Close ad

حماس بين قطف الثمرة وقطع الشجرة!

1-9-2024 | 13:50

ما يحدث الآن بقطاع غزة ومخيمات اللاجئين الفلسطينيين؛ مثل "جنين" وغيرها من تدمير البنية التحتية، وتجدد الاشتباكات، وارتقاء الضحايا الأبرياء، فيما يقدر عدده إلى الآن أكثر من 40 ألف شهيد و95 ألف مصاب تقريبًا منذ أحداث السابع من أكتوبر الماضي، أمر ينذر بعواقب وخيمة في ظل وجود أطراف خارجية تريد اشتعال المنطقة لمآرب أخرى.

ولا ينكر أحد أن إسرائيل بأفعالها الدنيئة وجرائمها الفظيعة ووجهها القبيح أكدت لنا أنها ـ بحق- دولة الإرهاب الأولى في العالم بعدوانها البربري التتري النازي ومجازرها المستمرة، وفي المقابل يوجد أطراف تدعي أنها تدافع عن القضية الفلسطينية وتحمل لواءها؛ وما هي إلا ذريعة وأيادٍ خفية لتنفيذ مخطط إسرائيل الصهيوني لتبني شرق أوسط جديدًا يتماشى مع مصالح واشنطن وإسرائيل.
 
بكل أسف وأسى تحول القاتل في هذا الصراع (الإسرائيليون) إلى ضحية، والمدافع عن حقه وعرضه وأرضه (الفلسطينيون) إلى إرهابيين يجب اقتلاعهم من جذورهم.

وهنا أستدعي مقولة الصديق الراحل ''رحمه الله" الدكتور فيصل صالح الخيري رئيس مركز التراث الفلسطيني الأسبق عندما قال منذ أكثر من خمسة عشر عامًا وهو ما يتحقق الآن "إن الطامة الكبرى حين أرادت حركة حماس أن تقطف ثمرة فقطعت شجرة محذرًا من إعادة تشكيل دولنا وأنظمتها السياسية متسائلًا هل نحن على أبواب عودة لزمن التقسيم الغربي لعالمنا على غرار ما حدث عقب مشروع سايكس-بيكو "؟! 

حقيقة ما قامت به حماس من أحداث السابع من أكتوبر أدى إلى استغلال إسرائيل ذلك، ومحاولة استعادة جيشها قدرته على الردع في ظل الظروف الصعبة التي يواجهها الشعب الفلسطيني ضحية العدوان والاحتلال، والعالم يشاهد، ومصر وحدها تتحمل عواقب ذلك الصراع وتسعى للتهدئة، وتقديم كل الدعم لوقف نزيف الحرب وإنقاذ الشعب الفلسطيني الأعزل، وعدم حدوث كارثة أكبر مما هي الآن بالمنطقة.

وأنا هنا لست بصدد رفض المقاومة المشروعة للشعب الفلسطيني لاستعادة حقه المسلوب، ولكن كان يجب على حماس أن تدرك أنها بالفعل "أرادت أن تقطف ثمرة فقطعت شجرة".

وفي ظل المعاناة اليومية للمدنيين الفلسطينيين الذين أصبحوا جزءًا من الصراع، وفي المقابل على إسرائيل أن تدرك أنها حتى الآن لم تستطع أن تحقق أي نصر على كل الجبهات، ولم تستطع استعادة الأسرى، أو وقف صواريخ القسام وحماس وحزب الله والطائرات المسيرة للحوثيين.

والسؤال الذي يطرح نفسه الآن إلى متى ستظل الولايات المتحدة الأمريكية بهذا الموقف السلبي تجاه القضية الفلسطينية؟! حيث إنها لا تستطيع فرض رأيها على إسرائيل والوصول لاتفاق ووقف إطلاق النار، خاصة أن موقف إدارة "بايدن" غير واضح، وفشلت حتى الآن في تخفيف التوتر ونزع فتيل الأزمة؛ مما يؤكد ضعف تلك الإدارة الأمريكية وفقدها النفوذ والتأثير في المنطقة.

ومما لا شك فيه أن المعادلة صعبة للغاية خاصة في ظل قيام حكومة "نتنياهو" الإسرائيلية بتوسيع دائرة الصراع ومحاولة البحث عن انتصار ومجد وهمي وشخصي أو حفظ ماء الوجه؛ بسبب الهزيمة الحقيقية حتى الآن على أرض الواقع؛ بالرغم مما ألحقه جيش الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية وسياسة إحراق الأرض والقتل الممنهج! وهو ليس ذلك الانتصار المزعوم الذي تحقق على حساب دماء الأبرياء، والذي يفاخر به الساسة الإسرائيليون..

وحتى الآن إيران لم نسمع لها صوتًا ولا ضجيجًا، كما وعدت وهددت، سوى ما كان منها في إشعال الأزمة والزج بأعوانها لاستمرارية التوتر، مع تمسكها بعدم الدخول في مواجهة مباشرة مع إسرائيل، خاصة أن هذه اللحظة بمثابة اختبار حقيقي لـ"ملالي إيران" أمام العالم، بعد انتهاك سيادتها واغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس "إسماعيل هنية" على أرضها، مع استمرارها بمشاهدة الأزمة من الخطوط الجانبية، الأمر الذي يؤكد حقيقة موقفها الأزلي من القضية الفلسطينية.

أما عن الموقف المصري فهو واضح وساطع سطوح الشمس؛ فهو صريح لا يتغير تجاه القضية الفلسطينية وإعلان مصر رفضها لأي تواجد إسرائيلي في محور فلادليفيا، خاصةً بعد تصويت مجلس الوزراء الإسرائيلي على بقاء الجيش الإسرائيلي في المحور، يؤكد موقف مصر والقيادة السياسية الرافض لتصفية القضية الفلسطينية، وانتهاك اتفاقية السلام، وكذلك الحلول المرحلية والجزئية التي لم تعد تسمن ولا تغني من جوع لمشكلة الصراع العربي-الإسرائيلي؛ مما يجدد الصراع بشكل متزايد ودخول أطراف دولية وإقليمية.

في النهاية أقول: إن القضية الفلسطينية في قلب "مصر وشعبها"، وجميعنا خلف القيادة السياسية في أي قرار لمصلحة الوطن وخلف الجيش المصري الذي هو خير أجناد الأرض.

حفظ الله مصر، وحقق الله أمانينا باستعادة مقدساتنا، واستعادة الشعب الفلسطيني حقه وأرضه المسلوبة.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة