الإسكندرية - محمد عبد الغني
موضوعات مقترحة
الاحتفال بالمولد النبوي الشريف له طبيعة خاصة متفردة عند "الإسكندرانية"، فمن تصادف مروره بالمدينة الساحلية خلال الاحتفالات التى تشهدها "عروس البحر المتوسط" بمولد سيد الأنام فى هذا اليوم، سيقابل حتما في طريقه من يعطيه كوب شربات بالموز، احتفالا بمولد خاتم الأنبياء والمرسلين.
"اشرب وصلِّ على الحبيب"، هي الجملة المصحوبة دائما بتوزيع كوب من الشربات بالموز على المارة، لتضفي أجواء احتفالية تملؤها الروحانيات، بكل شارع وحارة وميدان في المدينة الساحلية.
يقول سعد عبد الله ـ صاحب محل بمنطقة المنشية ـ إن توزيع الشربات المزود بقطع الموز هي عادة سكندرية أصيلة توارثتها الأجيال في المدينة الساحلية منذ زمن بعيد، حيث تجد الكثير من الأسر وأصحاب المحلات يوزعونها احتفالا بمولد النبي الكريم، وسط فرحة وأجواء مميزة ابتهاجا بهذه المناسبة العطرة.
ويلتقط محمد سالم ـ أحد الأهالي ـ خيط الكلام ليؤكد أنه لا يكاد يمر شخص في الشارع إلا ويحصل على كوب من الشربات بالموز , حيث يتسابق الجميع على صنعه , بينما يتولى الشباب عملية توزيعه على المارة الذين يتصادف مرورهم .
أما عن السر وراء عادة توزيع الشربات في الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، فيشير إسلام عاصم الباحث في التراث السكندري، إلى أن الاحتفال بالحلوى يعود إلى العصر الفاطمي والذي كان البداية للكثير من الاحتفالات الدينية المميزة بمصر.
وأضاف ، ولكن توزع الشربات بالموز فهذه ظاهرة سكندرية خاصة للاحتفال بالمولد النبوي الشريف بدأت منذ قرابة الـ 200 عام، وقت تواجد الكثير من الجاليات الأجنبية في الإسكندرية، والتي كان لكل منها طبيعة خاصة في الاحتفال بأعيادها.
وتابع عاصم، قائلا:"أراد " الإسكندرانية " أن يكون لهم طريقتهم الخاصة في الاحتفال بأعيادهم ومنها المولد النبوي الشريف، فاختصوه بتوزيع الشربات بالموز على المارة ليكون تعبيرا منهم عن الفرحة والابتهاج بهذه المناسبة الكريمة والعزيزة على قلب كل مسلم.