عبّرت برقية التهنئة التى أرسلها الرئيس عبدالفتاح السيسي لأبطال مصر الباراليمبيين الفائزين بالميداليات السبع فى أوليمبياد باريس عن مدى التقدير الذى يحظى به أبطال وبطلات مصر فى مختلف الرياضات.. وعن مدى الحرص والرعاية والاهتمام التى أولتها القيادة السياسية للرياضة والرياضيين على مدار عشر سنوات وجعلت من الرياضة أمنًا قوميًا وسبيلاً لبناء الإنسان المصرى وبناء مستقبل وطن فى الجمهورية الجديدة التى شهدت نقلة كبيرة وعظيمة وحضارية للرياضة المصرية من منشآت وملاعب جعلت من مصر قبلة لأبطال العالم وبطولاته..
وهو الأمر الذى ألقى بالمسئولية على أبطال مصر وبطلاتها لرد الجميل والوقوف على منصات التتويج حاملين علم بلادهم ومطوقين أعناقهم بالذهب والفضة والبرونز.. ليرى العالم كيف كانت وأصبحت مصر.. شكرًا لأبطال مصر الذين كانوا على قدر المسئولية وحققوا سبع ميداليات من الذهب والفضة والبرونز وانتصارات جديدة حققها أبطال وبطلات مصر الباراليمبيون فى دورة الألعاب الأوليمبية بباريس..
رفعت رصيد مصر من الميداليات الأوليمبية إلى مائة وإحدى وتسعين ميدالية حصدها المصريون من خلال مشاركتهم فى ١٤ دورة أوليمبية على مدار ٤٨ عامًا بداية من دورة هايدلبرج بألمانيا عام 1972 ببعثة قوامها لاعب واحد فى رياضة رمى الرمح ضمن ألعاب القوى..
ثم جاءت المشاركة الثانية فى دورة تورنتو بكندا عام 1976 تلك الدورة التى شهدت تحقيق البعثة المصرية لأول ميدالية فى تاريخها الأوليمبى الباراليمبى وكانت من الذهب وحققها اللاعب سعيد دوارة ضمن ثمانى ميدالية متنوعة حصدتها البعثة المصرية فى تلك الدورة التاريخية للرياضة الباراليمبية المصرية لتكون بمثابة انطلاقة أولى للباراليمبيين المصريين فى رحلتهم نحو تحقيق الانتصارات والمجد ليس على المنافسين فقط ولكن على العجز والألم والدموع وتحطيم جدار الخوف والحزن والوحدة.. بالقوة والعزيمة والإصرار والتحدى والإرادة.. مائة وإحدى وتسعون ميدالية أوليمبية مصرية باراليمبية سطّرت تاريخ مصر الباراليمبى عبر تاريخ مشاركاتها فى الدورات وكان لكل واحدة منها قصة وحكاية وبطل لرواية فصولها تجسّد روح الانتصار على اليأس والاحباط وقلة الحيلة.
سبع ميداليات حققها أبطال وبطلات مصر من خلال المشاركة فى دورة باريس الأوليمبية الباراليمبية ببعثة مكوّنة من 54 لاعبًا ولاعبة يمثلون عشر لعبات.. 13 منهم يمثلون رياضة رفع الأثقال التى حققت وحدها ست ميداليات وفاز منتخب الطائرة جلوس بالميدالية السابعة، وكانت من البرونز وحصدها باحتلاله المركز الثالث فى منافسات الدورة لتصبح الميدالية الثالثة فى تاريخ مشاركات منتخب الكرة الطائرة جلوس فى الدورات الأوليمبية وكانت جميعها من البرونز.. حيث حقق الميدالية الأولى فى دورة 2004 بأثينا والثانية فى دورة ريو دى جانيرو 2016.
الميداليات الست التى حققها أبطال وبطلات رفع الأثقال فى دورة باريس تعكس مدى التفوق المصرى فى رياضات القوة البدنية التى يتميز فيها المصريون عبر تاريخهم الطويل مع الدورات الأوليمبية.. وحققوا فيها العدد الأكبر من الميداليات فى المصارعة والملاكمة والتايكوندو والسلاح وهى رياضات كنا ومازلنا نؤكد على أنها رياضات تحتاج إلى اهتمام ودعم أكبر لتوسيع القاعدة الشعبية لممارسة تلك اللعبات فى مختلف المدن والمحافظات.. خاصة أن منتخب رفع الأثقال الفائز بالميداليات الست فى أوليمبياد باريس معظم لاعبيه من قرى ومحافظات خارج العاصمة.. تلك الرياضات باتت تحتاج إلى قرار يخرجها من جدول توزيع الدعم الذى ظلم تلك اللعبات ووضعها فى مستوى واحد مع رياضات لم تحقق ميدالية واحدة خلال تاريخ مشاركاتها الأوليمبية.. سواء للباراليمبيين أو الأصحاء.. وظلم أيضًا المناطق والمحافظات التى لكل منها ما يميز أبناءها من الصفات الجينية فى التكوين الجسمانى وقوة التحمل..
الرياضة فى العالم بما أنها أصبحت علمًا ودراسات أكثر منها نظريات لأصحابها بات لزامًا علينا ونحن نطوّر ونحدّث منظومتنا الرياضية اللجوء أكثر إلى العلم لانتقاء العناصر المميزة منذ البداية.. ليصبح لدينا قاعدة تقوم على أسس علمية سليمة تستفيد منها الرياضة المصرية إلى جانب ذلك لابد من تغيير مفهوم مدرس الألعاب فى المدرسة ومدرب الناشئين فى الأندية ومراكز الشباب.. الذين هم الأساس فى عملية اختيار وانتقاء العناصر.. والاهتمام بهذين العنصرين ودعمهما علميًا وماديًا يمنحنا فرصة حقيقية ونافذة مؤهلة لرؤية سليمة لكثير من العناصر التى ضاعت موهبتها فى السنوات الماضية بسبب ضعف عملية الاختيار.
الأوليمبياد الصيفية انتهت وعاد الباريسيون إلى أعمالهم وحياتهم وغادر الرياضيون من كل أنحاء العالم إلى بلادهم للاحتفال بضع ساعات بإنجازاتهم وميدالياتهم.. وفى اليوم التالى سيعودون إلى استئناف أعمالهم ومشاريعهم فى تطوير أداء الأبطال ومعرفة أسباب التفوق وأسباب الإخفاق فى جدول زمنى مدته أربع سنوات هو موعد انطلاق الأوليمبياد القادمة بلوس أنجلوس 2028 بكل ما فيها من تحديات وأرقام قياسية لابد أن تتحقق وميداليات يجب الفوز بها.
وعلينا نحن أيضًا أن نبدأ من الآن فتح ملف الإعداد لدورة أمريكا القادمة والوقوف على السلبيات والإيجابيات ومعالجة الأخطاء والسعى لمضاعفة ما حققناه.