Close ad

انتبهوا يا عرب.. نتنياهو لم يعد ملكا لإسرائيل

5-9-2024 | 18:03

بالصراحة المطلقة، يجب أن يدرك العرب جميعا أو أهل الشرق الأوسط، أن المنطقة تغيرت بالكامل بعد العدوان الإسرائيلي على غزة وتدميرها، الذى امتد إلى الضفة الغربية داخل جنين ومخيماتها فى عملية دموية كبيرة تشهدها مدن ومخيمات الضفة الغربية.

كنا جميعا نتحدث - وما زلنا - أن نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل يريد أن يمد حربه على الفلسطينيين حتى انتخاب رئيس أمريكي جديد، أيا كان، وإن كان يفضل الجمهوريون ودونالد ترامب، الذي أعلن قبل انتخابه أن إسرائيل بلد صغير، فى إشارة واضحة لنتنياهو، أن يأخذ فى حساباته السيطرة على أراض فلسطينية جديدة، سواء فى غزة أم في الضفة الغربية، ولا نعرف كيف تفكر الإدارة الأمريكية المقبلة فى كيفية اتساع رقعة إسرائيل الجديدة، التى أعلن عنها بوضوح المرشح الجمهورى ترامب، الذي هو نفسه الرئيس السابق للولايات المتحدة، والمنافس الأقوى والأكثر ترجيحا فى الانتخابات المقبلة نوفمبر 2024.

نتنياهو، رئيس الوزراء الأكثر حكما في إسرائيل، 15 عاما، حقق الرقم القياسى، سبق كل الزعماء الإسرائيليين، الذين أنشأوا هذه الدولة ما بعد الحرب العالمية الثانية، والمؤسسون بن جوريون،وبيجين، وبيريز ورابين وغيرهم. 

جميعا نتذكر صورة إسرائيل قبل حرب أكتوبر 2023، كانت تموج بمعارضة، نتنياهو كان يعيش كارثة داخلية امتدت لأكثر من شهر، معركة قاسية مع المحكمة العليا حول قانون التعديلات القضائية، وإعطاء الكنيست سلطات أكبر، خصوصا فى تعيين القضاة.

رئيس الوزراء الذى خدم 15 عاما، كان يريد أن ينتقل إلى مرحلة أكبر فى سلطاته، وأن يكرس نفسه فيما بقى له من عمر حاكما مطلقا فى تاريخ إسرائيل، كما استطاع أن يهرب من كل التناقضات ومن المحاكمات ونسج تحالفاً عجائبيا فى تاريخ إسرائيل، ضم كل الطيف المتطرف، يجمع ائتلافا من 67 صوتا فى الكنيست من الليكود والأحزاب المتطرفة التى لا تعرف طريقها للحكومة إلا على يد الملك الإسرائيلى غير المتوج، نتنياهو، لينسجوا توليفة، تضع إسرائيل أمام الحرب أو الكارثة أو التغييرالداخلى الضخم.

كل المحركات الدبلوماسية فى أوروبا وأمريكا تحديدا لم تنجح في فرملة هذا الائتلاف أو هذه المتغيرات فى تاريخ إسرائيل، كل المؤشرات كانت تقول إنه لن يستطيع أن يستمر فى حكومة إسرائيل، وأنه فى طريقه للسقوط فورا، وهذا لم يحدث، إلى أن جاءت له حادثة 7 أكتوبر 2023، فاستغلها هذا الوحش الكاسح المراوغ حتى الرمق الأخير.

إسرائيل يحيط بها الأعداء فى 7 محاور، مع تيار دينى يخترق إسرائيل. بى بى الملك السابق لإسرائيل، قال بوضوح نحن نواجه 11 سبتمبر 2001، مضروبا فى عشرين ضعفا، ليصبح الديكتاتور ويتحول إلى المؤسس الجديد، أخاف الجميع، بل أرعب أمريكا وأوروبا وأسكت الجميع، وهدد كل من يتطلع إلى الاستقرار والسلام، حتى المعارضون لكل إسرائيل أصبحوا فى قبضته، والمطالبون بالإفراج عن الرهائن والمخطوفين لم يعودوا بنفس القوة، لأن الرجل الحاكم خطف كل إسرائيل وهددها وخاطبهم بلغات يعرفونها جيدا من ماض وتاريخ الصراعات اليهودية عبر التاريخ مع العالم.

وضع الحاكم القياسى لإسرائيل نظريتين أمام عينه، الجدار الحديدي لجابوتنسكى، ونظرية الأب المؤسس لبن جوريون، حيث كشف العسكريين والسياسيين.

نتنياهو يعامل اليهود والإسرائيليين على أنهم يواجهون عدوان 11 سبتمبر 2001، على أمريكا، وعدوانا آخر أكبر من الهولوكوست الذى حدث بعد الحرب العالمية فى ألمانيا.

فجر هذا الشيطان كل المتناقضات، ووضع الشرق الأوسط والمنطقة العربية كلها أمام بركان ضخم لا نعرف متى سينفجر، لكن ما نريد أن نقوله: إننا أمام شخصية لن تسقطها الانتخابات في إسرائيل، المؤسس الجديد لدولتهم. المؤسس الثانى بعد هرتزل وبن جوريون لإسرائيل، لا نعرف كيف يفكر القادم الجديد لإسرائيل، نحن أمام أخطبوط مدرب على استخدام كل متناقضات التاريخ، هل ندرس بهدوء وندرك المتغيرات، فما نحن مقبلون عليه كبير وخطير، بل مستقبل كل البلاد العربية فى ظل هذا  صراع معقد وفى مهب ريح عاصفة.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
رسالة لنتنياهو من فوق جسر اللنبي

وسط تدهور الأمور، التي تنذر بارتفاع منسوب التوتر والحروب، كانت هناك إشارات موحية في منطقتنا بإدراك هذه المتغيرات، ومنع الانزلاق إلى الفوضى والانهيار اللذين

30 يونيو أنقذت مصر والمنطقة العربية

تاريخان يحملان لمصر والدولة الحديثة والعالم العربى. إشارة إنقاذ وملحمة متكاملة وإلهاماً للحماية من الضياع والهزيمة.

مقترحات بايدن

من لا يدعم أى جهود لوقف الحرب على الشعب الفلسطينى فى غزة، فهو يرتكب جريمة أو جناية فى حق الإنسانية، وفى حق أهل القطاع الذين يعانون الجحيم بعينه.

المشهد في الشرق يزداد تعقيدًا

الضحايا يسقطون فى متوالية هندسية فى الأراضى المحتلة وحولها، وإسرائيل لا تدخر جهدا، لكى تجعل الحياة فى الشرق الأوسط مستحيلة، وليس فى غزة وحدها التى أصبحت

الأكثر قراءة