Close ad

الفراعنة وحلم الطيران.. هل امتلك قدماء المصريين أول طائرة في العالم؟

4-9-2024 | 19:42
الفراعنة وحلم الطيران هل امتلك قدماء المصريين أول طائرة في العالم؟ الطيران عند قدماء المصريين
محمود الدسوقي

اهتمام المصريين القدماء بالطيران يرجع إلى آلاف السنين، حيث مثل التحليق في السماء حلمًا لهم، لا يقوى عليه سوى الآلهة،  وقد ظهرت أول إشارة إلى الطيران فى اللغة المصرية القديمة المكتوبة بالخط الهيروغليفى المقدس، حيث وجدث ثلاث كلمات تحمل معنى "يطير".

بدوره يقول الدكتور مجدي شاكر كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار لـ"بوابة الأهرام'، إن نصوص الأهرام التى وجدت قبل عصر الأسرات الفرعونية سجلت لأول مرة على الجدران الداخلية لحجرات هرم أوناس، وهو ملك مصرى من ملوك الأسرة الخامسة (2400 ق.م) حيث وصف الفرعون فى الحياة الأبدية بعد الموت بأنه رئيسًا للآلهة المصرية القديمة، وفى النصوص المدونة نجد أن ملوك الفراعنة يبحرون فى المياه السماوية راكبين مركب الإله رع والآلهة الأخرى الحامية لهم والذين يقومون بعمل البحارة.

وقدمت "نصوص الأهرام" وصفا لعائمات السماء هذه بأنها قادرة على حمل الملوك الآلهة والإبحار بهم بين النجوم فى الطريق اللبنى أو درب التبانة، وعائمات السماء المذكورة ليست هى المراكب الجنائزية أو ما اشتهر باسم مراكب الشمس التى وجدت فى حفائر أثرية حول الأهرام، وإنما تختلف عنها فى الشكل والوظيفة.

النقوش والتماثيل

وظهرت في النقوش والتماثيل التى صنعها المصريون القدماء شكل الروح المسماة عندهم بـ"البا" فى صورة صقر أو طائر له رأس إنسان، وتصوروا أنها تمثل روح القلب وربما كانت بالأكثر تمثل قوة الطاقة الحيوية عند الإنسان وجزء الصقر فيها يمثل العلاقة بالإله حورس، وتعنى كلمة "البا" القوة وبعد الموت يفترض أن تزور الروح جسم  المتوفي؛ ولهذا كان حرص القدماء على التحنيط لحفظ الجسم، كما صنعوا تماثيل صغيرة تمثل "البا" بأجنحتها منتشرة فوق صدر المومياء، كما قاموا بعمل نقوش تصور الميت؛ وذلك لكى تتعرف الروح أو البا على الجسم عندما تعود اليه، وكان حلم الإنسان منذ أقدم العصور أن يطير فى الفضاء مثل الطيور فى الأساطير القديمة، وكانت الآلهة فقط هى التى تطير وتحلق فى الفضاء بين النجوم.

ويوضح شاكر ، أن "نصوص الأهرام" التى تعود لأكثر من 4500 سنة كانت تنص على أن ملوك مصر فى الحياة بعد الموت يطيرون مع الآلهة الخالدة فى رحلة أزلية عبر النجوم على متن قوارب سماوية، وظهرت نقوش مصرية تصور شخوصا آدمية أضيفت إليها أجنحة من الريش لتطير مثل الطيور بل أنهم أضافوا أجنحة من الريش إلى حيوانات معروفة كانوا يعدونها كحيوانات مقدسة ليجعلونها قادرة على الطيران ولو على سبيل الخيال والاعتقاد فى الأسطورة والعقيدة السائدة وقتها.

ويُعتقد أن أقدم نموذج  لطائرة فى العالم كان بمصر القديمة حيث كشفت  أعمال الحفائر عام 1898م فى منطقة سقارة حول هرم زوسر عن عدة نماذج خشبية صغيرة صنفت على أنها نماذج لطيور، وقد تم عرضها بالمتحف المصرى بالقاهرة، وكان من بينها نموذج سجل بأرشيف المتحف على أنه نموذج خشبى لطائر تاريخه عام 200 ق.م ط، وظل المتحف المصرى يعرض هذا النموذج فى غرفة رقم 22 بالطابق الثانى ضمن مجموعات الطيور باعتباره نموذجًا لطائر لمدة تربو على سبعين عاما.

وفى عام  1969م قام الدكتور مهندس داود خليل، وهو طبيب مصرى درس الآثار المصرية بدراسات تحليلية مستفيضة لهذا النموذج مستعينا بخبرته في هواية وصناعة نماذج الطائرات، وأعلن فى  يناير من عام 1972م فى مؤتمر صحفى عقد بالمتحف المصرى عن كشف خطير، أكد من خلاله أن النموذج المعروض بالمتحف المصرى فى غرفة 22 ليس نموذج لطائر كما يعتقد بل نموذج لطائرة شراعية قادرة على الطيران.

وقدم  الدكتور داود خليل عدة أدلة علمية تؤكد أهمية هذا الكشف كنموذج لطائرة وليس طائر تعتمد على دراسة فى مجال ديناميكا الطيران الشراعى، ومنها شكل ونسب الجسم الأنسيابى لهذا النموذج الذى يشبه جسم السمكة، والذى يساعد على السباحة فى الهواء بسهولة وشكل ومقطع ومساحة الأجنحة وزاوية ميلها إذ أنها تنحنى لأسفل انحناءة خفيفة يطلق عليها الزاوية السالبة، وهى نفس زاوية انحناء أجنحة أنواعاً من الطائرات الحديثة مثل قاذفة القنابل الأمريكية  بي-52 و أنواع من الطائرات الروسية الصنع وكذلك الذيل الرأسى والذى لا يوجد مثيله فى الطيور؛ إذ أن كل الطيور ذيلها أفقى وبالفحص الدقيق للنموذج تبين أن جزءاً من الذيل الرأسى به كسر لقطعة كانت مثبتة به يرجح المكتشف أنها كانت للموازن الأفقى الذى يوجد مثيله فى الطائرات الحديثة ولابد أن هذه القطعة قد فقدت نظرا لقدم النموذج الأثرى الذى يقدر عمره بأكثر من 2200 سنة، كما أن هذا النموذج يخلو من الأرجل التى لابد وأت توجد فى كل طائر والموجودة فى كل نماذج الطيور المحفوظة بالمتحف المصري.

وتم صنع نموذج حجمه أكبر بستة أضعاف النموذج الأصلى مع الاحتفاظ بنفس النسب وقد تم تثبيت موتور ومروحة صغيرة فى مقدمته، وقد نجح هذا النموذج فى الطيران بشكل رائع وحلق فى الفضاء لعشرات الدقائق وسط ذهول المشاهدين اللذين استمعوا لشرح عن النموذج المصرى القديم وكيف استطاع المصريون قبل 2200 عام أن يبتكروا طائرة تطير.

كلمات البحث
الأكثر قراءة