اعتدنا جميعا على زيارة المتاحف التقليدية التي تعرض القطع الفنية والأثرية ذات القيمة العالية والتي تهدف إلى الحفاظ على التراث الثقافي، لكن هناك عالم آخر من المتاحف يقدم تجربة فريدة ومختلفة؛ حيث أصبح الكثير من المتاحف غير التقليدية والتي تسعى إلى إثارة الفضول والمغامرة تنتشر حول العالم، على سبيل المثال هل سبق لك أن تخيلت أن تزور متحف تحت سطح البحر لحطام سفينة غارقة منذ عشرات أو مئات الأعوام مرتديا بدلة غوص؟ قد يبدو الأمر دربا من الخيال، لكنه حقيقة واقعة في عالم المتاحف الغريب.
موضوعات مقترحة
ذكرت مجلة "Discover" أنه على الرغم من شهرة سفينة تيتانيك التي تم العثور على حطامها عام 1985 في أعماق المحيط الأطلسي قبالة سواحل جزيرة نيوفاوندلاند الكندية، إلا إنها ليست الحطام البحري الوحيد الذي يستحق الاستكشاف. فهناك العديد من السفن الغارقة التي ترجع إلى عصور مختلفة، بما في ذلك سفن من القرن السابع عشر وأخرى تعود إلى الحرب العالمية الثانية، إليك حطام أربع سفن شهيرة تحولت إلى متاحف تشتمل على كنوز بحرية يمكن الاستمتاع بزيارتها:
السفينة يو إس إس كيتيويك بسواحل جزيرة جراند كايمان
أطلقت البحرية الأمريكية سفينة يو إس إس كيتيويك عام 1945 واستخدمتها حتى عام 1994. وفي عام 2011، تم إغراقها عمدا قبالة سواحل جزيرة جراند كايمان جنوب كوبا، في وسط منطقة البحر الكاريبي. وتعد السفينة واحدة من أشهر وأكبر حطام السفن التي يسهل زيارتها إما عن طريق الغطس السطحي أو الغوص العميق؛ حيث تقع بالقرب من شاطئ سيفن مايل بجراند كايمان. يبلغ طول السفينة 251 قدمًا، وتضم ما يقرب من 500 نوع من الحياة البحرية، بدءا من الثعابين إلى أسماك الراي والسلاحف البحرية والباراكودا، بالإضافة إلى ذلك، وبحسب إدارة السياحة في جزر كايمان، فإن الجزر تضم أكثر من 240 حطام سفينة يمكن زيارتها. وتعد الرياضات المائية مثل الغطس من الأنشطة الشهيرة في الجزيرة، حيث تشتهر الجزيرة بشعابها المرجانية والجدران البحرية تحت الماء إلى جانب عدد كبير من حطام السفن.
ميناء فيراكروز بالمكسيك
تخفي أعماق المحيط قبالة سواحل ميناء فيراكروز المكسيكي كنوزا تاريخية غارقة، تحمل في طياتها قصص وحكايات عن عصور مضت، فالسفن التي غرقت في هذه المنطقة، لأسباب مختلفة على مر العصور، تحولت اليوم إلى متاحف مائية تحكي عن التجارة البحرية، والحروب، والكوارث الطبيعية التي شهدتها المنطقة. ويعد ميناء فيراكروز أقدم وأكبر ميناء في المكسيك ومن أهمها تاريخيا، كما تعد مدينة فيراكروز، والمعروفة رسميا باسم إيرويكا فيراكروز، مدينة ساحلية متميزة على خليج المكسيك. ويقول أليكس فيكا، مؤسس شركة "Vibe Adventures"، إن هناك نقطة جذب أخرى لاستكشاف الكنوز الغارقة توجد قبالة سواحل المكسيك، يشمل حطام سفينة "C-50 Naufragio Vicente Palacio Riva"، التي تعود إلى الحرب العالمية الثانية والتي تم إغراقها في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. السفينة الغارقة موطن لمستعمرات من الشعاب المرجانية مع الإسفنج البحري النابض بالحياة والعديد من الأنواع البحرية الأخرى. ويقول فيكا إن سفينة الشحن القديمة غرقت نتيجة لحادث منذ ما يقرب من قرن، ويمكن للغواصين رؤية المركبات التي نقلتها عبر المحيط، بالإضافة إلى أسماك الهامور العملاقة والكركند وأسماك الأسد وقطعان من الهامور الأصفر.
السفينة فاسا بالسويد
تشارك الكاتبة السياحية أمبر هاجرتي قصة حطام سفينة رائعة توجد في متحف فاسا في ستوكهولم، بالسويد. غرقت سفينة فاسا في رحلتها الأولى في ميناء ستوكهولم عام 1628. وكان من المقرر أن تكون أقوى سفينة حربية في البلطيق، لكن أمام الجمهور وربما حتى مجموعة من الموسيقيين، أبحرت السفينة وسرعان ما ضربتها عاصفة من الرياح قلبتها وأغرقتها بالمياه. وسادت الفوضى بينما حاول القبطان إنقاذ السفينة دون جدوى، قفز الكثيرون من على متنها وسبحوا عائدين إلى الشاطئ. كانت المشكلة في السفينة، التي استغرق بناؤها سنوات وتأخر إنتاجها، يتمثل في خطأ في التصميم، حيث كانت الأشرعة والطوابق العلوية عالية جدا بالنسبة لباقي هيكل السفينة الذي يوجد أسفل الماء، مما جعلها ثقيلة الوزن وأقل صمودا في مواجهة الرياح والأمواج العالية. وأصبحت السفينة الغارقة مقصدا جذابا للسياح والغواصين من جميع أنحاء العالم، الذين يأتون للاستمتاع بمشاهدة هذه المعالم التاريخية تحت الماء. وتم إنشاء العديد من مواقع الغوص في المنطقة، والتي تسمح للزوار باستكشاف هذه السفينة الغارقة عن قرب، والتعرف على تاريخها وأهميتها.
السفينة لوسيتانيا بأيرلندا
بجانب تيتانيك، تعتبر لوسيتانيا واحدة من أشهر حطام السفن في العالم. وتقع السفينة البريطانية الفاخرة التي تم إطلاقها عام 1906 قبالة Old Head of Kinsale في أيرلندا على عمق 300 قدم. في وقت إطلاقها، كانت أكبر سفينة ركاب في العالم حتى أغرقتها الغواصة الألمانية يو بوت في عام 1915. وساهم إغراقها من قبل الألمان في اندلاع الحرب العالمية، وتحولت السفينة إلى متحف يستقبل الزوار طوال العام من جميع أنحاء العالم. وتولي السلطات المختصة في أيرلندا أهمية كبيرة للحفاظ على حطام السفينة الغارقة وتعمل على حمايتها من التخريب والسرقة نظرا لأهميتها التاريخية كتراث بحري. وتعتبر هذه السفينة بمثابة كبسولة زمنية تحفظ بداخلها بضائع ثمينة، وأدوات بحرية، وحتى بقايا لهياكل عظمية لركابها، مما يوفر للعلماء فرصة فريدة لدراسة تاريخ المنطقة وتطور التجارة البحرية، بالإضافة إلى ذلك، فإنها تشكل بيئة فريدة للحياة البحرية، حيث تستوطنها العديد من الكائنات الحية.
سفن غارقة تحولت إلى متاحف تحت الماء سفن غارقة تحولت إلى متاحف تحت الماء سفن غارقة تحولت إلى متاحف تحت الماء سفن غارقة تحولت إلى متاحف تحت الماء