بعد أن أصبحت التكنولوجيا جزءًا أساسيًا نعتمد عليه في شتى نواحي الحياة، تتسارع الدول على مختلف مستوياتها لامتلاك هذه الثورة الهائلة، حيث أصبح الاعتماد عليها ضروريا، مثل التعليم والخدمات المصرفية ووسائل التواصل الاجتماعي وغيره، لذلك من الضروري التركيز على حماية وأمن هذه الأجهزة والبيانات الرقمية لمنع المخاطر وحماية الذات والآخرين، ومن هنا يأتي مصطلح الأمن السيبراني وهو ممارسة حماية الشبكات والأجهزة والتطبيقات والأنظمة والبيانات من التهديدات الإلكترونية.
موضوعات مقترحة
بعد أن استطاعت مصر أن تحقق إنجازًا كبيرًا على المستوى العربي والعالمي، فى مجال الأمن السيبراني، حيث تصدرت المؤشر العالمي للأمن السيبراني (GCI) لعامي 2023-2024. هذا النجاح الذي يعكس جهود الدولة في حماية بنيتها التحتية الرقمية من التهديدات الإلكترونية، كان لابد أن نلقى الضوء على العوامل التي ساعدت على تحقيق مصر لهذا الإنجاز.
تحدث المهندس وليد حجاج خبير أمن معلومات، وصائد الهاكرز ومستشار الهيئة الاستشارية العليا لتكنولوجيا المعلومات والأمن السيبرانى، عن الأسباب الإستراتيجية والتقنية التي دفعت مصر لهذه المكانة، فقال: الإنجاز العالمي الذي حققته مصر في مجال الأمن السيبراني يعود إلى مجموعة من الأسباب الإستراتيجية والتقنية، من بينها:
1. الاستراتيجية الوطنية للأمن السيبراني: قامت مصر بتبني استراتيجية وطنية للأمن السيبراني تهدف إلى تعزيز القدرة على مواجهة التهديدات السيبرانية. تتضمن هذه الاستراتيجية خططاً لتأمين البنية التحتية الحيوية وتحسين الوعي بالأمن السيبراني على مستوى الأفراد والمؤسسات.
2. التشريعات والقوانين: قامت مصر بإصدار عدة قوانين تدعم الأمن السيبراني مثل قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات الصادر عام 2018، والذي يضع إطارًا قانونيًا لتجريم الجرائم السيبرانية وتعزيز أمن المعلومات.
3. الاستثمار في التكنولوجيا: استثمرت مصر بشكل كبير في تطوير البنية التحتية الرقمية والقدرات التكنولوجية لمكافحة الهجمات السيبرانية، مما ساعد في رفع مستوى الجاهزية والتأهب للتهديدات.
4. التعاون الدولي: تعمل مصر بشكل وثيق مع الهيئات الدولية والمنظمات المتخصصة في مجال الأمن السيبراني، مما يتيح لها الاطلاع على أحدث الاتجاهات والتكنولوجيا المستخدمة في هذا المجال، وكذلك الاستفادة من الخبرات الدولية.
5. تدريب الكوادر البشرية: ركزت مصر على تدريب وتطوير الكوادر البشرية المتخصصة في مجال الأمن السيبراني، من خلال إنشاء مراكز تدريب وشراكات مع المؤسسات الأكاديمية الدولية والمحلية.
6. الوعي المجتمعي: تم تعزيز الوعي بالأمن السيبراني على مستوى الأفراد والشركات من خلال حملات توعوية تهدف إلى تعليم المستخدمين كيفية حماية بياناتهم ومعلوماتهم الشخصية مثل برنامج سفراء الوعى التكنولوجى برعاية معالى الوزيرة مايا مرسى وزيرة التضامن الاجتماعى و برئاسة الدكتور محمد محسن و مدير البرنامج دكتور وليد حجاج وتحت اشراف الدكتور أحمد الشريف رئيس مجلس أمناء مؤسسة القادة
تلك الجهود مجتمعة ساعدت في تحقيق مصر إنجازات ملحوظة على الصعيد الدولي في مجال الأمن السيبراني، مما أدى إلى تحسين تصنيفها في المؤشرات العالمية.
وليد حجاج