لا أحد ينكر أن هناك ضرورة للبناء على المسار الإيجابي في العلاقات المصرية - التركية، حيث إن اللقاءات بين البلدين تسهم في تعزيز الاستقرار بالمنطقة، خاصة أن مصر وتركيا على الاستعداد لتنسيق الجهود لصيانة الأمن والاستقرار بالمنطقة، في ظل ظروف الاستقطاب العالمي وفي ظل ما تشهده المنطقة من تصعيد، يمكن لمصر وتركيا صيانة الأمن والاستقرار في المنطقة وتأمين مستقبل مشرق لشعبيهما.
موضوعات مقترحة
وتكتسب العلاقات المصرية التركية أهمية خاصة متأصلة الجذور بحكم التاريخ والجغرافيا، اذ ظلت مصر جزءًا من الإمبراطورية العثمانية، التي كانت عاصمتها القسطنطينية في تركيا الحديثة، لمدة ثلاثة قرون، الأمر الذى ترتب عليه تأسيس علاقات بين البلدين ذات روابط وأبعاد دينية وثقافية وتاريخية تتسم بالقوة والمتانة إلى حد كبير، حيث أقامت تركيا علاقاتها الدبلوماسية مع مصر في عام 1925 على مستوى القائم بالأعمال، ورفعت مهمتها في القاهرة إلى مستوى السفراء في عام 1948.
العلاقات السياسية
بدأت العلاقات تتحسن تدريجيًا منذ عام 2020، مع تبادل الزيارات بين المسؤولين من البلدين، لتقترب العلاقات بين مصر وتركيا من دخول مرحلة جديدة من التطبيع، في خضم الاستعداد لزيارة مُرتقبة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
كما أن تطور العلاقات بين القاهرة وأنقرة سيكون له انعكاسات واسعة على أمن المنطقة، بالنظر إلى البعد الاستراتيجي للدولتين وثقلهما في الإقليم، في وقت تتصاعد فيه المخاوف من اتساع دائرة التهديدات بالنظر لاستمرار القتال في جبهات شتى، سواءً ما يحدث في غزة، أو ما يدور في السودان، أو القضايا التي كانت تمثل نقاطًا خلافيّة على رأسها الأزمة الليبية وقضية ترسيم الحدود البحرية وملف الطاقة بالبحر المتوسط.
ونظراً لأهمية الدولتين فى محيطهما الجغرافى، فقد نجحتا فى استئناف الاتصالات على مستوى الوزراء وكبار المسؤولين إيماناً من الجانبين المصرى والتركى بأهمية توافق الرؤى حول أهمية التعاون في بعض الملفات الإقليمية، مثل ليبيا وسوريا وغيرها من الملفات الهامة.
فى 5/8/2024 قام هاكان فيدان وزير خارجية تركيا بزيارة لمصر والوفد المرافق له، بزيارة لمصر، استقبله الرئيس عبد الفتاح السيسي بحضور د. بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين في الخارج، وسفير تركيا بالقاهرة.
ونقل وزير الخارجية التركي للرئيس تحيات وتقدير الرئيس رجب طيب أردوغان، وهو ما ثمنه الرئيس مشيدًا بنتائج زيارة الرئيس أردوغان لمصر في فبراير الماضي، التي أسست لانطلاقة إيجابية في العلاقة بين الدولتين، وتم في هذا السياق استعراض مجمل العلاقات الثنائية بين البلدين، حيث تم تأكيد التطلع لعقد الاجتماع الأول للمجلس الإستراتيجي رفيع المستوى بين مصر وتركيا، بما يمثله من نقلة في مسار التعاون الثنائي، على أساس الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة، وبما يعكس العلاقات التاريخية بين الشعبين، ويعزز التنسيق والتشاور بين الدولتين بهدف تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
ركز اللقاء على مستجدات الوضع الإقليمي، ونُذُر التصعيد الخطير في المنطقة.
وأكد الرئيس أن الشرق الأوسط يمر بمنعطف شديد الدقة والخطورة، بما يستوجب أعلى درجات ضبط النفس وإعلاء صوت التعقل والحكمة، مشددًا على أن سبيل نزع فتيل التوتر المتصاعد، يكمن في تضافر جهود القوى الفاعلة والمجتمع الدولي، لإنفاذ وقف إطلاق النار، فورًا بقطاع غزة، وإتاحة الفرصة للحلول السياسية والدبلوماسية، مشيرًا إلى تحذير مصر مرارًا من خطورة توسّع نطاق الحرب، على نحو يهدد السلم والأمن الإقليميين والدوليين، وكذا مقدرات شعوب المنطقة وأمنها واستقرارها.
توافقت الآراء خلال اللقاء بشأن خطورة المشهد الإقليمي، وتمت إدانة سياسات التصعيد الإسرائيلية، كما تم استعراض آخر مستجدات الجهود المصرية المتواصلة والمكثفة للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق نار وتبادل المحتجزين، وشدد الرئيس على أن التطورات الإقليمية لا يجب أن تطغى على جهود إنفاذ المساعدات الإغاثية لأبناء الشعب الفلسطيني بقطاع غزة، الذين يعانون من أوضاع معيشية وصحية غير إنسانية، وفقدان لأبسط مقومات وأساسيات الحياة، كما تم تأكيد ضرورة الدفع بحل جذري وشامل للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية على خطوط عام ١٩٦٧، بما يحقق العدل والأمن والاستقرار بالمنطقة، على نحو مستدام.
فى 14/2/2024 زيارة الرئيس التركى رجب طيب أردوغان لمصر
وفى 20/12/2023 تلقى الرئيس عبد الفتاح السيسي اتصالاً هاتفياً من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وتوجه الرئيس التركي بالتهنئة للرئيس السيسى بمناسبة إعادة انتخابه لفترة رئاسية جديدة.
وثمن الرئيس السيسى هذه اللفتة الطيبة من الرئيس أردوغان، كما تناول الاتصال سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وزيادة مجالات التعاون بما يحقق مصالح الشعبين، بالإضافة إلى التباحث حول تطورات المشهد الإقليمي، وخاصةً جهود وقف إطلاق النار وإنفاذ المساعدات الإنسانية في قطاع غزة.
وفى 10/9/2023 التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، بنيودلهي مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. أكد الرئيسان أهمية العمل من أجل دفع مسار العلاقات بين البلدين والبناء على التقدم الملموس في سبيل استئناف مختلف آليات التعاون الثنائي.
كما أعربا عن الحرص على تعزيز التعاون الإقليمي، كنهج إستراتيجي راسخ، وذلك في إطار من الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة والنوايا الصادقة، وبما يسهم في صون الأمن والاستقرار في منطقة شرق المتوسط.
وتناول اللقاء تبادل الرؤى بشأن تطورات الأوضاع الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، فضلاً عن سبل تكثيف التشاور والتنسيق بين البلدين لتعزيز مجمل جوانب العلاقات الثنائية، بما يصب في صالح الدولتين والشعبين.
فى 5/7/2023 أبرزت الصحافة التركية القرار الذى اتخذه البلدان، ويقضى بمستوى العلاقات المصرية – التركية، لمستوى سفير، وتم الإعلان عن سفيري البلدين، في إطار تنفيذ قرار رئيسي البلدين.
ومن جانبها، فقد أكدت صحيفة حريّت التركية، تحت عنوان "عهد جديد في العلاقات التركية المصرية: تعيين سفير بعد 13 عامًا"، "على بداية حقبة جديدة في العلاقات التركية المصرية بعد 13 عاما.
ونشرت بيان وزارة الخارجية التركية التي أعلنت خلاله ترشيح السفير "صالح موتلو شين" سفيرا لتركيا فى القاهرة وعمرو الحمامي سفيرا لمصر في أنقرة.
فى 4/7/2023 أعلنت مصر وتركيا، رفع علاقاتهما الدبلوماسية لمستوى السفراء، وقالت وزارة الخارجية المصرية، على صفحتها الرسمية على فيسبوك: "وقد رشحت مصر السفير عمرو الحمامي سفيراً لها في أنقرة، بينما رشحت تركيا السفير صالح موتلو شن كسفير لها في القاهرة".
ويأتي ترفيع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في إطار تنفيذ قرار رئيسي البلدين في هذا الصدد"، و"تهدف تلك الخطوة إلى تأسيس علاقات طبيعية بين البلدين من جديد، كما تعكس عزمهما المُشترك على العمل نحو تعزيز علاقاتهما الثنائية لمصلحة الشعبين المصري والتركي".
وفي يونيو 2023، اتفق وزير الخارجية سامح شكري آنذاك ونظيره التركي هاكان فيدان على أهمية المضي قدما بمسيرة استعادة كامل العلاقات بين البلدين.
وقالت وزارة الخارجية التركية، إن تركيا ومصر رفعتا التمثيل الدبلوماسي بينهما إلى مستوى السفراء ووافقتا على تبادل سفيرين.
وذكرت أن البلدين رفعتا مستوى العلاقات بينهما تماشيا مع اتفاق بين الرئيسين رجب طيب أردوغان وعبد الفتاح السيسي.
فى 30/5/2023 أبرزت وسائل إعلام تركية ناطقة باللغة التركية، وأخري ناطقة بالعربية على صفحاتها تهنئة الرئيس عبد الفتاح السيسي للرئيس رجب طيب أردوغان بمناسبة فوزه فى الانتخابات الرئاسية التركية التى عقدت جولتها الثانية فى 28 من مايو2023، وفاز فيها الرئيس التركى على منافسه كمال كيتشدار أوغلو بفترة رئاسية جديدة.
بدورها نشرت الرئاسة التركية على حسابها الرسمي على تويتر باللغة التركية، فى 30 من مايو 2023، تهنئة الرئيس لأردوغان، كما بثت قناة خبر التركية الرسمية للأنباء خبر تهنئة الرئيس وعلى موقعها الإلكترونى باللغة التركية، ونشرت صورة سابقة لمصافحة الرئيس السيسي لأردوغان.
فى 30/5/2023 نشرت قناة تي آر تي خبرًا على صفحتها باللغة التركية بشأن اتفاق الرئيسين على تبادل السفراء.
فى 30/5/2023 نشر موقع "sondakika" التركى الإخباري الشهير،"اتصل الرئيس عبد الفتاح السيسي هاتفيا بالرئيس رجب طيب أردوغان وهنأه على نجاحه في الانتخابات".
فى 29/5/2023 أجرى الرئيس عبد الفتاح السيسي اتصالاً هاتفياً مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قدم الرئيس التهنئة للرئيس أردوغان بمناسبة فوزه بالانتخابات الرئاسية، وإعادة انتخابه رئيساً لتركيا لفترة رئاسية جديدة، ومن جانبه أعرب الرئيس التركي عن تقديره لهذه اللفتة الطيبة من الرئيس.
وأكد الرئيسان عمق الروابط التاريخية التي تربط البلدين والشعبين المصري والتركي، واتفقا على تدعيم أواصر العلاقات والتعاون بين الجانبين، وفي ذلك الإطار قرر الرئيسان البدء الفوري في ترفيع العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين وتبادل السفراء.
وفى 20/11/2022 صافح الرئيس عبد الفتاح السيسي، الرئيس رجب طيب أردوغان رئيس تركيا، على هامش حفل افتتاح بطولة كأس العالم 2022 في قطر.
وفى 19/8/2022 قال الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، إن الشعب المصرى شعب شقيق، ولا يمكن أن نكون فى حالة خصام معه، لذا علينا ضمان الوفاق معه بأسرع وقت، وذلك وفقًا لخبر عاجل نشرته وكالة الأناضول التركية.
فى 10/1/2017 أدانت وزارة الخارجية التركية، فى بيان لها وزعته السفارة التركية بالقاهرة، العمل الإرهابى الذى وقع فى 9/1/2017 بالعريش.
فى20/8/2016 أعلن رئيس الوزراء التركى، بن على يلديريم، أن تركيا تريد تحسين علاقاتها المتوترة مع مصر، منذ سقوط نظام الإخوان.
قال "يلديريم" للصحافة الأجنبية: "نعتقد أننا بحاجة لتنمية العلاقات الاقتصادية والثقافية مع مصر كبلدين يقعان على ضفتى المتوسط.
فى 4/2/2024 كشف وزير الخارجية التركي عن موافقة بلاده على تزويد مصر بطائراتها المسيرة التي تحظى بشعبية متزايدة، قائلًا إن "تطبيع علاقاتنا مهم بالنسبة لمصر لكي تكون لديها تقنيات معينة. لدينا اتفاق لتزويد مصر بطائرات مسيرة وتقنيات أخرى".
تعد طائرة بيرقدار TB2 التركية من أفضل الطائرات من دون طيار في العالم من حيث الاستخدامات المتعددة، حيث إنها تأتي بطول 6.5 متر وعرض 12 مترا، وقدرة على التحليق بحمولة تصل إلى 650 كيلوجراما كحد أقصى، ومدى يصل إلى 150 كيلومترا، وبسرعة تصل إلى 70 عقدة (130 كيلومترا في الساعة) وقدرة على الطيران لمدة تصل لأكثر من 24 ساعة من دون توقف.
زيارة الرئيس السيسي
كان الرئيس عبد الفتاح السيسي، توجه صباح اليوم الأربعاء، إلى أنقرة في زيارة رسمية للجمهورية التركية، تلبية للدعوة المقدمة من الرئيس رجب طيب أردوغان.
وأوضح السفير أحمد فهمي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن زيارة الرئيس التاريخية لتركيا تمثل محطة جديدة في مسار تعزيز العلاقات بين البلدين، وللبناء على زيارة الرئيس أردوغان التاريخية لمصر في فبراير الماضي، وتأسيساً لمرحلة جديدة من الصداقة والتعاون المشترك بين البلدين، سواء ثنائياً أو على مستوى الإقليم، الذي يشهد تحديات جمة تتطلب التشاور والتنسيق بين البلدين.
وأضاف المتحدث الرسمي أنه من المنتظر أن تشهد الزيارة مباحثات معمقة للرئيس مع الرئيس أردوغان، إضافة إلى رئاسة الرئيسين للاجتماع الأول لمجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى بين مصر وتركيا.
ومن المقرر أن تتناول مباحثات الرئيس عبد الفتاح السيسي، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، سبل الارتقاء بالعلاقات الثنائية في مختلف المجالات، إضافة إلى تبادل الرؤى إزاء القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك، وعلى رأسها جهود وقف إطلاق النار بقطاع غزة وإنهاء المأساة الإنسانية بالقطاع، وخفض التصعيد في الشرق الأوسط.
كما سيشهد الرئيسان التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم بين حكومتي الدولتين في مختلف مجالات التعاون.