Close ad

أستاذ للميكروبيولوجى: 8 وصايا علمية لصيانة المحاصيل الأساسية وتوفير المياه

4-9-2024 | 13:39
أستاذ للميكروبيولوجى  وصايا علمية لصيانة المحاصيل الأساسية وتوفير المياهد.محمد عبد الستار
هويدا عبد الحميد
بوابة الأهرام الزراعي نقلاً عن

في ظل اهتمام القيادة السياسية بالاقتصاد المائي كمتطلب لاجتياز المعادلة الصعبة في التوسع الزراعى الأفقى، ومواجهة انحسار مصادر المياه، وما يقابلها من زيادة سكانية- تحتاج مصر لاتباع أساليب الترشيد فى عملية الرى لرفع كفاءة استخدام المياه، خاصة أن أكثر من 80% من المياه تستخدم فى الزراعة. ولحل المعادلة الصعبة وزيادة الإنتاج الزراعى بأقل قدر من مياه الرى، ينبغى مساعدة صانعى القرار فى التوسع بالزراعة، وفقاً لدراسات علمية وتخطيط مسبق يأخذ فى حسبانه كل العوامل المحيطة بالإنتاج الزراعى، سواء كانت بيئية أم اقتصادية أم اجتماعية.

موضوعات مقترحة

هذا ما أكده الدكتور محمد عبد الستار المليجى أستاذ علوم أمراض النبات والميكروبيولوجى بجامعات الإسكندرية وكنتاكى وكنساس والملك سعود والقصيم، والمقيم بالولايات المتحدة الأمريكية، خلال حواره مع «الأهرام التعاوني والزراعي» لعرض ملامح ترشيد استخدام المياه فى الزراعة المصرية. 

 

ما العوامل المؤثرة فى استهلاك المياه؟

توجد أربعة عوامل وهى: المناخ، ونوع التربة، وطرق الرى ونوع المحصول. وتعتمد استراتيجيات توفير المياه على 4 عناصر أيضاً هى: أنظمة رى فعالة بالتنقيط أو الرشاشات لتقليل هدر المياه، واختيار أصناف مقاومة للجفاف، وتنفيذ دورة زراعية بالتناوب بين المحاصيل عالية الاستهلاك للمياه، وتلك التى تتطلب كميات أقل، بالإضافة إلى تحسين صحة التربة باستخدام المواد العضوية لتساهم فى احتفاظ التربة بالرطوبة.

ماذا عن الاستراتيجيات التي طرحتموها لخفض استهلاك المياه فى الزراعة؟

الاستراتيجية الأولى: وهى اعتماد نظم رى فعالة، فعند مقارنة أنظمة الرى تبرز المزايا والعيوب.. فبالنسبة للرى بالتنقيط فهو ذو فاعلية عالية جداً، ويتم توصيل المياه مباشرة إلى جذور النباتات من خلال شبكة من الصمامات والأنابيب والنقاطات، ويتميز بأنه يقلل من التبخر والجريان السطحى عالى الكفاءة، ويقلل من نمو الأعشاب الضارة، ويمكن استخدامه بضغط ماء منخفض، لكن تكلفة الإعداد الأولى مرتفعة، والانسداد محتمل إذا لم تتم صيانتها بشكل صحيح.

أما الرى بالرش، فهو ذو فاعلية معتدلة، ويناسب مجموعة واسعة من أنواع التربة والتضاريس، ويمكنه تغطية مساحات كبيرة بسرعة، لكن فقدان التبخر فيه كبير، يمكن أن تؤثر الرياح على التوزيع، ويمكن أن تسبب ترطيب الأوراق مما قد يؤدى إلى المرض.

والرى السطحى (الرى بالغمر أو الأخدود): فاعليته منخفضة إلى متوسطة، ويتميز بتكلفة أولية منخفضة، وسهل التنفيذ، ومناسب للمحاصيل التى تتحمل المياه الراكدة، ولكنه يمكن أن يؤدى لفقدان المياه بشكل كبير من خلال التبخر والجريان السطحى، والتوزيع غير المتساوى، إلى التشبع بالمياه وتآكل التربة.

أما الرى بالتنقيط تحت السطح: فاعليته عالية جداً، ويشبه الرى بالتنقيط، لكن الأنابيب تكون مدفونة تحت السطح، ويتميز بتقليل خسائر التبخر، ونمو الأعشاب الضارة، ويوصل الماء بدقة، لكن تكلفة الإعداد الأولية أعلى من الرى بالتنقيط السطحى، وأكثر تعقيداً فى الصيانة والمراقبة. وأنظمة المحور المركزى والحركة الجانبية ذى فاعلية متوسطة إلى عالية، والأنظمة الآلية التى تتحرك عبر الميدان فى مسارات دائرية أو مستقيمة، وهو فعال للحقول الكبيرة، ويمكن توزيع المياه بشكل آلى وموحد، لكن تركيبه وصيانته مكلف، وتُفقد الماء بسبب التبخر، وهو غير مناسب لجميع أشكال الحقول. وكذلك أنظمة الرى الذكية ذات فاعلية عالية، وتستخدم بيانات الطقس وأجهزة استشعار رطوبة التربة والحرارة لتحسين جداول الرى، وتقلل من هدر المياه، وتتكيف مع الظروف المتغيرة، وتقلل من الأخطاء البشرية، ولكن تكلفتها الأولية مرتفعة، وتتطلب بنية تحتية تكنولوجية ومعرفة لإدارتها.

ومن خلال اختيار نظام الرى المناسب بناءً على الظروف الميدانية المحددة ومتطلبات المحاصيل والموارد المتاحة، يمكن للمزارعين الحفاظ على المياه فى الزراعة بشكل كبير، لذا النظام القديم بالرى السطحى أو بالغمر لم يعد يناسب مصر، ولابد من التحول إلى نظم أكثر كفاءة.

 

أما الاستراتيجية الثانية، فتتلخص في اختيار المحاصيل والأصناف الموفرة للماء، والابتعاد عن المحاصيل المستهلكة للماء بقدر المستطاع وعدم التوسع فيها، مثل الأرز حيث يتطلب الغمر المستمر، ويستهلك 3000 - 5000 لتر ماء لكل كيلو جرام. وقصب السكر يتطلب نحو 1500 - 3000 لتر لكل كيلو جرام من السكر، نتيجة طول فترة النمو، والقطن يستهلك نحو 10000 - 20000 لتر لكل كيلو جرام. أما “القمح” فيستخدم نحو 1000 - 2000 لتر لكل كيلو جرام، رغم أنه ليس مكثفاً فى استخدام المياه إلا أن المساحة الواسعة لزراعته تؤدى إلى استهلاك كبير للمياه. والفواكه تستهلك كميات كبيرة من المياه طوال مواسم نموها لتحقيق نمو وإنتاجية جيدة مثل “اللوز، والأفوكادو والفستق والمانجو والفواكه الحمضية، لذا يجب تطبيق ممارسات إدارة المياه الفعالة، ويمكن للمزارعين تقليل استخدام المياه بشكل كبير مع الحفاظ على بساتين صحية ومنتجة.

وما أهم المحاصيل المقاومة للجفاف ويمكن التوسع فيها؟

من أهم المحاصيل ذات المتطلبات المائية الأقل، “الدخن” يتطلب 500 - 900 لتر لكل كيلو جرام، و”الذرة الرفيعة” يحتاج نحو 800 - 1200 لتر لكل كيلو جرام، و”الشعير” 1200- 1500 لتر لكل كيلو جرام، و”الكينوا” يحتاج 1000 - 1200 لتر لكل كيلو جرام، و”الحمص” 800 - 1200 لتر لكل كيلو جرام، و”العدس”

ولكن أكثر المحاصيل المستهلكة للمياه يعد من الأساسيات الزراعية، فما الحل؟

بالفعل.. لو نظرنا للمحاصيل والفواكه التى تنتج فى مصر سنجد أن معظمها مستهلك كبير للمياه، وهذا لا يعنى أن نتوقف عن زراعتها، ولكن أمامنا عدة حلول تتمثل فى اختيار نظام رى أفضل وتطوير الأصناف علمياً لتكون أقل استخداماً للمياه وتحسين قوام التربة بإضافة المادة العضوية والتحكم فى الآفات والأمراض؛ وهذه المتطلبات لا يمكن تحقيقها بدون حدوث ثورة تقنية واسعة فى البلاد تتمثل فى 8 نقاط: أولها نشر الوعى بين المزارعين والمواطنين عموماً بأهمية الماء فى ظل نقص مصادره، ثم تدعيم البحوث العلمية والاستثمار فى تصنيع أجهزة الرى ومتطلبات قياس الرطوبة ومحطات الأرصاد الحقلية المصنعة فى مصر، بالإضافة لمساعدة المزارعين تقنياً وفنياً واقتصادياً فى تبنى الرى الحديث.

كذلك وضع استراتيجية محكمة لزراعة المحاصيل من حيث الموقع والمساحة بما يتناسب مع أولويات الحاجة واقتصادات استخدام الماء، علاوة على عدم التوسع فى المحاصيل المستهلكة للماء أفقياً والعمل على رفع إنتاجها رأسياً بالطرق العلمية من انتخاب الأصناف والتحكم فى الأمراض والآفات والتسميد المتوازن، وتنشيط الإرشاد الزراعى، وحث المراكز البحثية على المساهمة الفعلية فى توفير المياه، وتحديد مدة تتحقق فيها أهداف هذه الاستراتيجيات ومراجعتها دورياً، ومكافأة من يجيد ومعاقبة من يتخلف مهما كان موقعه.

كلمات البحث