بمناسبة الاحتفال بمرور ربع قرن على انطلاقة جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة التي ترعاها دار السويدي الثقافية، تستضيف مكتبة البلد في القاهرة، غدا الأحد 15 سبتمبر الجاري، في السابعة مساء، الشاعر نوري الجراح مدير عام المركز العربي للأدب الجغرافي ومدير عام جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة في أمسية أدبية تحت عنوان (مصر وجغرافيتها الحضارية منطلقا ومعبرا وموئلا للرحلة).
موضوعات مقترحة
يلقي الجراح خلال اللقاء الضوء على حضور مصر وجغرافيتها الحضارية في أدب الرحلة العربي من خلال المساهمة البارزة لأسماء وعلامات أثرت بمنجزاتها خزانة أدب الرحلة، وذلك بحضور ومشاركة عدد من الأساتذة الفائزات والفائزين بالجائزة خلال سنواتها المتعاقبة.
ويستعرض الجرّاح مختارات من الأعمال التي أنجزت في إطار الجائزة بحضور ومشاركة نخبة لامعة من الأدباء الرحالة والباحثين في حقل أدب الرحلة ممن فازوا بجائزة ابن بطوطة، إلى جانب نخبة من الكتاب والشعراء والإعلاميين.
من شأن هذا اللقاء أن ينبه إلى الاهتمام المتزايد بأدب الرحلة تحقيقاً ودراسة، وفق وعي متنام بخطورة هذا الأدب، وأهميته في استكشاف نظرة العربي إلى ذاته في علاقته بثقافته، وإلى الآخر في اختلافه الثقافي، وبالتالي تظهير تطور الوعي بالاختلاف من خلال دراسة الظواهر الناجمة عن السفر والتواصل مع الآخر. ففي نصوص الرحلة المعاصرة واليوميات التي أنتجتها قرائح الكتاب في مصر والعالم العربي نلحظ تطوراً في لغة الكتابة المعاصرة، فيوميات الرحالة أخذت تميل أكثر فأكثر نحو تسجيل سفر الذات في وجهتين: جغرافية الآخر، ودواخل الذات وأسئلتها الوجودية. أما النصوص الكلاسيكية التي حققت ونشرت حتى الآن في إطار الجائزة فثمة كشوف مدهشة ونبش لمخزون ظل متوارياً عن الأنظار لقرون، لكنها الآن باتت حاضرة في رفوف المكتبات العربية بفضل جهود نخبة مشرقية ومغربية من الباحثين الأكفاء الذين حققوا ودرسوا هذه الآثار لتصبح بفضل جهودهم مراجع أساسية لدارسي المجتمعات وأحوالها عبر العصور.
ناهيك عن الأهمية الكبرى لنصوص الرحلات العربية إلى أوروبا خصوصا تلك التي قامت بها النخب العربية النهضوية والمتنورة في القرن التاسع عشر خصوصا انطلاقاً من القاهرة وبيروت ودمشق وبغداد وفاس وتونس، وشكلت مع رحالة من طراز الطهطاوي، والشدياق، وأحمد الحجري، والمكناسي، والغساني الأندلسي، ومحمد الصفار، وأحمد زكي باشا، وحسن توفيق العدل، ومحمد لبيب البتنوني، وفرنسيس المراش، ومصطفى عبد الرازق، وأحمد حسنين باشا، وزكي مبارك، وصولا إلى طه حسين، وزكي نجيب محمود وعشرات غيرهم غيرهم ممن تجولوا في دنيا الآخر الأوروبي من باب استكشاف الآخر وقراءة الذات في مرايا الآخر.