بين عشرات من الشماسي المنتشرة على شواطئ الإسكندرية، وأمواج البحر والمصطافين على طول ساحل المدينة ستجد شبابًا يأتون من كل حدب وصوب صيفًا إلى عروس المتوسط؛ يتجولون لعرض بضائعهم على المصطافين والمتنزهين بابتسامة، قلّما تفارق وجوههم التي أرهقتها شمس الصيف الحارقة.
موضوعات مقترحة
ربما طبعت تلك الابتسامة على وجوه الكثيرين منهم؛ لكثرة اعتيادها، فهي وسيلتهم لترويج بضاعتهم، كل عام على مدار شهور الصيف؛ ليتبادر إلى الذهن سؤال «أين يذهبون شتاءً؟» أو ماذا يفعلون مع انتهاء موسم الصيف؟»، فوجدت «بوابة الأهرام» في إجابة عدد من شباب العمالة الموسمية على إلى أحد شواطئ البحر بمنطقة ميامي شرق الإسكندرية، خلف ابتساماتهم كثير من الحكايات وقصص الكفاح.
العمالة الموسمية على شواطئ الإسكندرية
الرزق يحب الخفية
«الرزق يحب الخفية.. ولو الدنيا مريحة في مكان ربنا بيفتح أبواب الرزق في أماكن تانية.. وما علينا إلا السعي ليها» يقول أحمد عسلية، بائع لأدوات البحر على شواطئ الإسكندرية.
ويتابع البائع السكندري: أنه اعتاد مع بدء الموسم الصيفي كل عام، أن يتوجه إلى العمل على الشواطئ؛ حيث يزداد الرزق خلال تلك الشهور التي تزدحم بالمصطافين ورواد الشواطئ.
«الشغل على الشط في الصيف متعب والشمس بتحرق، ومن بين كل 10 بيتفرجوا على البضاعة واحد بيشتري و9 لأ»، يلتقط أحمد هاشم -من محافظ سوهاج- أنفاسه خلال حديثه لـ«بوابة الأهرام»، موضحا معاناته في بيع أدوات البحر التي يحملها ويطوف بها شواطئ الإسكندرية.
ويقول إن العمالة الموسمية تحضر بدءا من شهر يونيو إلى الإسكندرية مع بداية موسم الصيف، ويستمرون في العمل على بيع بضائعهم على مدار ثلاث أشهر، موضحا أنه مع انتهاء فصل الصيف وبدء العام الدراسي ورحيل المصطافين عن المدينة، يعود إلى قريته في محافظة سوهاج، للعمل في الزراعة.
العمالة الموسمية على شواطئ الإسكندرية
مدخرات الصيف تصرف في الشتاء
روماني فتوح، يعمل هو الأخر في الزراعة طوال فصل الشتاء بقريته في محافظة سوهاج، ويتجه صيفا للعمل بالإسكندرية؛ حيث تنتعش المهن الصيفية على الشواطئ ليجمع مبلغا «يراه جيدا» يساعده على الإنفاق على أسرته خلال فصل الشتاء.
ويقول: «الدنيا مش سهلة أوي.. والشغلانة دي متعبة ومرهقة مع كثرة المشي رايح جاي على الشط تحت الشمس اللي مبترحمش».
العمالة الموسمية على شواطئ الإسكندرية
ويجد محمد علاء بائع اللب والتسالي سبيلا لبيع بضاعته بعد انتهاء موسم الصيف؛ حيث يغير وجهته من كورنيش وشواطئ الإسكندرية، إلى الوقوف أمام المدارس ليبيع إلى طلبة اللب والتسالي أثناء خروجهم من المدارس.
العمل باليومية
جابر كامل -بائع عوامات على شواطئ الإسكندرية- لا يستطيع بيع بضاعته شتاء؛ حيث يوضح أنه مع حلول شهر أكتوبر يتوجه إلى قريته في محافظة سوهاج، للعمل باليومية أحيانا، إلا أنه في كثير من الأحيان يكون بلا عمل؛ موضحا أنه عند هذه الحالة يصرف من المبالغ التي تحصل عليها من بيع العوامات خلال فصل الصيف، أو ربما يبيع الفاكهة أو الخضروات على «فرش» للإنفاق على أسرته.
العمالة الموسمية على شواطئ الإسكندرية
ويوضح محمد أحمد، من محافظة سوهاج، أن أغلب العاملين على شواطئ الإسكندرية صيفًا يقدمون من محافظات الصعيد خلال شهري مايو ويونيو، وعند انتهاء فصل الصيف يعود أغلبهم إلى محافظاتهم مجددا أو يعملون في مجالات البناء وفي المقاهي، أو على الشواطئ مسئولين عن الأمن والحفاظ على المعدات.