Close ad

66 يومًا على «أمريكا» الجديدة

4-9-2024 | 13:24
الأهرام العربي نقلاً عن

اليوم السبت 31 أغسطس 2024 هو المتمم لحقبة أمريكية قديمة، امتدت لحوالى قرنين ونصف القرن منذ عام 1776، تبدأ بالرئيس الأول جورج واشنطن، وتنتهى بالرئيس السادس والأربعين جو بايدن.

أما الحقبة الجديدة والمثيرة، فتبدأ بعد 66 يومًا من الأيام القصيرة الحاسمة، وتنتهى فى الخامس من نوفمبر المقبل، مع إعلان الفائز فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية، إذا كان الجمهورى دونالد ترامب، أو الديمقراطية كامالا هاريس.

يقول خبراء، وعارفون ببواطن أمريكا، ومغرمون بها حد التماهي، إنها محض انتخابات تقليدية، كثيرًا ما كانت تجرى صاخبة، وتنتهى بإعلان فائز، بعدها يتلاشى الصخب والعنف، وتمسك المؤسسات العتيدة بزمام الأمور، فالفائز لا يملك كل خيوط اللعبة السياسية فى واشنطن.

هذا القول أو الادعاء صحيح إلى حد ما، لكنه من الماضي، أما الحاضر فيختلف، ويختلف معه مستقبل أمريكا والنظام الدولى برمته.

الأيام الستة والستون قبل الثلاثاء العظيم  ستشهد مفاجآت، وتظهر بواكيرها فى تصاعد الحرب الأوكرانية - الروسية بدعم كامل من واشنطن بايدن، ولهذا اندفعت أوكرانيا إلى الأراضى الروسية للمرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية فى مقاطعة كورسيك، كما أن روسيا بدورها راحت تصب حممًا من اللهَب على العاصمة كييف، تقصف مراكز الطاقة، تتوسع فى مقاطعات أوكرانية أخرى، بينما تواصل ألسنة اللهب فى غزة إحراق الشعب الفلسطيني، وتدمر معه المؤسسات الدولية، وقد تتسبب فى إغلاق أبوابها للأبد، وتلحق بمنظمات قديمة بائدة.

 يقول ترامب: العالم يقترب من حرب عالمية ثالثة، بينما هاريس ستمضى فى تمكين أمريكا من زعامة العالم، حسب إيمان جو بايدن، والتمكين قد لا يجد الطريق يسيرة، أو معبدة لاندفاع أمريكى لم يتوقف منذ الحرب العالمية الثانية.

الأيام الستة والستون لا تشبه غيرها من الأيام الأخرى، كما أن الرئيسين المحتملين لا يلتقيان، كالخطوط المتوازية، فثمة انقسام أمريكى حاد حول فكرتين: العزلة، والاندفاع إلى مسرح النظام الدولى بالكامل والسيطرة على حاضره ومستقبله.

الانقسام الأمريكى الظاهر والواضح يجر عربة العالم، فترامب يمتنع عن فكرة الحروب التى تلد أخرى، ويستعيض عنها بقوة أمريكية عظمى داخل حدودها بعيدًا عن العالم القديم، عالم الناتو والاتحاد الأوروبي، أو ما يسمى الثورات الملونة، بينما هاريس تنطلق من فكرة متحكمة  تقوم على «زعامة العالم» الضرورية، والحتمية، وثمة نخب عتيقة تشجع وترغب.

ومع هذا ثمة من يقول: هل  يقبل المجتمع الأمريكى بامرأة رئيسًا، أم أنه ليس مهيأ بعد لوجود السيدة الرئيسة؟

 أيا تكن النتيجة، فإن أمريكا المندفعة إلى بحار ومحيطات العالم، وتتخذ من الشرق الأوسط الحالى نقطة الانطلاق، ستجد نفسها مطالبة بتغيير المسار، مسار قرنين ونصف القرن، حتى لو انتصرت مؤقتًا فى أوكرانيا أو فى فلسطين أو غيرهما من البقاع الساخنة.

شخصيًا أعتقد أن المجتمع الأمريكى غير مهيأ لسيدة يمكن أن تصبح رئيسًا، حتى لو تنبأ العرافون، والله أعلم.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
التجارة فى الحرب

من إبادة إلى أخرى، تتصاعد تجارة الحرب من قبل مقاوليها المعتمدين، تشجعها نخبة سياسية غربية، تبرر للجلاد، وتلوم الضحية، يرفضها رأى عام عالمى، ولا يؤخذ برأيه، رغم ادعاء الديمقراطية .

ترامب.. وأربعة أيام تغير العالم

من السادس إلى التاسع من يونيو 2024 ثلاثة أيام، يمكن أن نسميها أيام الحسم الغربى، خلالها جرت انتخابات البرلمان الأوروبى، صعدت فيها أحزاب اليمين، أو أحزاب

الأكثر قراءة