السمع هو أحد الحواس الأكثر روعة وتعقيدًا في جسم الإنسان. فهو لا يسمح لنا بإدراك العالم من خلال الصوت فحسب ، بل يلعب أيضًا دورًا حاسمًا في التوازن والتوجه المكاني. فمن الآليات الغامضة التي تحول الاهتزازات الصوتية إلى أحاسيس سمعية إلى الفضول الذي يكشف عن قدرتها المدهشة على التكيف والإدراك، تعد الأذن أعجوبة حقيقية في علم الأحياء.
موضوعات مقترحة
وقد نشر موقع Supercurioso الأسباني مقالاً عرض من خلاله 10 غرائب عن فضول الأذن والسمع ، وكيف تعمل هذه الحاسة ومدى أهميتها.
ما هي الأذن البشرية؟
الأذن البشرية عبارة عن نظام معقد يسمح بإدراك الصوت والتوازن والتوجيه المكاني. وهي مقسمة إلى ثلاثة أجزاء رئيسية: الأذن الخارجية والوسطى والداخلية. تلتقط الأذن الخارجية الموجات الصوتية وتوجهها إلى طبلة الأذن. تقوم الأذن الوسطى بتضخيم هذه الاهتزازات وتنقلها عبر ثلاث عظام صغيرة إلى الأذن الداخلية.
ويقوم هذا الأخير بتحويل الاهتزازات إلى إشارات كهربائية يمكن للدماغ تفسيرها ، بالإضافة إلى احتوائه على القنوات نصف الدائرية الضرورية لتحقيق التوازن. الأذن البشرية حساسة للغاية، قادرة على تمييز نطاق واسع من ترددات السمع والتكيف مع مستويات الصوت المختلفة.
فضول الأذنين
لدينا جميعًا زوج من الأذنين، وهو شيء نستخدمه كل يوم، ولكن ما مقدار ما نعرفه عنها ؟
1. الشمع هو درعنا الواقي
شمع الأذن، أو الصملاخ، هو مادة طبيعية تفرزها الغدد الموجودة في قناة الأذن. فهو بمثابة درع وقائي يمنع دخول البكتيريا والفطريات وجزيئات الغبار. كما أنه يرطب قناة الأذن، ويسهل التنظيف الذاتي لها ويحميها من الجفاف والتهيج. ومع ذلك، فإن شمع الأذن الزائد يمكن أن يسد قناة الأذن، مما يسبب عدم الراحة أو فقدان السمع المؤقت.
2. النبضات الكهربائية
تتمتع الأذن البشرية، وتحديداً القوقعة وعضو الكورتي وهو الجهاز المُستقبل للسمع
الموجود في الأذن الداخلية، بالقدرة على تحويل الإشارات الصوتية إلى نبضات كهربائية. فالنبضات الكهربائية تنتقل عبر العصب السمعي إلى الدماغ، حيث يتم تفسيرها على أنها أصوات. هذه العملية ضرورية لقدرتنا على الإدراك السمعي ، لأنها تحول اهتزازات الهواء إلى إشارات يمكن للدماغ فهمها ومعالجتها.
وبهذه الطريقة يمكن القول أن الأذن البشرية تعمل كهربائياً عن طريق تحويل الإشارات الصوتية إلى نبضات كهربائية يعالجها الدماغ لإدراك الصوت.
3. الأذن لا تكل ولا تمل
الأذن كعضو وحاسة تعمل بلا كلل حتى أثناء النوم. فهى دائمًا يقظة ومستقبلة للأصوات ، على الرغم من أن وعينا قد ينقطع أثناء النوم . ولكن عند حدوث ضجيج مفاجئ أو شديد، تستجيب الأذن لهذا الضجيج.ويعتبر رد الفعل اللاإرادي هذا، المعروف باسم المنعكس السمعي، هو استجابة سريعة من قبل الجهاز السمعي للتخفيف من تأثير الأصوات العالية التي قد تكون ضارة.وهكذا تثبت الأذن البشرية قدرتها على التكيف والاستجابة للمواقف المختلفة، حتى أثناء النوم.
4 . توازن الجسم
يلعب الجهاز الدهليزي، الموجود في الأذن الداخلية، دورًا أساسيًا في الحفاظ على توازن جسم الإنسان. يتكون هذا النظام من هياكل حسيّة تكتشف حركات الجسم وموضع الرأس بالنسبة للجاذبية، بالإضافة إلى التغيرات في سرعة واتجاه الحركة. يتم إرسال هذه الإشارات إلى الدماغ لمعالجة المعلومات وتنسيق الاستجابة المناسبة للحفاظ على التوازن.
لا يساهم الجهاز الدهليزي في التوازن الساكن فقط، مثل الوقوف، ولكن أيضًا التوازن الديناميكي، مثل المشي أو الجري أو تغيير الأوضاع. عندما يعمل الجهاز الدهليزي بشكل صحيح، فإنه يوفر شعورا بالاستقرار.
5. الأذن لديها أصغر عظمة في الجسم
أصغر عظمة في جسم الإنسان توجد في الأذن الوسطى وتعرف باسم الركاب. يبلغ طول هذا العظم الصغير، حوالي 2.5 إلى 3 ملليمتر. وهو جزء من سلسلة عظيمات الأذن إلى جانب عظمة المطرقة وتتصل بطبلة الأذن والسندان وتقع في منتصف سلسلة عظيمات الأذن الوسطى الركاب.
وعلى الرغم من صغر حجم الركاب، إلا أنها تلعب دورًا حاسمًا في نقل الاهتزازات الصوتية من طبلة الأذن إلى الأذن الداخلية، مما يسمح بإدراك الصوت.
6. أقوى عظام الأذن
أقوى عظمة في جسم الإنسان هي العظم الصدغي، الموجود في الجمجمة، ويقع في محيط الأذن الوسطى. هذا العظم ضروري لوظيفة السمع، لأنه يضم ويحمي الأعضاء الحساسة المسؤولة عن السمع، مثل القوقعة وعضو كورتي. بالإضافة إلى ذلك، يلعب العظم الصدغي أيضًا دورًا حاسمًا في التوازن، حيث أنه يضم القنوات نصف الدائرية، وهي جزء من الجهاز الدهليزي المسؤول عن الحفاظ على توازن الجسم، وهي إحدى عجائب السمع.
تعتبر المتانة والحماية التي يوفرها العظم الصدغي ضرورية لضمان الأداء الصحيح للجهاز السمعي والدهليزي، وكذلك للحفاظ على سلامة الأذن الداخلية ضد الإصابات المحتملة أو الأضرار الخارجية.
7. الاهتزازات في عملية السمع
تبدأ عملية السمع عندما يدخل الصوت إلى الأذن الخارجية وتهتز طبلة الأذن، المعروف أيضًا باسم الغشاء الطبلي. يتم التقاط هذه الاهتزازات بواسطة ثلاث عظام صغيرة في الأذن الوسطى: (المطرقة)، (السندان)، (الركاب). تشكل هذه العظام ما يعرف بالسلسلة العظمية، والتي تعمل كجسر لنقل الاهتزازات من طبلة الأذن إلى النافذة البيضاوية للأذن الداخلية.
الأذن الوسطى هي المكان الذي يتم فيه تضخيم الصوت بفضل عمل السلسلة العظمية. عندما تصل الاهتزازات إلى الركابي، ينقل الأخير الطاقة إلى السائل داخل الأذن الداخلية من خلال النافذة البيضاوية. يعد تضخيم الصوت أمرًا بالغ الأهمية حتى يمكن اكتشاف الاهتزازات بواسطة المستقبلات الحسية في الأذن الداخلية وتحويلها إلى إشارات كهربائية يمكن للدماغ تفسيرها على أنها صوت.
8. حجم شحمة الأذن
في الصين القديمة كان يعتقد أن الأذن الطويلة تعني حياة طويلة، بينما الأذن السميكة تعني الثروة. ليس من المستغرب أن نرى آذانًا طويلة في صور بوذا والأباطرة الصينيين القدماء. ويعتقد أن ليو باي، مؤسس أسرة هان الصغرى عام 221، عاش فترة طويلة حتى أن أذنيه وصلت إلى كتفيه.
هناك نوعان من شحمة الأذن، الأول الفص يتدلى بحرية من رأس الأذن ، بينما الشكل الأخر متصل برأس الأذن مباشرة.
9. الاتصال بالدماغ والحنجرة
الأذن لها اتصال مباشر مع الدماغ، لذلك إذا ألحقنا الضرر بالأذن يمكن أن نفقد قدرات مثل التوازن.
هل تساءلت يومًا لماذا تفقد صوتك في كل مرة تصاب فيها بالبرد؟ وذلك لأن الأذن الوسطى متصلة بالحنجرة بواسطة أنبوب يسمى قناة استاكيوس. هذا الأنبوب مسؤول عن موازنة ضغط الجسم والضغط الجوي.
10. يمكن لسماعات الرأس والضوضاء العالية أن تلحق الضرر بسمعك
يعد استخدام سماعات الرأس أرضًا خصبة للبكتيريا التي يمكن أن تسبب التهابات الأذن. ومن ناحية أخرى، فإن السبب الأول لفقدان السمع هو التعرض للأصوات العالية بشكل مفرط. يمكن أن يتضرر سمعك بشكل دائم حتى بعد تعرضك لحادث واحد أو التعرض لضوضاء عالية جدًا.