يُعد موطن النخيل المذكور في الأديان السماوية والقرآن الكريم، خط العرض الذي يشمل حالياً جزر الكناري وإفريقيا الشمالية والجزيرة العربية بما فيها العراق وجنوب إيران وشمال باكستان والهند.
موضوعات مقترحة
وقد نقل العرب النخيل على يد صقر قريش عبد الرحمن الداخل إلى أوروبا عندما حكم الأندلس بعد نجاته من مطاردة العباسيين له بعد سقوط الخلافة الأموية، فاختار أن يزرع النخل هناك، وفي أواخر القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر قام الإسبان بنقل النخيل إلى أمريكا، التي كانت وقتها أرضًا جديدة.
وكان للنخيل شأن كبير في التراث العربي، حيث إنه في بعض الأناشيد كان يتم تشبيه المرأة بالنخلة كدلالة جمال، وبحسب ما ورد في البحث الأدبي "الأصول السامية والحامية" فإن النخلة كانت ضمن الآلهة العربية، وكانت تلقب بعثر أو عثير، حيث كانت رمزًا دينيًا في شبه الجزيرة العربية وشمال إفريقيا، وكانت روحها تدعى عشيرة أي صديقة، بينما تحوي كتب التاريخ قصة نخلة نجران، حيث كانوا يكسونها بالملابس ويزينونها بالزينة النسائية ويعبدونها قبل ظهور الإسلام.
النخيل حرف تراثية
تظل صناعة الجريد وصنع أثاث منه ومقاطف وكذلك مجسمات من أهم الحرف المتوارثة في مصر، حيث تحمل أشجار النخيل تراثاً ثقافياً كبيراً، ليس فقط في قوانين طالع النخيل والصناعات الحرفية المرتبطة بالجريد، الذي تقوم عليه عدد من الصناعات الشعبية، لكنه يضرب بجذوره في الشعر والأطعمة والثقافة الشعبية، التي ترى إن النخيل يبكي وقت قطعه - حسب اعتقادات العجائز في الصعيد ـ .
من عادات أهالي نجع المسلمات بقنا توريث الحرفة لأولادهم حتى لو كان الابن طبيبًا أو مهندسًا أو حتى صحفيًا؛ لذا ليس غريبًا أن البعض من طلبة الكليات يعملون بهذه الحرفة مثل إبراهيم، وهو طالب في السنة الرابعة بكلية الدراسات الإسلامية والعربية، والذي يؤكد لـ"بوابة الأهرام" إن المهنة حرفة متطورة قائمة على صناعة أقفاص الفروج (الدجاج والحمام)، بالإضافة للسراير، مؤكدا على أن سوسة النخيل أثرت تأثيرًا كبيرًا على المهنة، مطالبًا بأن تقوم وزارة الزراعة بجهود كبيرة لمواجهة هذه السوسة التي أدى انتشارها لارتفاع ثمن جريد النخيل
النخيل ويضيف جاد أبو مسلم صحفي محلي من قنا لـ"بوابة الأهرام" أن صناعة الجريد هندسية الطابع، كما أن خيرات النخيل عديدة، والأهالي لا يزالون يعملون في هذه الصناعة منذ الصباح الباكر؛ لخدمة الريف والمرأة الريفية، بالأخص التي تقوم بتربية الطيور مثل الدجاج والحمام والبط وغيرها، مؤكدا على أن التطورات الحديثة في الصناعات المرتبطة بالنخيل بدأت تأخذ طريقها لتكون متماشية مع التطورات الحديثة مثل الأنتريهات ونيش العرسان، أو صنع أثاث الكافيهات الحديثة، مؤكدًا أن هذه الصناعة أفضل من استيراد أقفاص بلاستيكية من الصين وغيرها، مُطالبًا بحماية تلك الصناعة القائمة على خيرات النخيل.
ويوضح أبو مسلم أن قرية "المسلمات" تعمل في هذه الحرفة منذ مئات الأعوام، وكانت بينها وبين أسوان صلات عديدة، خاصة أن القرية كانت تقوم بصنع أقفاص المانجو والفاكهة.