نجحت مصر في تحقيق قفزة نوعية في مؤشر الأمن السيبراني العالمي، وذلك بفضل استراتيجية وطنية شاملة وخطط تنفيذية محكمة، هذا الإنجاز يعكس التزام مصر ببناء نظام أمني سيبراني متكامل وقادر على مواجهة التحديات المتزايدة في هذا المجال، ومؤخرأ بدأت مصر في حصاد سنوات من الجهد في هذا المجال بإحرازها مركزاً متقدماً ضمن دول الفئة الأولى في مؤشر الأمن السيبراني العالمي (GCI) لعامي 2023-2024.
موضوعات مقترحة
مصر في طليعة الدول الرائدة:
في سياق التصريحات، أوضح المهندس محمد هارون أن مصر قد صنفت كأحد النماذج الرائدة في هذا المجال، حيث نجحت في الحصول على الدرجة الكاملة وهي 100 نقطة من أصل 100 في المؤشر العالمي للأمن السيبراني، الذي يقيس مدى التزام الدول بمعايير الأمن السيبراني.
وتُعَد مصر واحدة من 12 دولة فقط حققت هذا النجاح من أصل 47 دولة مصنفة ضمن الفئة الأولى، وهو ما يعكس تطوراً ملحوظاً مقارنة بـ 95.48 نقطة التي سجلتها في عام 2020.
العوامل الرئيسية وراء النجاح:
في تصريحاته، أشار المهندس هارون إلى ثلاث عوامل رئيسية ساهمت في تحقيق هذا الإنجاز:
الاستراتيجية الوطنية للأمن السيبراني:
أطلقت الحكومة المصرية استراتيجية وطنية شاملة للأمن السيبراني للفترة 2023-2027، والتي تمثل خارطة طريق واضحة لتعزيز الأمان السيبراني في البلاد. تتضمن الاستراتيجية أهدافاً محددة وإجراءات تنفيذية تهدف إلى بناء نظام أمني متكامل يمكن البلاد من مواجهة التهديدات السيبرانية المستقبلية بفعالية.
إنشاء مؤسسات متخصصة:
تم تأسيس هيئات رئيسية مثل المجلس الأعلى للأمن السيبراني وفريق الاستعداد للطوارئ المصري (EG-CERT). تلعب هذه الهيئات دوراً حاسماً في تطوير السياسات الأمنية والتعامل مع الحوادث السيبرانية بكفاءة وفعالية.
التعاون الدولي:
تشارك مصر بفعالية في المبادرات الدولية للأمن السيبراني، مما يعزز قدرتها على التصدي للتحديات العالمية. يتضمن هذا التعاون تبادل المعلومات والخبرات مع دول أخرى لمكافحة التهديدات السيبرانية بشكل أكثر فعالية.
الآثار الإيجابية للإنجازات:
تعتبر نتائج مصر في مؤشر الأمن السيبراني العالمي خطوة إيجابية تعزز مكانتها كدولة رائدة في مجال الأمن السيبراني على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. كما أن هذه الإنجازات تفتح الأفق لجذب الاستثمارات الأجنبية وتعزيز الابتكار في قطاع التكنولوجيا، مما يعود بالفائدة الاقتصادية على البلاد.
الخطوات التالية لتعزيز الأمن السيبراني:
أبرز المهندس هارون بعض الخطوات المهمة التي يجب على مصر التركيز عليها لتعزيز مكانتها في الأمن السيبراني:
- التأكيد على أهمية التنفيذ الفعّال للاستراتيجية الوطنية، بما في ذلك تخصيص الموارد وتدريب المتخصصين وتعزيز الوعي الأمني بين المواطنين.
- الاستمرار في تعزيز التعاون مع الدول الأخرى وتبادل المعلومات حول التهديدات والثغرات الأمنية.
- الاستثمار في البحث والتطوير وتحديث استراتيجيات الأمن السيبراني بانتظام لمواكبة أحدث التهديدات والتقنيات.
- تأمين البنية التحتية الحيوية مثل شبكات الطاقة وأنظمة النقل والمؤسسات المالية ضد الهجمات السيبرانية.
- الاستثمار في برامج التعليم والتدريب لتطوير قوة عاملة ماهرة تلبي احتياجات الأمن السيبراني المتزايدة.
- تعزيز التعاون بين الحكومة والقطاع الخاص والأوساط الأكاديمية للاستفادة من خبرات وموارد جميع الأطراف المعنية.
في الختام، أكد المهندس محمد هارون أن إنجازات مصر في الأمن السيبراني تبرز تقدماً ملحوظاً، ولكنه شدد على ضرورة الاستمرار في الجهود لبناء إطار مرن وقابل للتكيف. من خلال التركيز على التنفيذ الفعّال، والتعاون الدولي، والتحسين المستمر، وبناء قوة عاملة ماهرة، يمكن لمصر أن تعزز مكانتها كدولة رائدة في مجال الأمن السيبراني وتحافظ على حمايتها من التهديدات المتزايدة.