في ظل التحديات البيئية العالمية المتزايدة، تتجه مصر بقوة نحو التحول إلى الطاقة النظيفة والمتجددة، مع التركيز بشكل خاص على الهيدروجين الأخضر كركيزة أساسية لمستقبلها الطاقي، ومع إطلاق "استراتيجية الطاقة المستدامة المتكاملة حتى عام 2035"، تسعى مصر إلى أن تصبح واحدة من القادة العالميين في إنتاج واستخدام الهيدروجين الأخضر، مستفيدة من مواردها الطبيعية الغنية، موقعها الاستراتيجي، والبنية التحتية المتطورة.
موضوعات مقترحة
يأتي هذا التوجه كجزء من التزام مصر بتعزيز الشراكات الدولية والإقليمية، وتحقيق تحول طاقي شامل ومستدام، يساهم في تقليل الانبعاثات الكربونية، ودعم اقتصادها الوطني، فضلاً عن تعزيز دورها الريادي في أفريقيا والعالم في مجال الطاقة النظيفة.
وعبر السطور التالية نستعرض أبرز الجهود المصرية للتوسع في الهيدروجين الأخضر باعتباره مصدر مستدام للطاقة، بالإضافة إلى كيفه التخطيط مصر لتحقيق هذا الهدف الطموح، وما هي التحديات والفرص التي تواجهها في هذا المجال الواعد؟
مصر تؤكد استعدادها لتبادل الخبرات في مجال الهيدروجين الأخضر مع دول إفريقيا
أكد الدكتور محمود عصمت، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، أن مصر دائماً مستعدة للتعاون وتبادل الخبرات في مختلف المجالات، وتقديم الدعم للدول الشقيقة في أفريقيا، وخاصة في مجال الهيدروجين الأخضر.، جاء ذلك خلال كلمته التي ألقاها نيابة عن الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، في افتتاح قمة أفريقيا العالمية للهيدروجين المنعقدة في العاصمة الناميبية ويندهوك، تحت عنوان "من الطموح إلى العمل، نحو ثورة صناعية خضراء."
التوجه نحو الطاقة النظيفة وتعزيز التعاون الإفريقي
إيماناً بأهمية الاعتماد على الطاقة النظيفة والمستدامة، يشدد الدكتور محمود عصمت على أهمية الهيدروجين الأخضر كجزء أساسي من مستقبل الطاقة منخفضة الكربون، مؤكدًا أن أفريقيا تعد القارة التي ستتحقق فيها أول فرصة صناعية خالية من الكربون في العالم. ومع ذلك، فإن سوق الهيدروجين بحاجة إلى جهود كبيرة لتطوير التوازن بين الاستخدام المحلي والتصدير، مما يتطلب سياسات حكومية وحوافز ملائمة لتعزيز هذا القطاع.
وأضاف أن العديد من الدول الأفريقية تعاني نقصًا في البنية التحتية وتواجه تحديات كبيرة في تأمين التمويل اللازم لمشروعات الطاقة، مما يؤثر على قدرتها التنافسية في الأسواق العالمية. وشدد على ضرورة تكاتف الجهود الأفريقية لتحقيق تحول عالمي في نظم الطاقة بما يضمن اقتصادًا مستدامًا وعادلاً، ويحقق الفوائد الاجتماعية والبيئية لجميع الأطراف.
فرصة عظيمة لتبادل الخبرات وتعزيز الشراكات
تلعب عملية تبادل الخبرات وتعزيز الشراكات دوراً في تحقيق عملية الاستدامة، حيث يؤكد الدكتور عصمت أن القمة تعد فرصة عظيمة للمشاركين لتبادل الخبرات والمعرفة، وتعزيز إمكانات الهيدروجين الأخضر في أفريقيا، مشيراً إلى أهمية المشاركة في هذه القمة لتعزيز التعاون والشراكات، وتوفير التمويل اللازم لمشروعات الطاقة الخضراء ذات الأهمية الإستراتيجية في القارة.
إستراتيجية مصر في مجال الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر
حرصت الحكومة المصرية على وضع إستراتيجية للتوسع في استخدام الطاقة النظيفة، حيث يوضح الوزير أن قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة في مصر شهد تحولاً كبيراً، حيث اعتمد القطاع بشكل متزايد على مصادر الطاقة منخفضة الكربون، مشيراً إلى أن مصر قد وافقت على "إستراتيجية الطاقة المستدامة المتكاملة حتى عام 2035"، والتي تستهدف تحقيق 42% من إجمالي الطاقة المولدة من مصادر متجددة بحلول عام 2035، وتحديثها حتى عام 2040 لتتواكب مع التطورات العالمية في مجال الطاقة.
وأكد أن الحكومة المصرية اتخذت العديد من التدابير لتطوير اقتصاد الهيدروجين الأخضر، بما في ذلك إنشاء المجلس الوطني للهيدروجين الأخضر ومشتقاته، الذي يهدف إلى توحيد جهود الدولة وتحفيز الاستثمار في هذا المجال. كما أشار إلى أن المجلس الأعلى للطاقة وافق في فبراير 2024 على الإستراتيجية الوطنية للهيدروجين منخفض الكربون، مما يعزز من مكانة مصر كقائد عالمي في هذا المجال.
مصر كقائد إقليمي في اقتصاد الهيدروجين الأخضر
تعد مصر من أوائل الدول التي حرصت على التوسع في الهيدروجين الأخضر، حيث يؤكد الدكتور محمود عصمت، أن مصر مستعدة دائماً لنقل خبراتها في مجالات الطاقة وخاصة الهيدروجين الأخضر إلى الدول الأفريقية، معرباً عن أمله في التوصل إلى قرارات داعمة لتحقيق أجندة 2063 "أفريقيا التي نريدها".