Close ad

نتنياهو وحفرة يوم القيامة والثأر

31-8-2024 | 15:20

من مكاسب الحروب الدامية مع العدو الصهيوني التي لا نتوقف عندها كما ينبغي؛ التراجع "الكبير" في ثقة العدو بنفسه، وتنامي مخاوفه من "الغد" وكثرة الحديث على لسان قادته عن أنه أصبح يواجه مأزقًا "وجوديًا" لأول مرة منذ زراعته "كغدة سرطانية" في العالم العربي..

يمثل نتنياهو  كل قادة الصهاينة والمغتصبين؛ وهو الاسم الصحيح لما يُطلق عليهم المستوطنين، فلا ينفرد بالإجرام والوحشية والإصرار على الاستمرار في قتل وتجويع وتعطيش..

أعد الشاباك"؛ جهاز الأمن العام الصهيوني "مخبأ" وملجأ لرئيس وزراء الصهاينة نتنياهو وللوزراء الكبار ليكون الملجأ لهم عند الهجوم المنتظر من إيران، أو أي تصعيد محتمل من حزب الله.

اسم المخبأ حفرة يوم القيامة، وهو بمثابة المركز الوطني لإدارة الأزمات تحت الأرض في القدس المحتلة.

قام "الشاباك" ببناء هذا المخبأ بعد "هزيمة" الصهاينة في لبنان عام 2006 واضطرارهم للانسحاب؛ حيث أوصت به لجنة "فينوغراد" التي ترأس لجنة التحقيق في كشف أسباب إخفاق الصهاينة في حرب لبنان عام 2006، وأنفق الصهاينة مليارات الدولارات لبنائه واستغرق البناء عدة أعوام واستفادوا من تجارب مدن أمنية مماثلة أمريكية تحت الأرض..

يعود الفضل لحزب الله في اضطرار الصهاينة لبناء حفرة يوم القيامة، "اعترافًا" منهم بزوال أسطورة الجيش الذي لا يقهر، وانتهاء شعورهم بالأمان المطلق وفشل غرورهم بالادعاء على لسان الوزير الصهيوني موشي ديان بأنهم يستطيعون احتلال بيروت فرقة موسيقية. 

لقد تغير الوضع تمامًا وأصبح التهديد "الحقيقي" يأتي من جنوب لبنان، ورأينا "تهجير" الصهاينة من شمال فلسطين المحتلة لأول مرة خوفًا من حزب الله.
 
وطلب الصهاينة عبر وساطات دولية أن يتراجع حزب الله من الحدود لما بعد نهر الليطاني ليتمكنوا من إعادة سكان المستوطنات إلى بيوتهم، ورد رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري قائلًا: "الأسهل أن يتراجع النهر وليس الحزب"..

جاء رد حزب الله "الأولي" على اغتيال القائد فؤاد شكر بإطلاق صواريخ على قاعدة "غليلوت" للمخابرات الصهيونية في عمق الكيان وعلى مقربة 1500متر من تل أبيب، ولم يرد الصهاينة بعد تهديد حزب الله أن أي عدوان على المدنيين سيكون العقاب مؤلمًا.

تستوعب حفرة يوم القيامة  مئات الأشخاص وهي مخصصة لكبار المسئولين وبها كل مواصفات الإقامة الكاملة من أماكن للنوم ومخازن للطعام والمياه ليتمكن قادة الصهاينة من البقاء بها لفترات طويلة.

تم تحصينها  لحمايتها من جميع التهديدات فهي تتحمل الزلازل والأخطار النووية والكيمائية والبيولوجية وبالطبع الأسلحة التقليدية وتتصل بكل المخابئ وبقيادة الجيش ومجهزة لإدارة الحروب ليتمكن القادة وهم في "المخبأ" من التصدي للأخطار الحربية والأمنية.

ذكرت صحيفة هآرتس الصهيونية أن نتنياهو سبق وأن اختبأ وزوجته في ملجأ مضاد للصواريخ في منزل عائلة الملياردير اليهودي الأمريكي سيمون فالك في القدس المحتلة، وقد تم تجهيز حفرة القيامة مجددًا، وأكدت صحيفة يديعوت أحرنوت أن 95% من المخبأ تحت الأرض، وهو منفصل تمامًا عن العالم، وذكر موقع "والا" العبري أن نتنياهو ينوي اللجوء إليها عند اندلاع الحرب الشاملة.

ولا ننسى تعهد أمريكا بالدفاع الدائم عن الصهاينة ضد أي اعتداء وتعامي أمريكا وحلفائها عن مذابح الصهاينة ودعمها في مواصلة إبادة غزة على مرأى ومسمع العالم أجمع..

قد يستطيع نتنياهو وقادته الصهاينة "الاختباء" في الحفرة لبعض الوقت؛ لكنهم لن يستطيعوا أبدًا "الإفلات" من الحفرة التي أوقعوا أنفسهم بها هم وآباؤهم وأجدادهم الصهاينة السفاحين سارقي فلسطين، وقتلة الأطفال والنساء؛ فهم يتجاهلون حقيقة تاريخية أن ما من شعب "واصل" الكفاح لطرد الاحتلال وسحقه إلا كان النصر حليفه، وأنهم يواجهون شعبًا من نوع فريد أشبه بالأساطير؛ فكلما "ارتقى" شهيد تضاعفت الهمم وتنامت العزيمة واشتدت السواعد واختفى الخوف وحل محله المزيد والمزيد من الشجاعة وتضاعفت التحديات وازداد "اليقين" بالنصر..

نتوقف عند يوم 29 أغسطس الحالي حيث أرسل الصهاينة فرقة عسكرية كاملة لحصار "شاب" فلسطيني في الضفة الغربية، وكالعادة لم يستسلم وأدار معركة باسلة حتى "فاز" بالشهادة..

فقد استشهد محمد جابر قائد كتيبة طولكرم في سرايا القدس بعد اشتباكات دامية مع الاحتلال، وقد فشل الصهاينة في اغتياله في مرات سابقة وأطلقوا عليه الشهيد الحي..

وأعلن الصهاينة من قبل اغتياله بعد اجتياح واسع للمخيم في الضفة الغربية واحتجاز جثته!! وبعدها ظهر في فيديو محمولًا على الأكتاف ويطلق الرصاص في الهواء متحديًا الصهاينة..
من أقواله: "لا أحب أن أحكي، الميدان هو الذي يحسم، حكوا كثيرا ولا أحب أن أتحدث، الميدان هو الذي يتحدث".

محمد جابر وشهرته "أبوشجاع" من مواليد 1998، وبدأ مقاومة الصهاينة مبكرًا واعتقلوه لأول مرة وهو في السابعة عشرة من عمره، ثم اعتقلوه ثانية وقضى في المرتين خمس سنوات، بالإضافة لاعتقال السلطة الفلسطينية له مرتين.

قال الشهيد في مقابلة خاصة قبل استشهاده بأسبوعين: "إذا اغتالني العدو، أنا أو أي أحد، فإننا سنستمر، فالقضية لا تقف عند شخص واحد، بل يوجد أجيال ستدافع عن الحق، وأكبر دليل على ذلك أنه في كل منزل من منازل طولكرم يوجد شهيد أو شهيدان والمقاومة مستمرة".

قالت سرايا القدس في نعيه: لا وقت لنا للرثاء وللبكاء، قسمًا سنحسن الثأر.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة