Close ad

74 عامًا على تحطم طائرة "نجمة ماريلاند".. كاميليا والمهراجا الهندي أشهر الضحايا| صور

31-8-2024 | 22:31
 عامًا على تحطم طائرة  نجمة ماريلاند  كاميليا والمهراجا الهندي أشهر الضحايا| صور74 عاما على تحطم الطائرة نجمة ماريلاند
سحر حسني

مرت مصر بالعديد من حوادث الطيران الجوى عبر تاريخها، ومن أشهر حوادث الطيران الجوى، حادث احتراق الطائرة "نجمة ماريلاند" في 31 أغسطس عام 1950م، وهى الرحلة رقم "903" التابعة لشركة الخطوط الجوية العالمية، والتي سقطت فوق قرية دست بمحافظة البحيرة بعد إقلاعها، وتوفي جميع ركابها.

الأهرام من قلب الحدث

 

ونقل مراسل "الأهرام" تفاصيل الواقعة من قلب الحدث، وعلى مدي عدة أيام توالت التغطية الخاصة به.

 ونشرت "الأهرام" في عددها الصادر صباح اليوم التالي للحادث في 1 سبتمبر عام 1950م على صفحتها الأولى تفاصيل ما حدث:

"مصر تشهد مأساة مروعة في عالم الطيران.. فاجعة أليمة تودي بحياة 55 راكبا في حادث اختراق طائرة"

 الملك فاروق يتلقى نبأ الحادث الأليم في حزن عميق.. ويوفد ياوره الخاص في درفيل لاستطلاع النبأ.

وفى تفاصيل الخبر:

"زار مستر ولتر كولنز،  مدير وكالة برنايند بريس في الشرق الأوسط مكان الفاجعة، وكتب تحطمت الطائرة في ساعة مبكرة من صباح اليوم إحدى طائرات شركة الخطوط الجوية العالمية، وهوت محترقة عند حافة الصحراء ، وقد قُتل ركابها الخمسة والخمسون، وكان من بينهم 32 أمريكيا وستة من المصريين".

محاولة الإنقاذ 

"حاول الطيار أن يعود إلى القاهرة ليقوم بهبوط مفاجئ، إلا أن جهاز الراديو في الطائرة قد اعتراه صمت مطبق، ومضت ساعات ثمان، والطائرة لا يسمع لها صوت، وأخيرا تمكنت إحدى الطائرات التي أرسلت للبحث من العثور على كومة محترقة من حطام الطائرة الكبيرة، وجثث الركاب من أشلائهم متناثرة على الأرض".

"وقد سقطت الطائرة على بعد 65 ميلا شمال غربي القاهرة، وخفت جماعات الإنقاذ إلى مكان الحادث وراحت تنقل الجثث، وكان من بين المسافرين 18 أمريكيا ومن بين بحارة الطائرة السبعة خمسة أمريكيين، وكان من بين المسافرين الأمريكيين المستر ايفريت موربيكر عميد معهد التكنولوجيا بماساشوستس، وكان أيضا على ظهر الطائرة بعض موظفي شركة الخطوط الجوية العالمية عائدين في طريقهم إلى الوطن".

كاميليا والمهراجا الهندي أبرز الضحايا

"وكانت إحدى الضحايا "كاميليا" كوكب السينما اللامع وكان على ظهر الطائرة أيضا المهراجا الهندي سنج بريتى.. إن هذه الجثث الخمسة والخمسين جثث المسافرين وأعضاء هيئة القيادة بما فيهم أولاد الطيار الثلاثة، وقد احترقت جميعا وشُوهت تماما، حتى أصبحت من المستحيل معرفة معظم هذه الجثث التي اكتسبت بلون الفحم فهنالك عشرون جثة قد ترامت بعضها فوق بعض وسط حطام، بينما تناثرت الجثث الباقية بعيدا عن تلك البقعة السوداء مسافة قدرها مائة ياردة أو أكثر، وربما كان ذلك نتيجة لتلك المحاولات اليائسة التي بذلها المسافرون للنجاة أو الفرار من الموت، ولقد مضى الآن على تحطيم الطائرة 14 ساعة، أى إن الحادث وقع في الساعة الثانية صباحا وأخذت الجثث التي ابتلعتها النيران تتفكك وتتحلل".

وحكي مبعوث "الأهرام" قائلا: "وأنني الآن اكتب هذه الرسالة وأنا جالس في إحدى طائرات شركة الخطوط الجوية العالمية التي هبطت بعد ظهر اليوم عند إطراف الصحراء على مدى ثلاثة أرباع الميل من حطام الطائرة الكبيرة، وها أنذا أرى وأنا اكتب هذه الرسالة بعض بقايا الضحايا الخمسة والخمسين وهم يُنقلون إلى الطائرة ويوضعون الواحد إلى جوار الأخر على أرضها، وإنه لعبء ثقيل على هذه الطائرة الصغيرة إن تنقلهم جميعا، ولعل إحدى الصعوبات العظمى التي واجهت المستر جو لنزكوس مدير فرع شركة الخطوط الجوية العالمية في الشرق الأوسط، هو الوصول إلى حيث احترقت الطائرة،ولم يبق منها إلا تلك البقعة القائمة".

عمل تخريبي

وقد صرح أحد موظفي الشركة فقال:"انه لا يستبعد إن يكون ثمة تخريب، فهذا ممكن، فالطائرة لم تمكث في مطار فاروق إلا 45 دقيقة، في طريها إلى أثينا".

واستكملت "الأهرام" عرض الموضوع في صفحتها الثانية وتحت عنوان "جلالة الملك" نقلت عن وكالة رويترز:(جلالة الملك يهتم اهتماما خاصا بالحادث، ونقلت وكالة رويتر من باريس إن شركة الخطوط الجوية العالمية قد تلقت رسالة من جلالة الملك فاروق يقول فيها ألأنه يبعث بياوره الخاص إلى مركز الشركة في باريس ليحصل على أكبر قدر ممكن من المعلومات عن هذا الحادث، ويعرب استعداده للمعاونة، خصوصا إن هذا الحادث وقع في بلاده).

وأفردت "الأهرام" في عددها الصادر في 2 سبتمبر عام 1950م عبر صفحتها الأولى لتفاصيل جديدة، فأكدت:

(الطائرة المنكوبة في رحلتها المشئومة .. منذ مغادرتها مطار فاروق إلى العثور على حطامها في الصحراء)

"أمكن التعرف أمس على 30 جثة من الضحايا واستحالته في 25 جثة أخرى).

تحقيقات الكارثة الجوية

وقال مندوب "الأهرام": "بالأمس تحطمت الطائرة "نجمه ماريلاند" رحلة رقم 903 التابعة لشركة الخطوط الجوية العالمية على مسافة 65 ميلا من القاهرة، واحترق جميع ركابها، وعددهم 55 بين رجل وسيدة وطفل من مختلف الجنسيات، وكان من أشهرهم الفنانة كاميليا، وكانت الطائرة متجهة إلى روما، ولكنها ما كادت تغادر مطار فاروق بثلاثين دقيقة حتى اندلعت فيها النيران وهوت على الأرض من ارتفاع أربعة آلاف وخمسمائة قدم، فاستحالت إلى كومة من الرماد، واستحال ركابها التعساء إلى جثث اصطليت بلون الفحم وتناثرت أشلاؤها في مسافة واسعة مشوهة جميعا بحيث لا يكاد يتعرف عليها أحد".

"ولقد قامت الطائرة المنكوبة من مطار فاروق الجوى في الساعة الأولى والدقيقة 35 صباحا، فتولى برج المراقبة إرشادها، ثم تولي هذه المهمة قسم مراقبة الاقتراب، ثم قسم المنطقة، وبعد 20 دقيقة من قيام الطائرة اتصلت بمراقبة المنطقة، وـبلغ قائدها المراقبة أنه كان في الساعة الأولى والدقيقة 43 على مسافة 25 ميلا من مطار فاروق، وأنه يتوقع إن تصل إلى روما في الساعة السابعة والنصف، فطلب إليه ضابط المراقبة إن يتصل به في الساعة الثانية والنصف؛ لإعطائه بيانات عن موقع الطائرة في تلك الساعة، وكان أخر اتصال بالطائرة ومراقبة مطار فاروق الجوى، بل ربما كانت هذه العبارة أخر ما نطق به قائد الطائرة قبل إن يلقى حتفه وقبل أن يلفظ ركابه أنفاسهم الأخيرة على هذه الصورة الأليمة".

وقد تم أمس تسليم بعض الجثث إلي ذويهم ممن تعرفوا على قتلاهم، ووصلت والدة النجمة كاميليا على إحدى الطائرات القادمة من قبرص لحضور تشيع جنازة كريمتها، ونُشر نعيها في نفس اليوم بالصفحة التاسعة:" السيدة أولجا كوهين وأولادها والأصدقاء ينعون بمزيد من الحزن والآسي الآنسة ليليان كوهين "كاميليا" وستشيع الجنازة في تمام الساعة الخامسة والنصف من بعد ظهر اليوم من ميدان الإسماعيلية إلى كنيسة القديس يوسف بشارع عماد الدين، أمام بنك مصر، وتقتصر التعزية على تشيع الجنازة تغمدها الله بواسع رحمته وأسكنها فسيح جناته".

واستمرت "الأهرام" في تغطيتها للحادث خلال أيام شهر سبتمبر:"لا تزال اللجنة الفنية المؤلفة في مصلحة الطيران المدني برئاسة الأستاذ محسن شهاب الدين مراقب الأقسام الفنية بالمصلحة تواصل التحقيق الفني في حادث الطائرة المنكوبة، ويشترك معها فية الخبراء الأمريكيون في مصلحة الطيران المدني الأمريكى، ومما تهتم به اللجنة نقل محرك الطائرة الذي عثر عليه بعيدا عن مكان الحادث، إلى القاهرة وفك أجزائه قطعة قطعة، وبحيث هذه القطع في دقة، عسي أإن يؤدى ذلك إلي الوقوف على سبب النكبة".

"وكان متوقعا أن تصل إلي القاهرة مساء أمس إحدى طائرات الشركة صاحبة الطائرة المنكوبة لتنقل عليها جثث 26 شخصا من الضحايا إلي الخارج، غير إن هذه الطائرة لم تصل أمس".

"ويواصل الفنيون التحقيق والبحث في حادث الطائرة "ستار أوف ماريلاند" بقية الوقوف على أسباب نكبتها ويعلل بعض الخبراء هذا الحادث بأن الطيار بعد أن غادر مطار فاروق لاحظ وجود عطل في أحد المحركات الطائرة، فقام بفصل هذا المحرك عن الطائرة بوساطة جهاز خاص معد لهذا الغرض، وذلك لكي يتجنب النكبة، وكان يبدو أن الخطر ظل قائما، واشتعلت النار في الطائرة، فاضطر قائدها إلى الهبوط فاصطدمت طائرته بالأرض وحدثت الكارثة".

أيقونة الجمال

ونالت تلك الحادثة شهرة كبيرة؛ بسبب وفاة الفنانة كاميليا على متنها، وقد لُقبت بعدة ألقاب منها "أيقونة الجمال، قطة السينما المصرية الشقراء، ملكة الأنوثة الطاغية، فنانة الإغراء"، وقد ولدت ليليان فيكتور ليفي كوهين في 13 ديسمبر 1929م في حي الأزاريطة بالإسكندرية، لأم مسيحية كاثوليكية مصرية من أصل إيطالي اسمها "أولجا لويس أبنور"، وأب فرنسي لا يُعرف من هو، إلا أنها نُسبت إلى صائغ يهودي يوناني ثري اسمه "فيكتور ليفي كوهين"، واحتفظت بديانة والدتها المسيحية، التحقت بالمدرسة الإنجليزية، وعاشت وأمها من إيراد بنسيون تملكه، واكتشفها المخرج "أحمد سالم" في عام 1946م بعد أن التقي بها مصادفةً بسابق للخيل، اختار لها اسم "كاميليا" اسماً فنياً، وخصص لها مدربين علي التمثيل والرقص وأستاذة في الأتيكيت.

وقد ضمها يوسف وهبي لفيلمه "القناع الأحمر" عام 1947م بعد أن دفع 3 آلاف جنيه قيمة الشرط الجزائي لسالم، وشاركت في نفس العام في فيلم "الكل يغنيط، وتوالت الأعمال حتى بلغت 21 فيلماً طوال مشوارها القصير، الذي لم يتخط الأربع  سنوات منها :"خيال امرأة، فتنة، شارع البهلوان، أرواح  هائمة، بابا عريس، قمر14، آخر كدبة" كما شاركت في الفيلم العالمي "طريق القاهرة" بترشيح من المخرج ديفيد ماكدونالد، وآخر أفلامها "العقل زينة".


٧٤ عاما على تحطم طائرة  نجمة ماريلاند ٧٤ عاما على تحطم طائرة نجمة ماريلاند

٧٤ عاما على تحطم طائرة  نجمة ماريلاند ٧٤ عاما على تحطم طائرة نجمة ماريلاند

٧٤ عاما على تحطم طائرة  نجمة ماريلاند ٧٤ عاما على تحطم طائرة نجمة ماريلاند

٧٤ عاما على تحطم طائرة  نجمة ماريلاند ٧٤ عاما على تحطم طائرة نجمة ماريلاند

٧٤ عاما على تحطم طائرة  نجمة ماريلاند ٧٤ عاما على تحطم طائرة نجمة ماريلاند
كلمات البحث
الأكثر قراءة