ترامب وكامالا هاريس ومنع زوال إسرائيل

15-9-2024 | 15:36

تردد لأول مرة على لسان رئيس أمريكي سابق ومرشح للرئاسة الأمريكية "الخوف" من زوال إسرائيل إذا تولت كامالا هاريس الرئاسة..

جاء التحذير "المقصود" على لسان ترامب؛ وكأنه لم يسمع بايدن منافسه السابق وهو يعلن أن إسرائيل لو لم تكن موجودة لاخترعناها، وتأكيد وزير خارجيته اليهودي أنه يذهب لإسرائيل بصفته يهوديًا..

وكأن ترامب "يجهل" خطوط "الإمداد" المفتوحة منذ 7 أكتوبر من أمريكا وحلفائها في الغرب للصهاينة عسكريًا وماديًا، فضلًا عن "الكتائب" الإعلامية الداعمة والمتبنية دومًا لأكاذيب الصهاينة، "والرافضة" لنشر الحقائق الصادرة من الصهاينة أنفسهم مثل ما قالته الأسيرة الصهيونية السابقة المحررة "نوعا أرغماني": "لا أستطيع تجاهل ما تقوله وسائل الإعلام، أؤكد أنني لم أتعرض للضرب، ولم يقص شعري أحد، بل كنت في مبنى قصفته القوات الجوية الإسرائيلية، وأصبت في جميع أنحاء جسدي جراء انهيار المبنى علي".

تختار غالبية المؤسسات الإعلامية والحقوقية في أمريكا ومعظم الأعضاء البارزين في الحزبين الرئيسيين بأمريكا؛ الجمهوري والديمقراطي التعامي عن عنصرية الصهاينة الفجة وتوحشهم ودعوة بعض وزراء الصهاينة إلى قتل كل الفلسطينيين وإلقاء قنبلة نووية عليهم في غزة..

وفي الضفة الغربية أيضًا؛ حيث يتنامى توحش الصهاينة وممارسة القتل العشوائي وبدء حروب التجويع والتعطيش ضد الضفة أيضًا، وكل ذلك في محاولات "يائسة" للضغط على فصائل المقاومة "لانتزاع" تراجعها لفداحة الأثمان البشرية التي لا يمكن تعويضها بالطبع، متجاهلين أن كل فلسطيني "مستعد" بنفس راضية للاستشهاد ودفع ثمن الدفاع عن فلسطين، وأنه لا يختلف عن الحياة فيها تحت ظروف غير آدمية في غزة، حيث الحصار الخانق وفي الضفة؛ حيث التضييق المتعمد في التحرك؛ وحيث التعرض الدائم لهجمات المستوطنين واقتحام بيوت الفلسطينيين وحرق ممتلكاتهم وتجريف أراضيهم برعاية شرطة وجيش الصهاينة، وصدق نتنياهو، وهو الكذوب، عندما أعلن أنه سيحارب بوحشية غير مسبوقة.

جاء تحذير ترامب من "زوال" إسرائيل كخبر مفرح وسط أطنان الدمار الذي يمثل النجاح "الوحيد" للصهاينة في إبادة غزة، والذي يحوي الأشلاء الممزقة للشهداء؛ وأغلبهم من الأطفال والنساء.

من المضحكات المبكيات متابعة التنافس المحموم بين كل من ترامب وكامالا هاريس أثناء مناظرتهما الأولى في الدفاع عن الصهاينة "وضمان" أمنهم وحمايتهم من "توحش" المقاومة ضد الاحتلال الصهيوني؛ وفي الوقت نفسه يواصلان "التغني" بقيم أمريكا الداعمة للحرية وللديمقراطية!!

وهي مبكية؛ حيث "يوهم" البعض نفسه بأن كامالا "أفضل" من ترامب، وكأن بايدن كان ملاك الرحمة وستواصل كامالا رسالته، وكأنها وترامب وبايدن ليسوا بنفس البغضاء والعنصرية، وإن اختلفت وجوههم وأعمارهم.

فقد اتهمت هاريس المقاومة الفلسطينية بالإرهاب، ووصفت هجوم 7 أكتوبر بالبشع ورددت "أكاذيب" اغتصاب النساء، وأكدت أنها تعمل على مدار الساعة لإنهاء الحرب، ولم تقل كيف اقتربت الحرب على مرور عام على بدئها، ولم "تجد" الحل؛ ربما لأنها تريد سحق المقاومة الفلسطينية.

من المضحكات المبكيات تصريح قائد بالجيش الصهيوني أنهم "يحتاجون" عامًا آخر لهزيمة المقاومة في غزة؛ وقد قال نتنياهو منذ أشهر أنه فقط "يحتاج" لدخول رفح "للقضاء" على المقاومة نهائيًا وللأبد..

ونذكر بأن الصهاينة لا يحاربون غزة وحدهم، بل تساندهم كل من أمريكا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وكندا وإيطاليا وغيرهم؛ أي أن غزة المحاصرة تواجه حربًا عالمية وحدها وتصمد بمقاومتها وبشعبها الأسطوري..

أكدت هاريس حق الصهاينة في الدفاع عن النفس بينما "زايد" عليها ترامب مؤكدًا أنها تكره إسرائيل التي ستزول من الوجود في خلال عامين إذا نجحت هاريس في الانتخابات..

راوغت هاريس كعادتها وإدارة بايدن ومن سبقوه؛ فعند كل حرب وحشية على غزة يؤكدون المطالبة بحل الدولتين، وإعادة إعمار غزة، وحق الفلسطينيين في دولة مستقلة، بينما يشجعون الصهاينة على المزيد والمزيد من إبادة غزة ومضاعفة "ابتلاع" أراضي الضفة الغربية التي تناقصت بشدة بعد اتفاق أوسلو الذي تم في 13 سبتمبر 1993، وتبرأ منه معظم الفلسطينيين الذين شاركوا أو تورطوا فيه واعترفوا بتعرضهم للخداع الصهيوني وبتخلي أمريكا "كعادتها" عن تنفيذ دورها فيما بعد الاتفاق الذي تم برعايتها.

نتوقف عند مصافحة هاريس لترامب كان واضحًا أنهما تدربا جيدًا على ذلك، تبادلا النظرات وهما يتصافحان بأيدٍ "ملطخة" بالدماء في فلسطين وأفغانستان واليمن وغيرها، وسخر ترامب من هاريس؛ لأن الانسحاب من أفغانستان كان فشلًا ذريعًا وبخسائر فادحة، وأنهم "اضطروا" إلى ترك معداتهم..

وفي 11 سبتمبر 2005 "اضطر" الصهاينة إلى الانسحاب من قطاع غزة بعد احتلال دام 38 عامًا، وكان "أول" انسحاب صهيوني منذ عام 1948، بعد فشلهم في "سحق" المقاومة في غزة، وتم إخلاء مستوطناتهم بها وتدميرها وأطلقوا على ذلك "فك الارتباط"، وبدأوا أسوأ حصار عرفته الإنسانية على غزة واستمر حتى الآن.

وفي 2006 كان الانسحاب الثاني "المذل" للصهاينة من لبنان بعد انتصار حزب الله على الصهاينة، والآن يعاني مئات الألوف من المستوطنين في شمال فلسطين المحتلة من صواريخ حزب الله، وغادروا بيوتهم وغالبيتهم يرفضون العودة إليها حتى بعد انتهاء الحرب لشعورهم "بالرعب".
 
يقول المثل الإفريقي "من ينتظر موت إنسان ليستولي على حذائه، يمشي حافيًا طول العمر"، وسيعيش نتنياهو "البولندي" الأصل وكل الصهاينة حفاة "يحاصرهم" أصحاب الأرض حتى يتخلصوا منهم أو يعودون مجبرين منهزمين من حيث أتوا.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: