في أعقاب المناظرة الرئاسية الأخيرة بين نائبة الرئيس كاميلا هاريس والرئيس السابق دونالد ترامب، كانت ردود الفعل الإعلامية قوية ومتباينة، ولكن ما يجمع عليه العديد من المراقبين والمحللين هو أن هاريس قدمت أداءً مميزًا وأثبتت جدارتها كمرشحة رئاسية قوية.
موضوعات مقترحة
وتباينت تقييمات وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة لأداء كلا المرشحين، حيث ركزت الصحف الكبرى على الطريقة التي تمكنت بها هاريس من السيطرة على المناظرة والحفاظ على تركيزها، بينما بدأ ترامب في أوقات كثيرة متوتراً ومضطربًا.
صحيفة نيويورك تايمز وصفت المناظرة بأنها لحظة حاسمة في السباق الرئاسي، وأشادت بهاريس لقدرتها على التعامل بذكاء مع الهجمات الشخصية المتكررة من ترامب. وفقًا للصحيفة، لم تنجر هاريس إلى معارك جانبية أو اتهامات مبنية على نظريات المؤامرة التي حاول ترامب الترويج لها، بل حافظت على تركيزها على القضايا الأساسية التي تهم الناخبين مثل الاقتصاد والرعاية الصحية. في المقابل، انتقدت الصحيفة أسلوب ترامب الذي وُصف بأنه يفتقر إلى الجديد، حيث أعاد تكرار ادعاءات سابقة وغير مثبتة.
على الجانب الآخر، ركزت صحيفة واشنطن بوست على أداء هاريس ووصفته بالقوي، مؤكدة أن المناظرة أظهرت أن لديها القدرة على قيادة البلاد في المرحلة المقبلة. أشار تحليل الصحيفة إلى أن هاريس تمكنت من كسب دعم واسع من الناخبين، خاصةً بسبب قدرتها على طرح سياسات واضحة ومباشرة، بينما استمر ترامب في استهدافها بهجمات غير ذات صلة بالمناقشات الأساسية.
وسائل الإعلام المرئية والمسموعة، وخاصة قناة *CNN*، أبرزت تفوق هاريس في العديد من النقاط الرئيسية، مشيرة إلى أن ترامب بدا غير قادر على مواجهة تحديات المناظرة بنفس القوة التي كان يظهر بها في السابق. رغم ذلك، حافظ ترامب على دعمه الأساسي بين قاعدته الانتخابية، حيث ركز على قضايا مثيرة للجدل مثل الهجرة والسياسات الخارجية. في المقابل، نجحت هاريس في تقديم رؤية متماسكة وسياسات تستجيب لاحتياجات الطبقة الوسطى والشرائح الأقل حظًا في المجتمع.
على صعيد وسائل التواصل الاجتماعي، تصدرت هاريس المشهد، حيث تم تداول صور وتعليقات تشيد بأدائها، وتميزت ردود الفعل بإشادة كبيرة بتعاملها مع المواقف الصعبة التي حاول ترامب استغلالها. مستخدمو تويتر على وجه الخصوص أشادوا بقدرتها على الحفاظ على هدوئها وتوجيه النقاش نحو القضايا الحقيقية. بالمقابل، تعرض ترامب للسخرية بسبب بعض تصريحاته المثيرة للجدل والتي شملت ادعاءات غير مثبتة، مثل حديثه عن المهاجرين وتناوله لمواضيع أثارت استهجان البعض
وعلى الرغم من أن المناظرة لم تغير بشكل جذري موازين القوى في السباق الانتخابي، إلا أن بعض الاستطلاعات الأولية أظهرت أن هاريس قد اكتسبت بعض النقاط بعد أدائها القوي. وفقًا لتقارير ABC News و*The New York Times*، حافظت هاريس على تقدم طفيف في بعض الولايات المتأرجحة، وهو ما قد يكون عاملًا مؤثرًا في الأيام المقبلة مع اقتراب موعد الانتخابات.
كانت هذه المناظرة لحظة فارقة في السباق الرئاسي، حيث أظهرت كمالا هاريس قوة وثباتًا في مواجهة دونالد ترامب. بين التركيز على السياسات الواقعية والهجمات الشخصية التي شنها ترامب، استطاعت هاريس أن تظهر كرائدة تحمل رؤية واضحة لمستقبل البلاد، مما أكسبها دعمًا إضافيًا من وسائل الإعلام والجمهور.