Close ad

بداية جديدة لبناء الإنسان المصري

15-9-2024 | 16:36

يظل الاستثمار في الإنسان هو الرهان في سباق إدراك النهضة وتحقيق التقدم، وإحراز الأهداف المبتغاة، فلا مستقبل لأمة لا تهتم بالبشر، ولا تطور في حياة الشعوب بلا تنمية بشرية مستدامة، وفي تاريخ الأمم محطات ووقفات حاسمة وتجارب ملهمة، ومصر اليوم في قلب تجربة غير مسبوقة سوف يقف عندها التاريخ طويلا وتتدارسها مراكز الأبحاث والباحثون والمؤرخون ليستخلصوا منها العبر والدروس، فهي تجربة ولدت من رحم التحديات، وانبثقت من قلب الأزمات، وخرجت من واقع أليم كان نتاج تراكمات طوال عقود من السنوات. 

خصوصية هذه التجربة وعبقريتها أنها اقتحمت الأزمات، بلا تردد، وتعاملت مع التحديات بدون خوف، وتعاطت مع المشكلات بواقعية، بعد دراسة مستفيضة لكافة الأبعاد، والتداعيات، وفي جميع الأحوال وفي كل المراحل كان الإنسان المصري هو الهدف، وهو المبتغى، فقد سارت الدولة بفكر ووعي على مسارات الإصلاح ومرتكزات مجابهة التحديات وبالتوازي مع تلك المسارات كان بناء الإنسان في طليعة الأهداف، وفي قلب المرتكزات، فجاءت المبادرات الرئاسية الواحدة تلو الأخرى لتعالج تراكمات، وتفتح أبواب الأمل في مستقبل واعد، وترسم ابتسامة على وجوه ظلت عابسة لعقود طويلة يعتصرها الفقر، وتلاحقها الأمراض، وتحاصرها الأزمات في المأكل والمشرب والمسكن، فمن المشروع القومي لتنمية الريف المصرى المبادرة الرئاسية "حياة كريمة" إلى مبادرة التأمين الصحي الشامل، ثم المبادرة الرئاسية 100 مليون صحة للكشف عن فيروس (سي) والأمراض غير السارية مرورًا بالمبادرة الرئاسية تكافل وكرامة وغيرها من مبادرات رئاسية بلغ عددها 17 مبادرة، وتوجت قبل أيام بإطلاق المبادرة الرئاسية الجديدة "بداية جديدة لبناء الإنسان المصري" وهي جميعها تمثل منظومة متكاملة للنهوض بحياة المواطنين، وتحسين مستوى معيشتهم في كافة مناحي الحياة. 

ولا شك أن إطلاق مبادرة بناء الإنسان تمثل نقلة نوعية في التعاطي مع التحديات إذ أن محاور وأهداف هذه المبادرة يتعامل مباشرة مع القضايا الملحة ويتكامل مع ما تم تنفيذه في المبادرات السابقة، في بناء الإنسان المصري وحل أزماته ومشكلاته، وإذا كان قد تحدد للمبادرة الجديدة 100 يوم لتنفيذها، فإن المؤكد أن نتائجها سوف تستمر مدى الحياة، لأنها تؤسس لقيم ومبادئ، ومهارات، تشكل شخصية قادرة على العطاء المستدام، وتمتلك أدوات النجاح وأسلحة مواجهة التحديات فهي تشمل عدة محاور ومستهدفات.

يتصدرها تعزيز الأمن القومي وتحسين النظام الصحي، وتوفير تعليم أفضل، وتأمين فرص العمل اللائقة للخريجين، وتعزيز الحماية الاجتماعية، ويندرج تحت كل محور من هذه المحاور تفاصيل وإجراءات وسياسات تمثل في مجملها منظومة متكاملة هدفها المواطن المصري وحياته بالمفهوم الشامل. 

ويقينًا أن هذه المبادرة ستنجح وتحقق أهدافها كاملة بالقياس على نجاح المبادرات السابقة فقد تعودنا من القيادة السياسية أنه لا مستحيل في التعامل مع التحديات فكل المبادرات التي تم إطلاقها حققت أهدافها بامتياز، بل كانت محل تقدير وإشادة من المنظمات الدولية، وفي مقدمتها الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية التي اعتبرتها تجربة ملهمة ونموذجًا يحتذى للشعوب.

وهنا أشير إلى مبادرات 100 مليون صحة، والقضاء على فيروس سي، وحياة كريمة، وغيرها من مبادرات وبرامج قومية، وهي مبادرات اقتحمت، بفكر مدروس، أزمات وتراكمات كانت تؤرق المجتمع على مدار عقود، فحققت للإنسان المصري مناخًا جديدًا، وواقعًا مختلفًا، وكل ذلك يصب في قلب عملية بناء جديدة للمواطن توفر له فرص الحياة الكريمة بكفاءة وجودة عالية، ومن ثم يتحقق الهدف القومي الأسمى في وطن ينمو ويتطور نحو مستقبل أفضل. 

وإذا كانت المبادرة الجديدة قد حظيت منذ إطلاقها في السابع من الشهر الحالي بدعم حكومي ومؤسسي واسع، وهي عوامل مهمة تدعم نجاحها، فإن هذا الزخم يتعاظم أيضًا مع وجود حشد لدور ومنظمات المجتمع المدني التي تقوم بدور محوري لا يمكن تجاهله، بل كان له بالغ الأثر في إنجاح عدد كبير من المبادرات الرئاسية السابقة.

 "بداية جديدة لبناء الإنسان المصري"، مبادرة لمستقبل جديد ينتظر هذا الوطن.
 
[email protected]

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة