- الذكر بالقران: قراءة القرآن الكريم والمداومة على تلاوته.
- ذكر الأذكار المستحبة: الأذكار المتعلقة بالوضوء والصلاة والنوم وأذكار الصباح والمساء وغيرها.
ذكر الله تعالى
آثار الذكر على النفس والقلب
- الذكر يطمئن القلب: يزيل الهموم والاكتئاب.
- الذكر يقوي الإيمان: يزيد من تقوى الله تعالى.
- الذكر يحسن السلوك: يجعل الإنسان أكثر صبرًا وشكرًا.
- الذكر يحمي من الأمراض: يزيد من مناعة الجسم.
- الذكر مفتاح للسعادة: يجعل الحياة أكثر معنى وقيمة.
علينا جميعًا أن نحرص على ذكر الله سبحانه وتعالى في حياتنا، وأن نجعله جزءًا لا يتجزأ من يومنا. ففي الذكر نجد الراحة والسكينة، وفي الذكر نجد القوة والعزيمة، وفي الذكر نجد السعادة والفوز، إن ذكر الله تعالى هو كنزٌ لا يفنى، وهو نورٌ يضيء الدروب.
موضوعات قد تهمك:
صلاة الاستخارة.. كيفيتها والأوقات المستحبة ودعاؤها وماذا نقرأ فيها؟ | فيديو وصور
صلاة قضاء الحاجة.. حكمها وكيفيتها والأوقات المستحبة ودعاؤها ومتى كان الصحابة يصلونها؟ | فيديو وصور