Close ad

مصر والنيل.. وحسابات الزمن

1-9-2024 | 11:19

عاشت مصر كفتاة حسناء تجاور نيلها العظيم، جمعهما حب أبدي راحا يتغنيان به وبأنشودته الخالدة منذ القدم، تمايلت أشجارها معانقة نخيلها، وراحا يهمسان لبعضهما بعضًا، يعترفان بسرهما الأزلي لنهر النيل الذي آواهما، وظل يرويهما على مر الزمن، ذلك النهر الذي كم سبحا في مائه واغتسلا فيه معًا.

جاء الندى ليسقط قطراته المتلألئات على أجمل زهورها التي زينت بها وبعبيرها ربوع أرضها وبساتينها، صنعا معًا مشهدًا بالغ الحسن، مشهدًا باقٍ من يومها وحتى يومنا، طالت جبالها الشاهقات سماءها الصافية، سماءها التي كانت تحاكي بصفائها نقاء قلبها، راحت طيورها تغرد وتردد على الكون لحنها، تخبر الجميع عن قدرها وعظمة مجدها، عن سر رفعتها وعلو شأنها، هذه هى مصر التي نحبها بكل ما فيها، نهواها كما هى دون مبالغة نمجدها، ونعشق ترابها.  

أقامت مصر حضارتها بجهدها وعرق أبنائها المخلصين لها، نسجت من قطنها وكتانها ملبسًا يتحدث عن تقدمها على مثيلاتها في زمن كان فيه أغلب البشر بلا ستر وبلا مأوى، صنعت من نبات البردي صفحات موسوعة تاريخها، دونت حضارتها حتى امتلأت سطورها، عرفها العالم وأدرك عظمتها وسر خلودها، لم تكن مصر تسعى للاعتداء على غيرها، كان هذا دأبها في أمسها، في يومها، وفي غدها، النبل والترفع سلسال طبعها، الأصالة رداؤها والكرامة معدنها الذي لم ولن يتغير مهما تغيرت البلدان والأمم. 

تعالت الأصوات المدعية الحاقدة التي طالما استنكرت على مصر حقها الكامل في ملكيتها لتاريخها وحضارتها التي أقامتهما وأسست قواعدهما بنفسها وبسواعد أبنائها دون خلط لأوراق أو تدبير لحيل أو تخطيط لحرمان الغير من حقوقهم فحقهم كحقها، تعالت واختلطت الأصوات الناطقة بالكذب والادعاء تريد أن تؤثر على مستميعها، تجمعت مكائدهم واتفقت أهدافهم للنيل من مصر؛ بقيت مصر وستبقى في آثارها ساكنة، مقيمة في معابدها وكنائسها ومساجدها، بقيت في معجزة أهرامها التي ملأت قلوب كارهيها من قبل الدهشة والإعجاب حقدًا عليها وحسدًا لها. 

تمددت حركة المركزية الإفريقية-الأفرو سنتريك- تلك الحركة التي تم الإعداد لها منذ أكثر من قرن من الزمن بهدف نسف مفهوم ومعنى الهوية الوطنية، كذبة تم تخليقها في جحور هؤلاء الذين يريدون انتزاع الحضارات من أصحابها، لصوص التاريخ الذين يتحركون في الظلام بكل تحد وسفور، ساعين لتطبيق فكرة سيتم وأدها في مهدها على أيدي المصريين، فحسابات الزمن تختلف من بلد إلى بلد، من موقع إلى آخر، لذا فإن حلمهم سيتحطم وتتهاوى أسطورتهم بأيدينا وفوق أرضنا. 

لن ترهب مصر فكرتكم أو أيدلوجيتكم الظالمة، فتاريخ مصر وجغرافيتها ينطقان باسمها، يعرفانها ويتحدثان بلغتها، كفاكم تعجلًا لأمركم فنهايتكم حتمًا ستكون على يدنا؛ فالله دائمًا معنا.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
وسلامًا يا بلادي

أحس أنينكِ، أسمع شكواكِ، أشاهد حيرتك التي تملكتك، أعلم تمامًا مقدار حزنك الذي انفجر كفيضان ثائر عبر تلك الدمعات الغاليات التي تسكبينها تأثرًا وألمًا، شاهدتك هناك تبحثين عن شاطئ أمانك

الأكثر قراءة