أكد الاتحاد المصري للتأمين أن أهم التحديات التي تواجه شركات التأمين في الاقتصاد الفضي خلال المائتي عام الماضية، تضاعف متوسط العمر المتوقع على مستوى العالم وأصبح الآن فوق السبعين عامًا. ويأتي هذا الارتفاع في متوسط العمر المتوقع مع تحديات جديدة لمجتمعنا، وخاصة لكبار السن الذين يريدون ويحتاجون إلى فرص لحياة أفضل.
موضوعات مقترحة
ولهذا السبب، يقترح الاقتصاد الفضي نماذج أعمال وخدمات جديدة يمكننا تقديمها لكبار السن حتى يتمكنوا من التمتع بحياة أكثر نشاطًا وجودة أفضل. ومن ثم تحتاج صناعة التأمين إلى تحسين عدد من الجوانب المختلفة من أجل تحسين تجربة هذه الفئة من العملاء.
التحدي الأول هو أن هذا الجيل يضم مجموعات عمرية مختلفة جدًا لديها رغبات وضروريات مختلفة، وبالتالي يتعين على شركات التأمين تكييف كل منتج وتخصيصه لمجموعات عمرية مختلفة. ويعد أحد الحلول لمعالجة هذا التحدي هو تكوين شراكات مع كيانات مختلفة متخصصة في كل تخصص حتى يمكنهم تقديم أفضل الخدمات والحلول لكل شريحة.
الجانب الثاني الذي يجب مراعاته هو أنه في العديد من شركات التأمين يتم التواصل مع المؤمن عليه في حالتين فقط وهما:
أولًا: عندما يشتري المؤمن عليه الخدمة
ثانيًا: عندما يتحقق الخطر المؤمن ضده
ويمكن أن يمر وقت طويل بين هذين الحدثين، وأحيانًا لا يحدث الأخير أبدًا. وهذا يخلق مسافة في العلاقة بين شركة التأمين والمؤمّن عليه مما يؤدي إلى نوع من عدم الثقة بينهما.. وفي كثير من الحالات لن يشعر المؤمن عليه بالقيمة التي تضيفها الخدمة إلى حياته. وهنا تنشأ العديد من الفرص، وخاصة من خلال إضافة نظام بيئي من الخدمات لكبار السن حيث يمكنهم الشعور بالقرب والارتباط بشركة التأمين. فما يهم العميل هو أن يشعر بالحماية الحقيقية، وهذا هو المصدر الذي يمكن أن تأتي منه القيمة الحقيقية للتأمين.
تهدف بعض الخدمات إلى بناء علاقة مع العميل؛ حيث يشعر بالإشباع كل يوم من خلال القيام بأنشطة معرفية واجتماعية وجسدية مختلفة، وهنا تتشكل العلاقات الحقيقية. أيضًا، من خلال الاقتراب من العملاء، يمكن للشركات الحصول على بيانات أفضل لتقييم ملف المخاطر الخاص بهم وتقديم خدمات أفضل لهم. بالإضافة إلى ذلك، يصبح العملاء أكثر انفتاحًا على مشاركة بياناتهم ودفع المزيد مقابل خدمات الوقاية من المخاطر. إن قدرة شركة التأمين على تقديم حلول ذات قيمة مضافة وفردية وقابلة للتكيف تؤكد بقوة على الوقاية والحد من المخاطر لها تأثير كبير على ولاء العملاء.
ومن التحديات الأخيرة أن هناك طلبًا متزايدًا على العملاء الذين يبدون اهتمامًا كبيرًا بنماذج التأمين الجديدة،. يُظهر حوالي 58٪ من العملاء اهتمامًا قويًا بنماذج التأمين المبتكرة، ومن هنا تبرز أهمية توفر نماذج الأعمال الجديدة، بما في ذلك النظم البيئية الذكية، وخدمات الوقاية من المخاطر ذات القيمة المضافة وهو ما يمثل لشركات التأمين فرصة الابتكار وتوليد الإيرادات ومساعدة المستهلكين في نفس الوقت. وكما ذكرنا من قبل، يبحث العملاء عن القيمة ويريدون الشعور بالحماية طوال حياتهم، وليس فقط عند وقوع حادث.
لذا تحتاج شركات التأمين إلى إعادة تقييم مسئولياتها التقليدية وتبني نهج النظام البيئي للسعي إلى الابتكار وتوفير قيمة عالية الجودة لعملائها.
كيف يمكن للشيخوخة أن تكون مصدرًا قويًا للنمو الاقتصادي؟
من الواضح أن هناك وجهين لعملة الشيخوخة وطول العمر؛ التحديات والفرص. فحين يصبح تجمع كبار السن أكبر، يتقلص الجيل الأصغر سنًا في العدد. مع وجود عدد أقل من الأفراد في أوساط العمل، تصبح قوانين التقاعد وأنظمة الرعاية الاجتماعية وأنظمة الرعاية الصحية غير مستدامة. هذا هو التحدي. إن جيل الستين عامًا ليس فقط أسرع مجموعة مستهلكة نموًا؛ بل إنهم يتمتعون أيضًا بقوة إنفاق أعلى بشكل متزايد. وفقًا لشركة ماكينزي، سيمثل القطاع الفضي 60 في المائة من نمو الاستهلاك. ووفقًا للمفوضية الأوروبية، فإن الاقتصاد الفضى في أوروبا هو حاليًا ثالث أكبر اقتصاد في العالم، بعد الولايات المتحدة والصين فقط. بقيمة 5.7 تريليون يورو بحلول عام 2050. لذا، فإن اقتصاد الفضة هذا يمثل فرصة ذهبية".
الاحتياجات الأساسية للمستهلكين من كبار السن
الحاجة الأولى: الرغبة في الحفاظ على الاستقلالية
يتم تلبية هذه الحاجة من خلال ربط أجهزة المنزل الذكي مع الحلول البتكنولوجية حتى يتمكن كبار السن من الاعتماد على أنفسهم في المنزل لفترة أطول. وعلى سبيل المثال، أنشأت شركة التأمين الإيطالية Reale Mutua منصة شقق سكنية في تورينو، وهي عبارة عن مفهوم مبنى سكني، مع مجموعة من الخدمات المتعلقة بالمنزل، والتي تأتي أيضًا مع خدمات الرعاية الصحية الرقمية. مثال آخر هو شركات التأمين البلجيكية والتي تقدم تفاعلًا بين أجهزة استشعار الحركة والذكاء الاصطناعي لمراقبة استخدام العملاء للأدوية على سبيل المثال وغيرها من الأنشطة الحركية التي يقوم بها الشخص المسن داخل منزله وربط كل ذلك بدائرة الرعاية الصحية له.
الحاجة الثانية: الصحة
تشجع العديد من شركات التكنولوجيا المستهلكين على البقاء بصحة جيدة. وهذا يؤدي إلى انخفاض حالات دخول المستشفيات، وزيارات العيادات الخارجية، وما إلى ذلك. على سبيل المثال، طورت شركة نيورتراك، وهي شركة ناشئة في مجال الصحة في الولايات المتحدة، تقنية تتبع العين للكشف عن الخرف ومراقبته. في تقييم مدته خمس دقائق، يمكن لتقنية نيورتراك تقييم التدهور المعرفي قبل ظهور الأعراض. وذلك من خلال التنبؤ بفقدان الذاكرة قبل أن يبدأ. كما يتضمن برنامجًا صحيًا بأدوات ونصائح للحد من خطر المزيد من التدهور المعرفي مما ساهم في إنخفاض تكاليف الرعاية الصحية. ومن الجدير بالذكر أن شركة داي-إيتشي لايف، وهى ثاني أكبر شركة تأمين على الحياة في اليابان، تستخدم برنامج نيورتراك وهي تخدم واحدة من أكبر فئات السكان المسنين في العالم.
الحاجة الثالثة: الرعاية
يشير مصطلح الرعاية هنا إلى دعم المرضى عن بُعد والرعاية الذاتية؛ وبالتالي تتحول الرعاية إلى بيئة رعاية غير تقليدية في المنزل. ويمكن أن تلعب الأجهزة القابلة للارتداء دورًا محوريًا في هذا.
الحاجة الرابعة: السلامة
يرغب كبار السن في البقاء في المنزل، بينما يريد أبناؤهم التأكد من أن والديهم آمنون فعلى سبيل المثال يحتاج الأبناء إلى التأكد من الإغلاق المحكم للأبواب والنوافذ؛ وبالتالي يشكل إنترنت الأشياء وأجهزة الاستشعار والاتصال كلها جزء من الحل بالفعل.