تم تكريم الفنانة نسمة عبد العزيز، عازفة «الماريمبا» فى الدورة الـ 32 ضمن المكرمين فى مهرجان القلعة الدولى للموسيقى والغناء، كما انطلقت فعاليات اليوم الأول، بعزفها لعدة مقطوعات متنوعة من الموسيقى القديمة والحديثة.
موضوعات مقترحة
أهم ما يميز الفنانة نسمة عبد العزيز، فضلا عن أنها متفردة فى عزفها، على آلة الماريمبا وربما تعد الأولى فى الوطن العربى، التى تلعب على هذه الآلة، أنها دائمة السعى والاجتهاد تشتغل على نفسها طيلة الوقت تدرس وتحصل على دورات تعليمية، وهى اليوم أستاذ فى معهد الكونسرفتوار كما أنها تلعب على آلات مختلفة.
عقب التكريم كان لنا معها هذا الحوار...
تقول فى بداية الحوار: سعيدة جدا بتكريمى من دار الأوبرا لمصرية، فى «مهرجان محكى القلعة الدولى للموسيقى والغناء»، فهذا المهرجان غال على قلبى جدا، وبرغم التكريمات الكثيرة التى حصلت عليها، فإن مهرجان القلعة ودار الأوبرا المصرية، التكريم منهما له مذاق مختلف، خصوصا أننى تربيت فى دار الأوبرا المصرية منذ صغرى، وبدأت حياتى الموسيقية فى مهرجان محكى القلعة، وكانت أول حفلة كعازف صولو وهذا المهرجان عزيز على قلبى، ودار الأوبرا تعلمت منها الكثير مثل معهد الكونسرفتوار، وكل الناس الذين قابلتهم تعلمت منهم الكثير فى عالم الفن.
وتضيف: أى مهرجان شاركت فيه، وأى حفلة أحييتها فى العالم كانت مسئولية كبيرة، لأننى أمثل بلدى، أى مكان أذهب إليه أحرص على تقديم توليفة مختلفة أقدمها أجمع فيها بين الغربى والشرقى، أعزف التكنيك الغربى الخاص بالآلة الموسيقية الخاصة بهم وفى نفس الوقت، أجعلهم يسمعون مزيكا شرقى على آلة ليس بها ربع تون، منها أن يتعرفوا على موسيقانا وأن لدينا القدرة على تطويع الآلات بشكل مختلف، أى مهرجان أشارك فيه تعلمت منه الكثير، وفى أى بلد كنت أسافر إليها كنت أحرص دائما على عمل ميكس بين الموسيقى عندنا، وموسيقى هذا البلد الذى أحل ضيفة عليه، وأتمنى أن أكون مثال مشرف فى مصر.
تواصل: أشعر بسعادة كبيرة وأنا أعزف، وأشعر أن الماريمبا الباب الرئيسى للسعادة وأحب أن يستمتع الجمهور بها كما أستمتع بها، هى تحولت إلى عمل ومسئولية، وتعبت فيها كثيرا وأحيانا يكون هناك إحباطات عند العمل، لكن الهدف الأساسى عندى هو نشر السعادة، وأن كل الناس تسعد بالموسيقى وبآلة الماريمبا، أريد أن أرسم البسمة عل وجوه الناس، وأتمنى أن أنشر السعادة والإيجابية.
تقول: من الأشياء الغالية على قلبى أننى تجولت فى كل محافظات مصر، وقدمت حفلات على مسارح الأقاليم، وهذه أشياء جميلة، ومن ضمن الحاجات الحلوة التى قدمتها لنا «الأوبرا»، طبعا طول الوقت أنا فى حالة عمل، ودائما أقدم مزيكا جديدة ومختلفة لكن كل مكان أذهب إليه، له طابع مختلف من طعم البلد، دائما أحاول فى شغلى أن أضع فى البرنامج فقرة عن موسيقى البلد الذى أذهل إليه، كل مكان أحاول أن أقترب منه بالمزيكا التى أقدمها، وطبعا دائما أفضل تقديم مزيكا فيها تكنيك وفرحة، أنا أذاكر كثيرا، حتى لو لم يكن عندى حفلة، لكى أقدم موسيقى جيدة، وأكون جاهزة لكل جديد، ربنا أكرمنى من أول بداية حياتى بحب الناس، ودعاء والدتى، هى أول داعم لي، وبعد ذلك يأتى زوجى وأصحابى الطيبون وأساتذتى.
تواصل الفنانة: دخلت معهد الكونسرفتوار من صغري، فى الصف الأول الابتدائى كنت ألعب «كمانجا»، وتخصصت فى قسم آلات الإيقاع بجانب الماريمبا» وكنت أعزف الإكسلفون، وكان المفروض أن يكون التخصص من أولى ثانوى فدخلت «كمان» وعملت على آلات النفخ والإيقاع، وبعد ذلك لعبت على آلة الماريمبا، وطبعا أغلب الدارسين والمتخصصين عندما يحضرون حفلاتى يعرفون أننى ألعب على آلات كثيرة.
وتوضح: تعلمت فى مدارس كثيرة وحصلت على كورسات، وربنا أكرمنى بأساتذتى فى معهد الكونسرفتوار، علمونى أشياء كثيرة، وأكن لهم كل تقدير واحترام وكل بلد كنت أسافر إليه، كنت أتعلم منه شيئا، يضيف لتكنيك الموسيقى عندى، وحصلت على كل ما يناسبني، وأنا من وقت لآخر دائما أحصل على دورات، وطيلة الوقت أتعلم وأشتغل على نفسى عكس ما يعتقد البعض.
ليس عندى وقت، الاجتهاد جميل، وطبعا أنا دراستى غربي، وفكرة أن ألعب على آلة مثل «الماريمبا»، غربى وليس بها ربع تون وألعب عليها موسيقى شرقية طبعا شىء ليس سهلاً، كنت ألعب رياضة، لكن حاليا للأسف لا أعتمد إلا على المشى، طبعا الرياضة مهمة، وشغلى معتمد على الحركة، بعد كل حفلة أكون سعيدة بحب الناس، بعد الحفلة ألتزم الصمت وأحمل هم الحفل المقبل.
هناك حفلات ظلت فى قلبى وغالية على، لأنها كانت بمثابة تحد، كنت صغيرة وقتها، لكن ربنا أكرمنى، وعزفت كونشيرتو لم يعزف سابقا فى مصر ولا فى أى دولة أخرى، ولا فى الشرق الأوسط، كان عملا صعبا لآلات الإيقاع، وكان الحفل بحضور المؤلف نفسه «ربوت هوملن» وهو مؤلف ألمانى، تحدث عنى كثيرا وقال كلاما طيبا.
وتستمر فى حديثها قائلة: «حفلة الماجستير والدكتوراه كانت غالية على قلبى، وتعلمت أن أشتغل على الجانب العملى إلى الجانب النظرى، التكريم الذى حصلت عليه، ضحكة حلوة من ولد وبنت صغيرة فى الحفل تفرح قلبي، ودائما أحمد ربنا على نعمه الكثيرة.
جمهور القلعة متنوع جدا، أفضل شىء فيه أننى أقابل جمهورا مختلفا يحتاج إلى فن مختلف، وكان هذا فى بداية طريقى مع مهرجان القلعة، خصوصا أن الناس لم تكن تعرف آلة «الماريمبا»، لكن حاليا الوضع اختلف والناس أصبحت تأتى للمهرجان لحضور حفلتى، وهذا يسعدنى كثيرا، وهو مهرجان من طبقات مختلفة.
منذ بداية عزفى على آلة «الماريمبا»، لم يتغير فى شىء، دائما أرى أن الاجتهاد سبيل النجاح، وليس هناك شىء سهل وما يأتى بالسهل يذهب.