أكد الشيخ محمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن سورة الكهف تعكس دروساً قيمة في كيفية التعامل مع النعم التي يمنحها الله تعالى للإنسان.
موضوعات مقترحة
وأوضح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال حلقة برنامج "مع الناس"، المذاع على فضائية "الناس"، اليوم الثلاثاء أن سورة الكهف تُعلمنا أن النعم تأتي في مراحل متعددة، بدءاً من نعمة الفتوة والشباب، ثم نعمة الثروة، فنعمة العلم، وأخيراً نعمة السلطة، مشددا على أهمية الحذر من الإسراف في استخدام هذه النعم وعدم احتقارها.
وأشار إلى أن الله سبحانه وتعالى يمنح هذه النعم لتحقيق مراده، لتعيش حياة سعيدة وتُسعد من حولك، وليس لتطغى أو تتكبر أو تكسر بها خواطر الناس، مضيفا أن النعمة لا تدوم، ولذلك فإن من الضروري فهم الحكمة من النهي عن الإسراف.
من الناحية الشرعية، أوضح أن الإنسان مأمور بتحقيق مراد الله، حيث أن الله جعل الإنسان خليفة على الأرض كما قال في القرآن الكريم: "يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ"، وتقتضي هذه الخلافة التوازن في جميع الأمور.
وشدد على أن الإسراف لا يقتصر على المال فقط، بل يمكن أن يحدث في جوانب أخرى مثل الذنوب، الدلال، وبعض القيم التي قد تؤدي إلى التمادي في الإسراف، موضحا أن الحزن إذا تحول إلى غلظة، والضعف إذا تحول إلى ضعف شديد، يمكن أن يكون من صور الإسراف، لذا، فإن التعامل مع القيم والأخلاق بحكمة وتوازن ضروري لتحقيق مراد الله وتعزيز الرفاهية الشخصية والمجتمعية.