زمن «السمان والخريف».. انطلاق موسم صيد الطيور المهاجرة بمطروح| صور

ما إن يهل شهر سبتمبر حتى ينطلق موسم صيد الطيور المهاجرة بمحافظة مطروح، فهواية "الملوك والأمراء" التي ترسخت عبر الأجيال بين أبناء البادية لها تاريخها الطويل وقواعدها الخاصة بين أبناء محافظة مرسى مطروح. 

يبدأ موسم صيد الطيور المهاجرة كالسمان والقمري على سواحل محافظة مطروح، بداية من مدينة الحمام شرقًا وحتى مدينة السلوم غربًا مع بداية شهر سبتمبر وحتى منتصف أكتوبر، ويعد موسم صيد الطيور فرصة لإقامة الولائم بين أبناء القبائل البدوية بطول الساحل وأطراف الصحراء. 

الموسم يبدأ باستخراج تصاريح الصيد من مجال المدن بمحافظة مطروح بعد موافقة المحافظة بالتنسيق مع وزارة البيئة؛ فالصيد ينبغي أن يكون مُقننًا لحماية بعض تلك الأنواع من الطيور المهاجرة من خطر الانقراض. ​

ومع بداية شهر سبتمبر تبدأ طيور الشحيم وأبو صفير والدجانيش والدبسى في التوافد، وهى طيور صغيرة الحجم، ويعد وصولها على سواحل مطروح إيذانًا ببدء عمليات صيد الطيور، وأهمها السمان والقمري أحد أشهر الطيور المهاجرة.  

تتوافد الطيور المهاجرة قادمة من مختلف دول أوروبا في رحلتها الأولى للهجرة إلى دول إفريقيا عبر البحر المتوسط؛ هربًا من الصقيع، ليبدأ معظم شباب مطروح من عشاق الصيد بوضع الشباك على الساحل، وإقامة عشش من الخوص، يجلس فيها الصيادين ببنادق الخرطوش، ينتظرون أفواج من الطيور المهاجرة خلال مرورها، بسرعات قريبة منهم ويضعون لها أشكال طيور من الجبس، أو الفيبر، لتهبط عليها الطيور فيصوبون عليهم بنادقهم، ويصطادون أعدادًا منها، كما يتم اصطياد الطيور عند اصطدامها بالشباك لتقع فى جيوب أُعدت خصيصًا لصيدها وهى ما تُسمي بالـ"ملاطيش".  

ويختلف الصيد داخل الصحراء في القرى والنجوع عن الصيد على الساحل، فيتم عن طريق الشباك التي يتم نصبها على الأشجار ليدخل فيها الطيور، ويقوم أبناء البادية بالإمساك بها عبر الأيدي صباح كل يوم، حيث يبدأ هذا النوع من الصيد مع نهاية شهر أغسطس من كل عام، ويتم نصب الشباك على الأشجار مثل أشجار الأكاسيا والأثل والزيتون، وشجر التين المُثمر ذو الأوراق الكبيرة، ومن خلال هذه الطريقة يتم اصطياد أنواع طيور مختلفة منها:"الدقنوش، أم رطيقة، أم عفارة، الشحيم". 

ويبدأ الصيد منذ مطلع الفجر والساعات الأولي من الصباح وحتى غروب الشمس، أما أشهر تلك الطيور التي يتم اصطيادها، فهي"السمان، القمري، الشحيم، أبو صقير، الدجانيش، والدبسي، وأبو حمرة، والبط، والأوز الكبير". 

ويعد صيد الطيور المهاجرة هي الهواية الأولى والمفضلة عند أبناء قبائل مطروح، فما تدخل قرية من قرى المحافظة حتى تجد الشباك منصوبة بين الأشجار، فيما يقتني الشباب بنادق الرش المختلفة الخاصة بالصيد.  

وفي قلب مدينة مطروح، وبالقرب من شارع الإسكندرية الشهير، يصطف بعض باعة الطيور المهاجرة من السمان والعصافير المختلفة لبيع تلك الطيور، فيتم اقتناء تلك الطيور بغرض التربة، أو ذبحها وتنظيفها لإعداد أطباق مختلفة بين الشواء والقلي، وتُقدم مع الأرز الأحمر.  

ويتم طهي طيور الصيد بطرق مختلفة، منها مع الأرز والمكرونة، إلى جانب الطيور المشوية، أما لحوم الطيور ذاتها فتعد من أشهى أنواع الطيور في العالم، لأنها حرة وتأكل بطبيعتها، وذات مذاق طيب ومفيدة غذائيًا.