Close ad

«تطبيقات المراهنة».. ثروة سريعة أم فخ معلوماتي؟

10-9-2024 | 16:54
;تطبيقات المراهنة; ثروة سريعة أم فخ معلوماتي؟تطبيقات المراهنة
شيماء شعبان

في الآونة الأخيرة، انتشرت تطبيقات المراهنة بشكل كبير، خاصة بين الشباب، سعيًا إلى تحقيق ثروات سريعة، لكنْ خلف واجهة الإثارة والتشويق، ووسط مخاطر عديدة تهدد أمن المعلومات والأمن الشخصي للمستخدمين. فهل هذه التطبيقات مجرد وسيلة للترفيه، أم أنها تهدد بابتلاع مستقبل الكثيرين؟

موضوعات مقترحة

المادة 352 من قانون العقوبات

وفي هذا السياق، يقول الدكتور محمد حجازي خبير أمن المعلومات، لـ"بوابة الأهرام": هناك ظاهرة بدأت تنتشر في السنوات الأخيرة، وموجودة بالفعل على الكثير من التطبيقات، مضيفًا أنه من المفترض أن القانون المصري يجرم القمار والمراهنات بكل أشكاله وفقًا لقانون العقوبات، والمادة 352 من قانون العقوبات قد جرى نصها على أنه: "كل من أعد مكاناً لألعاب القمار وهيأه لدخول الناس فيه يعاقب هو وصيارف المحل المذكور بالحبس وبغرامة لا تجاوز ألف جنيه".

مطالب بسن تشريع محدد لتجريم المراهنات الرقمية

وتابع: إن النص الخاص بقانون العقوبات يتحدث عن الأماكن المخصصة للعب القمار، وبالتالي فكرة المراهنة الرقمية أو تطبيقات المراهنات التي تتم على الإنترنت غير منصوص عليها في قانون العقوبات، مشددًا على ضرورة أن يكون هناك نص جنائي محدد لتجريم استخدام تلك التطبيقات.

ولفت إلى أهمية سن تشريع واضح فيما يتعلق بالمراهنات الإلكترونية أو القمار الإلكتروني بخاصة أن تلك المراهنات قد بدأت تدخل في عملية الرياضة وتطبيقات أخرى خاصة بالألعاب وانتشرت بشكل كبير.

قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات

وطالب حجازي، بتعديلات في قانون العقوبات ليساوي في العقوبة بين المقامرة في مكان والمقامرة أو المراهنة الإلكترونية، حتى مع وجود محاولة لتفسير نص من النصوص الخاصة بقانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات وغيرها من أدوات الدفع الإلكتروني بشكل كبير بدون وجه حق أو بشكل قانوني أن يعاقب بالحبس، مشيرًا إلى أن النص سيكون غير مناسب على الرغم من خطورة مسألة المراهنات الإلكترونية سواء كان على مستوى القيم الاجتماعية؛ لأن عملية المراهنة أو القمار الإلكتروني يؤدي إلى سلوكيات غير مقبولة على المستوى الاجتماعي أو على المستوى الاقتصادي مما يؤدي إلى إدمان تلك التطبيقات، بالإضافة إلى أنها مضرة على الاقتصاد المصري لأنها ممكن أن تصبح واحدة من أشكال خروج الأموال من مصر لأنه في الغالب يتم الدفع ببطاقة ائتمانية أو بنكية أو بالمحافظ الإلكترونية الموجودة.

تعرض المستخدمين إلى عمليات نصب واحتيال

وأضاف: من هنا ممكن أن يتعرض مستخدمو تلك التطبيقات لعمليات احتيال كبيرة، نظرًا لاستخدام رواد تلك التطبيقات  بطاقتهم البنكية والائتمانية، ومحافظهم البنكية والاستيلاء على الأرقام الخاصة بهم والتي يستطيعوا من خلالها القيام بعمليات النصب والاحتيال.

إجراءات احترازية مهمة

وأوضح حجازي أن هناك إجراءات لابد أن تتم، على سبيل المثال حجب بعض التطبيقات والمواقع المشهورة التي تقدم خدمات القمار الإلكتروني أو المراهنة الإلكترونية، لافتًا أن هذا الإجراء سوف يحد  بشكل كبير جدا من دخول المستخدمين من على هذه المواقع وسوف يقلل من هذه الظاهرة، بالإضافة إلى دور البنك المركزي بإيقاف تلك البطاقات التي يتم استخدامها على تلك المواقع، وهذا الأمر سهل لأن هذه المواقع لها ككود من الناحية المالية لنظرا لعمليات السحب التي تتم على الكروت وبالتالي لديه القدرة على وقفها.

تطبيقات المراهنة خطر حقيقي على أمن معلومات مستخدميها

وشدد الدكتور محمد حجازي على ضرورة سرعة سن تشريع لتلك المسألة لأن مثل هذه التطبيقات تؤثر على  الحياة الاجتماعية. كما أنها تؤدي إلى خسارة الأموال، فضلا عن التأثير المباشر على القيم والمبادئ في المجتمع، موضحًا أن مثل هذه التطبيقات ستؤدي إلى عزلة اجتماعية وتوحد بشكل كبير ويؤثر على الصحة النفسية.

وأردف: إن تطبيقات المراهنة تشكل تهديدًا حقيقيًا لأمن المعلومات والأمن الشخصي للمستخدمين. يجب على الأفراد والمجتمع ككل أن يتوخوا الحذر وأن يتخذوا الإجراءات اللازمة لحماية أنفسهم من مخاطرها. وعلى السلطات المعنية أن تزيد من جهودها لمكافحة هذه الظاهرة وتوعية الجمهور بخطورتها.


الدكتور محمد حجازي خبير أمن المعلومات

تعديلات تشريعية

ومن جانبه، يقول النائب أحمد بدوي، رئيس لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمجلس النواب: بصدد التطبيقات الجديدة مثل تطبيقات المراهنات والتطبيقات الأخرى وانتشارها، فإننا نعمل على تعديلات تشريعية في قانون تقنية المعلومات، لافتًا إلى أن انتشار مثل هذه التطبيقات يحتاج إلى حملات توعية لتوضيح أخطارها وعدم الانسياق إلى هذا الفخ، لأن معدلات الجذب في تلك التطبيقات عالية وتكسّب مستخدميها وبعد ذلك يغرق مستخدمها في الديون، ولقد أصدرت لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات مع الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات بيان عقب واقعة مدرس الفيزياء بالدقهلية، وناشدنا بعدم الانسياق وراء هذه التطبيقات وعدم تحميلها، لذا أكرر أن حملات التوعية مهمة جدا لتوضيح خطورة استخدم تلك التطبيقات والانسياق ورائها بزعم كسب الأموال.


النائب أحمد بدوي رئيس لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات

موضوعات قد تهمك:

وراء واجهة الترفيه «تطبيقات المراهنات الإلكترونية».. سلاح ذو حدين أم كارثة وشيكة؟..خبراء يجيبون

«ثورة الذكاء الاصطناعي».. كيف ستؤثر على وظيفتك ومستقبل العمل؟

 

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة