فى قلب الريف المصرى، تنبض قصة صمود وعطاء لا تنتهى، إنها قصة المرأة الريفية، تلك البطلة الخفية التى تحمل على كتفيها أعباء الحياة، محولة التحديات لإنجازات، مع كل شروق شمس، مجسدة فى شخصها روح الوطن وآماله.
وتؤكد الدكتورة حنان مكرم فرج رئيس قسم بحوث المجتمع الريفى بمعهد بحوث الإرشاد الزراعى والتنمية الريفية، أن المرأة الريفية لطالما كانت عمود الحياة فى القرية المصرية، فى الحقول، تراها تزرع وتحصد بخبرة وإتقان، شريكة أساسية فى العمل الزراعى، وفى المنزل، هى الأم المربية والزوجة المدبرة، تدير شئون البيت بحكمة واقتصاد، مضيفة أن دور المرأة الريفية لا يقتصر على الحقل والمنزل فحسب، ففى المجتمع، تبرز كعنصر فاعل فى التنمية، تشارك فى الجمعيات التعاونية وتساهم فى حل مشكلات القرية، صوتها وإن كان هادئاً، فهو مسموع ومؤثر، هذه المشاركة المجتمعية تمثل حلقة وصل هامة بين الأسرة والمجتمع، مما يعزز التماسك الاجتماعى ويدفع عجلة التنمية.
وتقول: اليوم نرى نساء ريفيات يدرن مشاريع صغيرة، ويشاركن فى التعاونيات الزراعية، مساهمات بشكل فعال فى الاقتصاد المحلى، كما أن دخول التكنولوجيا إلى الريف فتح آفاقاً جديدة، إذ أصبحت المرأة الريفية أكثر اتصالاً بالعالم الخارجى، مما وسع مداركها وفرصها. مضيفة أن الريفيات ما زالن يواجهن تحديات كبيرة، فالعادات والتقاليد فى بعض المناطق ما زالت تقيد حريتها، وتحد من مساهمتها فى التنمية الشاملة.
وتتابع مكرم: فى عيد الفلاح، لا بد وأن نقف إجلالاً لهذه المرأة الاستثنائية، محيين صمودها وعطاءها، بهدايا ذات معنى تعكس قيمة دورها وتساعدها على التطور، هذه الهدايا قد تشمل فرص التعليم والتدريب، الدعم المالى والاقتصادى، تحسين الخدمات الصحية، توفير التكنولوجيا والاتصالات، وتطوير البنية التحتية فى القرى. إن دعم المرأة الريفية وتمكينها ليس مجرد واجب أخلاقى، بل هو استثمار فى مستقبل مصر، فالمرأة الريفية اليوم، بفضل التطورات السابقة، أصبحت أكثر تعليماً ووعياً ومشاركة من أى وقت مضى، إنها تقود التغيير فى مجتمعها وتساهم بشكل فعال فى التنمية الشاملة للوطن.
وتختتم بأن المرأة الريفية ليست مجرد شريكة فى العمل الزراعى، بل هى روح الريف النابضة وأساس نهضته وتقدمه، إنها تجسيد لقصة وطن ينهض بفضل الأيدي الناعمة، من خلال دعمها وتمكينها، وبذلك نضمن استمرارية التنمية فى الريف المصرى ونفتح آفاقاً جديدة للتطور والنمو، فهى حقاً كنز مصر الحقيقى ومستقبلها المشرق، وبدعمها نضمن مستقبلاً أكثر إشراقاً لمصرنا الحبيبة، من الريف إلى المدينة، ومن الصعيد إلى الدلتا.