في ذكراه الـ 18.. جولة لـ«بوابة الأهرام» داخل متحف أديب نوبل «نجيب محفوظ» | فيديو وصور

18 عاما اكتملت اليوم الجمعة منذ رحيل نجيب محفوظ، وما زال أديب نوبل صاحب حظوة ومكانة رفيعة في القلوب لم يحصدها كاتب مصري من قبل، وهو ما يجعل من متحفه بالجمالية مزارا مهما لكل المصريين، وكل العرب ما بين المحيط والخليج.

نجيب محفوظ، الحلم والمثل الأعلى لكل مثقف عربي، تتجول "بوابة الأهرام" اليوم الجمعة في رحاب متحفه بالجمالية، ذلك المتحف الذي كانت عدسة "بوابة الأهرام" في عام ٢٠١٩ وقت خروجه للنور أول من يدخل إلى رحابه.

محفوظ الكاتب العربي الوحيد المتوج بجائزة نوبل للآداب، وصاحب المقام الرفيع في الحياة الأدبية المصرية، وأحد أركان القوى الناعمة المصرية الكبرى عالميا، الذي لعب دورًا مركزيا في تعزيز الهوية المصرية، يطل على محبيه من مسقط رأسه في الجمالية، حيث تكية محمد أبو الدهب، التي تحتضن متحفه ومقتنياته، والتي تمثل زيارة فريدة لكل أسرة مصرية.

 

- المتحف مفتوح مجانا للجمهور العام حتى غد السبت

ويستقبل متحف نجيب محفوظ، التابع لصندوق التنمية الثقافية، برئاسة الأستاذ الدكتور وليد قانوش، زائريه مجانا، في مقر المتحف الكائن بتكية محمد أبو الدهب بجوار الجامع الأزهر، حتى غد السبت ٣١ أغسطس، وذلك ضمن خطة وزارة الثقافة وصندوق التنمية الثقافية للاحتفاء بذكرى رحيل الأديب العالمي نجيب محفوظ، وهو ما يمثل فرصة رائعة لزيارة المتحف الذي افتتح منذ ٥ سنوات فقط.

- مسيرة لا تنسى

كتب نجيب محفوظ منذ الثلاثينات، واستمر حتى 2004 وتدور أحداث جميع رواياته في مصر، وتظهر فيها سمة متكررة هي الحارة التي تعادل العالم.

من أشهر أعماله: الثلاثية، وأولاد حارتنا، ويُصنف أدب محفوظ باعتباره أدباً واقعياً، ويُعد محفوظ أكثر أديب عربي نُقلت أعماله إلى السينما والتلفزيون.

 

- سيناريو العرض المتحفي

قام بتقديم سيناريو العرض المتحفي المهندس الاستشاري كريم الشابوري، والذي يصادف أيضا أنه واضع سيناريو العرض المتحفي لمتحف نجيب محفوظ الطبيب، الذي سمي نجيب محفوظ الأديب باسمه تقديرا له.

المتحف شهد الأسبوع الماضي زيارات لطلاب الجامعات المصرية وخريجي الثانوية العامة للاقتراب من عالم أديب نوبل، وذلك تحت إشراف الكاتب الصحفي طارق الطاهر، المشرف على المتحف.

 

- مقتنيات خاصة

ابنة نجيب محفوظ كان لها دور فاعل في تجهيزات متحف أديب نوبل، وأهدت للمتحف، عشرات الصور الفوتوغرافية التذكارية لأديب نوبل، والدروع والنياشين وعدة السمع، وساعة معدنية، ومبسم السجائر، وغيرها من مقتنيات محفوظ الشخصية.

يقع المتحف في تكية محمد أبو الدهب بالغورية، وهي التكية التي كانت مقصدا لعابري السبيل والمتصوفين والدراويش وطلاب العلم.

 

- مراحل سيرة ابن الجمالية

المتحف يتناول عدة مراحل من سيرة أديب نوبل خلال قاعات العرض المتحفي ما بين نشأته وحياته الشخصية مرورا بمشواره الأدبي ككاتب مرموق والجوائز التي حصل عليها محليا وعالميا في مقدمتها جائزة نوبل.

تستعرض القاعات أعمال محفوظ الأدبية وتحول بعضها إلى أفلام سينمائية شارك فيها كبار الفنانين، كما يحتضن المتحف شخصيات من روايات نجيب محفوظ، بشكل يجعل الزائر يشعر بالفعل أنه بداخل عالم محفوظ، ليس فقط من خلال رواياته، ولكن أيضا من خلال الأفلام التي تعرض لقاءات مع محفوظ تعكس أفكاره وفلسفته الكامنة وراء أعماله الأدبية، واستعراض لقيمة محفوظ في إعادة اكتشاف القاهرة التاريخية أدبيا وإنسانيا وأثريا مثلما تجلى في ثلاثيته الشهيرة.

- قاعة الحارة

تبدأ رحلة الزائر داخل المتحف من "قاعة الحارة"، التي تبلغ مساحتها 27 مترا، وهي التي تتعرض لعلاقة نجيب محفوظ بالحارة المصرية التي ألهمته في الكثير من إبداعاته، وتهدف القاعة إلى الغوص في تفاصيل الحارة المصرية المتمثلة في أزقة وحواري القاهرة، وتقدم القاعة من خلال الوسائط السمعية والبصرية، مادة فيلمية عن الحارة وعلاقتها بأديب نوبل.

 

- مشوار حياة

القاعة الثانية داخل المتحف تحمل عنوان "أصداء السيرة" وتبلغ مساحتها 45 مترا مربعا، وتمثل القاعة الجانب الشخصي من حياة محفوظ ومشوار حياته وأدبه، من خلال أراء النقّاد الذين أجمعوا أن مسيرة محفوظ الإبداعية تلخّص تطوّر فن الرواية العربية في مراحلها التاريخية والواقعية والرمزية والملحمية، ولولاه لظل الطريق غير ممهد للأجيال التالية، وجاء تصميم القاعة ليقسمها إلى قاعتين متصلتين تتناول حياة محفوظ بجميع مراحلها مع عرض لمتعلقاته الشخصية واستحضار شخصه بالمكان.

- تكية أبو الدهب

سحر المبنى الأثري، الذي يضم المتحف يلقى بظلاله على الزائر طوال جولته بالمتحف، وقد بدأ الأمير محمد أبو الدهب في بنائه عام 1703م، ويعتبر المسجد الملحق بالتكية من المساجد المعلقة، التي بنيت مرتفعة عن مستوى الطريق، استخدم الموقع في بداياته ليكون مدرسة تساعد في استيعاب الأعداد المتزايدة من الطلاب الوافدين على الأزهر، ويعد مسجد محمد أبو الدهب رابع المساجد التي شيدت في العصر العثماني، بعد مسجد سارية الجبل بالقلعة، مسجد سنان باشا ببولاق، مسجد الملكة صفية بالدواودية.

- تجليات

ثالث القاعات داخل المتحف، هي قاعة التجليات التي تتناول فلسفة محفوظ من خلال سلسلة من النفاشات قدمها مع الكاتب الكبير جمال الغيطاني في حلقات تجليات مصرية، قد أولى الغيطاني اهتماما كبيرا بأدب نجيب محفوظ وقاهرة نجيب محفوظ التي تمثلت في رواياته بشكل خاص، وهو ما سيعايشه زوار المتحف من خلال المواد الفيلمية المعروضة بين محفوظ والغيطاني، والتي تقربنا كثيرا من حياة أهم وأشهر أديب عربي.