في خطوة رائدة نحو بناء مجتمع أكثر صحة وسعادة، أطلقت الحكومة المصرية، بالتعاون مع مختلف الوزارات المعنية، برنامج "البداية الذهبية" للأسرة والطفل، وذلك في إطار مبادرة رئيس الجمهورية للتنمية البشرية "بداية جديدة لبناء الإنسان".
موضوعات مقترحة
ويهدف هذا البرنامج الشامل إلى توفير رعاية صحية وتعليمية ونفسية متكاملة للأطفال في المراحل العمرية المبكرة من سن صفر وحتى ست سنوات، وذلك بهدف بناء جيل جديد من المصريين يتمتعون بصحة جيدة ومهارات عالية وقدرات تنافسية.
بداية خطوة فارقة في منظومة بناء المواطن
وفي هذا الإطار، تقول الدكتورة مايسة شوقي أستاذ الصحة العامة وطب المجتمع بكلية طب جامعة القاهرة ونائب وزير الصحة والسكان للسكان الأسبق، لـ"بوابة الأهرام": إن "بداية جديدة للإنسان المصري" هي خطوة فارقة في منظومة بناء المواطن السليم جسمانيا المتفوق ذهنيا القادر علي العمل والعطاء، والذي يسهم بجدية في الارتقاء بصحته وصحة أسرته ليكون قادرًا علي توفير الأمان والرفاهة التي يطمح في الوصول إليهما. مؤكدة على أن المشروع القومي "بداية جديدة لبناء الإنسان" أصبح واقعًا مصريًا تعيشه أجيال متعاقبة بناءً على تكليفات الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي لا يألو جهدًا في إنفاذ استراتيجيات متكاملة تعمل علي الارتقاء بجودة حياة المواطن المصري، وفي هذا النحو تتضافر جهود وزارات عديدة منها وزارة الصحة والسكان والتربية والتعليم والتعليم الفني ووزارة التضامن الاجتماعي ووزارة الشباب والرياضة والمجلس القومي للطفولة والأمومة. هذا ويتضمن المشروع أيضا تعظيم الاستفادة من جهود المجتمع المدني والقطاع الخاص لتأكيد مشاركتهما في تنفيذ رؤية الدولة المصرية.
أركان مبادرة "البداية الذهبية" للأسرة والطفل
وتشير أستاذ الصحة العامة وطب المجتمع إلى أركان المبادرة الرئيسية؛ حيث يهتم المشروع القومي للتنمية البشرية بتنمية الطفولة المبكرة ( سن صفر وحتى 6 سنوات) اهتماما كبيراً من حيث إتاحة الخدمات الصحية الوقائية والعلاجية. في مقدمة هذا التدخل تأتي المبادرة الرئاسية " الألف يوم الذهبية" التي تولي كل من الأم والطفل أفضل رعاية صحية تضمن صحتهما وسلامتهما ويتم تنفيذها من خلال قطاع الرعاية الصحية الأساسية، موضحة أنه يتم تدريب الكوادر الطبية في وزارة الصحة والسكان علي الخدمات الوقائية والعلاجية بصورة منتظمة وفقًا لبرتوكولات محدثة ويتزامن ذلك مع التدريب علي مهارات القيادة والحوكمة والالتزام بمؤشرات أداء رقمية معلنة وفقا للخطط التنفيذية، وفي سياق المتابعة والتقييم يتم رقمنة المنظومة الصحية بما يضمن سرعة اتخاذ القرارات وتحقيق أعلى استفادة من الموارد المتاحة.
دور وزارة التضامن الاجتماعي في مبادرة "البداية الذهبية"
ثمنت شوقي على الدور الذي تقوم به وزارة التضامن الاجتماعي، والتي تقدم برنامجين علي قدر كبير من الأهمية وهما "برنامج مودة" الذي يبدأ بتوعية المقبلين علي الزواج وتقديم المشورة الصحية والزوجية لهم وكذلك تدشين برنامج سنة أولي زواج والذي يرسخ لاستقرار الزواج وتحمل المسؤوليات ويضمن المشاركة الزوجية ويدعم حقوق المرأة ويحد من العنف والتمييز السلبي ضدها. كما يضمن البرنامجان الاستقرار الأسري والحد من الطلاق الذي يدفع ثمنه أطفال أبرياء يعانون من المضاعفات النفسية والاجتماعية. يتعاظم دور وزارة التضامن الاجتماعي ببرامج أخري لها أهمية كبيرة منها تكافل وكرامة وتمكين المرأة المصرية.
تمكين المرأة بأبعاده المتكاملة
أضافت أن المشروع يولي الاهتمام بتمكين المرأة بأبعاده المتكاملة وتشمل التمكين الصحي والاجتماعي والتعليمي والاقتصادي ما يضمن لها تقديم رعاية فضلي لأسرتها وتنشئة أطفالها تنشئة سليمة، ووفقا لهذه الرؤية فقد توسعت الدولة في أعداد دور الحضانات وفقا لمعايير مصرية ملزمة تشرف عليها ووزارة التضامن الاجتماعي فأصبحت الأم قادرة علي النزول لسوق العمل وتأمن على أطفالها في حضانات تقدم خدمات جيدة وتلتزم بمبادئ التعليم قبل المدرسي لمهارات تناسب أعمارهم تحفزهم علي التعلم وتهيئهم للالتحاق بالدراسة الابتدائية بصورة جيدة.
دور المجلس القومي للطفولة والأمومة
وأثنت الدكتورة مايسة شوقي على دور المجلس القومي للطفولة والأمومة الذي يعمل علي متابعة كافة الأنشطة التي تقدمها الوزارات والهيئات المختلفة لضمان حقوق الطفل وفقا لإستراتيجية بناء الطفل المصري بما يحقق حق الطفل في الحياة والنماء والحماية من كافة أشكال العنف. كما يقدم المجلس خدمة خط المشورة الأسرية 16021وخط نجدة الطفل وهو خط مجاني رقمه 16000 وخدمة حماية الأطفال المعرضين للعنف من خلال لجان الحماية الرئيسية والفرعية ويقدم بالتعاون مع الوزارات الشريكة برامج هامة منها التربية الإيجابية ودعم حقوق الأطفال وتمكين أسرهم.
الدكتورة مايسة شوقي أستاذ الصحة العامة
أهداف برنامج "البداية الذهبية"
ومن جانبه، يرى الدكتور محمد عبد العزيز، الخبير التربوي، وأستاذ العلوم والتربية، بكلية التربية، جامعة عين شمس، أن أهداف تلك المبادرة واضحة ولكن كل ذلك يتطلب عمل برنامج كامل يتم به تحديد معايير على أساسها يتم وضع البرامج التي سوف تنفذ لتحقيق أهداف مبادرة رئيس الجمهورية للتنمية البشرية، بالإضافة إلى ضرورة وضع برامج محددة وفقا لمعايير يتم من خلالها تحديد ما هو مطلوب من الأسرة "الأب والأم والمحيطين بالطفل"، في هذه المرحلة ويكون أيضا من خلال معايير معينة تكون منبثقة من البيئة الاجتماعية التي نعيش بها فلكل بيئة لها احتياجات معينة، وبناء عليه لابد أن يكون البرنامج واضح ومحدد المعايير ووفق القواعد المنصوص عليها سواء كانت خاصة بالرعاية الصحية والتعليمية والثقافية.
اجتماعات دورية
وشدد الخبير التربوي وأستاذ العلوم والتربية، على ضرورة عمل اجتماعات دورية لوزارات الشباب والرياضة والتربية والتعليم والتضامن الاجتماعي والثقافة والصحة لوضع المعايير التي يتم على أساسها وضع البرنامج لتطبيق المبادرة.
مواصفات خاصة
يؤكد عبد العزيز على ضرورة وضع مواصفات خاصة لمن يقوم بتطبيق تلك الأهداف مع ضرورة إشراك وسائل الإعلام خاصة الإعلام المريء لأن وجوده إيجابي في هذه المرحلة، ثم عمل بحث اجتماعي لتحديد الأسر المختلفة والمشكلات الموجودة لانطلاق البرنامج بصورة صحيحة
الدكتور محمد عبد العزيز الخبير التربوي
بداية جديدة لبناء الإنسان
وفي السياق ذاته، يؤكد الدكتور أيمن الدهشان، خبير التنمية البشرية، أن المبادرة لن تنجح المبادرة إلا بالتعاون المثمر بين ٥ وزارات الصحة، التضامن، التربية والتعليم، الشباب والرياضة، والثقافة، لذا يجب على جميع المؤسسات المشاركة لنجاح مبادرة رئيس الجمهورية للتنمية البشرية، لأن هذا يؤكد على حرص الدولة وتوجهاتها نحو "بداية جديدة لبناء الإنسان".
الدكتور أيمن الدهشان خبير التنمية البشرية
ولفت الدهشان إلى أن بناء شخصية الطفل وتنمية العديد من الجوانب الاجتماعية والمهارات الحياتية أولوية للدولة، فالمجتمع ينادي بطفل واثق من نفسه وصادق ويعبر عن رأيه باستقلالية ومتعاون مع الجميع شخصية مصرية منفردة؛ حيث أن المجتمع يعاني من خطورة استخدام الأطفال إلى الهواتف المحمولة والألعاب الإلكترونية التي أثرت بنسبة كبيرة على الأطفال؛ مما أدى إلى الإدمان الرقمي وقلة التركيز ومشاكل عند النوم وتأخر المهارات الاجتماعية وزيادة العصبية والعزلة الاجتماعية وانتشار ظاهر التوحد، مضيفًا أنها أولوية قصوى يجب علينا التصدي لها.
بناء الطفل المصري يبدأ من خلال تنمية مهارات الأسرة
وتابع: إن بناء الطفل المصري يبدأ من خلال تنمية مهارات الأسرة والمعلم وكل من يقوم بتوجيه الأطفال فهناك ثلاث خطوط يجب أن يعموا معا أولهم الأسرة هي خط الدفاع الأول ثم المدرسة الخط الثاني ويقع على عاتقها منذ انضمام الطفل إلى الحضانة، ثم الخط الثالث كافة أجهزة الدولة التنفيذية بالرقابة الصارمة بمنع كل الألعاب التي تؤثر على قيم الطفل وبناء شخصية الإنسان وبناء مراكز استشارية لدعم الأسرة في ذلك والاستفادة من تجارب الدول المختلفة في ذلك وتخصيص يوم في السنة للوعي بمخاطر التكنولوجيا .
خطة واضحة
يؤكد خبير التنمية البشرية على أن مصر من الدول التي يزيد فيها النمو السكاني بما يقرب من ٢.٥ مليون طفل، لذا يجب أن تكون هناك خطة واضحة ومحددة ويشارك فيها كل الخبراء للتعامل مع هذا الأمر باعتباره مؤثر على بناء جيل يسهم في تحقيق التنمية المستدامة ورؤية مصر ٢٠٣٠.
موضوعات قد تهمك:
رحلة جديدة تنتظرك.. كيف تستعد بشكل جيد للحياة الجامعية؟..خبير تربوي يجيب
«ثورة الذكاء الاصطناعي».. كيف ستؤثر على وظيفتك ومستقبل العمل؟