Close ad

في ذكرى رحيله.. نجيب محفوظ: أتجنب الكتابة قبل النوم ووفاة توفيق الحكيم أحدثت فراغًا كبيرًا في نفسي | فيديو

30-8-2024 | 08:36
في ذكرى رحيله نجيب محفوظ أتجنب الكتابة قبل النوم ووفاة توفيق الحكيم أحدثت فراغًا كبيرًا في نفسي | فيديوالأديب الراحل نجيب محفوظ
سارة نعمة الله

لا يدخل أحد إلى عالمه الخاص إلا ويجد روحه تطوف في أروقة الأزمنة والشخصيات التي يتحدث عنها، فكل منا لربما وجد روحه في أحد أبطاله الذين نسجهم من رحم بيئته التي لم يتخل عنها حتى بعد وصوله للعالمية، فقد ظل عالمه الشعبي من "الحرافيش" عنوانًا بارزًا لرحلته التي اتصل بها مع الآخر.

موضوعات مقترحة

بعبقريته المتفردة في رصد الحارة المصرية، ونسج أحداث في رواياته تحمل توليفة المجتمع المصري بكل طوائفه السياسية والاجتماعية، كان الأديب الراحل نجيب محفوظ سابقًا لعقود زمنية في تقديمه لرواياته بصورة مرئية يمكن لقارئها الارتباط بها وإطلاق العنان لخياله للدخول في هذا العالم، حتى أن عالم نجيب محفوظ الأدبي نجح في خلق تيار خاص أحتفظ فيه بمتعة الشغف والدأب في قراءة النص الروائي أكثر من مرة بالرغم من تقديم جزء كبير من أعماله الأدبية في السينما الأمر الذي كان من الممكن أن يجعل الارتباط بأعماله سينمائيا فقط.

نجيب محفوظ الذي يتزامن ذكرى وفاته اليوم الجمعة "30 أغسطس 2006" تحدث في إحدى لقاءاته الإعلامية مع الإعلامي طارق حبيب في برنامجه من "الألف إلى الياء" عن بعض تفاصيل من حياته الأدبية كما أفصح عن آرائه في عدد من كتاب جيله وآخرين ممن سبقوه،  وفي السطور القادمة أبرز تصريحاته:

- أشعر بالأرق أثناء الكتابة خصوصًا عندما يصادفني معضلة في السرد الروائي، فقد يحدث معي قبل النوم وحينها يطير النوم من عيني لذلك أتجنب الكتابة قبل النوم وأفصل نفسي بالقراءة.

- أكتب حاليًا بالنهار وأنا طبيعتي فيها الآرق لأن نومي قليل لا يزيد عن أربع ساعات في الليل وساعة آخرى في النهار.

- بداياتي كانت مرهقة ما بين آمال وأحلام وخيبات أمل، والشباب فيهم قلة صبر لكن الواحد كان دائمًا عنده طمأنينة أن أمامه مرحلة طويلة من العمل.

- في نهاية الرحلة أصبحت واقعي وأدركت ما أستطعت تحقيقه ومنحت كل شىء حجمه وبالتالي هدأت نفسي، وعلمت أن القلق لن يفيد وأمامي مجهول أتمنى فيه حسن الخاتمة.

- لا يوجد شىء في حياة الإنسان بلا بداية ولا نهاية.

- تطورت مع الزمن في كتاباتي لأنني مريت بعصور مختلفة وكل عصر يقتضي له من التعبير ما يختلف عن الآخر.

- الكاتب غير مطالب الإ بالصدق، والصدق مع ذاته وأن يتحرى قلبه في ماذا يريد أن يقول.

- ممكن يكون الكاتب متعدد المواهب ويجيد الكتابة في أكثر من مجال وربما يكون هناك آخر لا يزال يبحث عن ذاته ويظل يقدم عدة تجارب حتى يستقر على شىء معين.

- كنت متصور أني كاتب مقال وهتخصص في الفلسفة وتبين لي في وقت متأخر أني روائي بعد أن أنتهيت من الدراسة الجامعية وهذه كانت خسارة كبيرة لي لأنني لو تحققت من ذلك في دراستي كنت تخصصت في هذا المجال.

- كثير من رواياتي ظهرت في شكل مناسب للأصل خصوصًا الواقعية منها، أما الروايات التي دخلها شيئًا من الرمزية فالمخرج يختلف بالتأكيد مع ما يقصده المؤلف وأحيانا آخرى لا، وربما لا يعجب المخرج بتفسيري للرمز.

- تجربة إعادة أعمالي راجع إما إلى السينما أو الرواية، فهناك روايات تم إعادتها في السينما في أكثر من مرحلة كالسينما الصامتة ثم الناطقة ثم الملونة فتغير تكنولوجيا السينما يقتضي تغيير الروايات أكثر من مرة، وربما يرى المخرج رؤية آخرى لرواياتي يريد تقديمها، ومثلا رواية "الطريق" تم تقديمها مرتين والاثنان حققا نجاحًا كبيرًا، ولكنني أحببت النسخة التي قدمها أشرف فهمي.

- جدول يومي يبدأ بالاستيقاظ باكرًا والسير في القاهرة ثم أعود وأقرأ وأكتب وأجلس أمام التلفزيون في المساء بعكس الماضي لأنني كنت موظفا قديمًا حيث أعمل بالنهار ثم أكتب في المساء.

- ما يستهويني في التلفزيون برامج الباليه والموسيقى العالمية أو المنوعات لكن للأسف الدراما لا أستطيع متابعتها.  

- أتمنى أن أخرج من دائرتي وأن أجد الفراغ الذي يجعلني أزور مصر من جنوبها وشمالها والواحات أو أسافر للخارج إذا كنت أستطيع والأ أكون متواجدا فقط ما بين منطقة العجوزة والحسين.

- الحرافيش قصدت بهم عامة الشعب وأنا منهم حتى المثقفين هم منهم أيضًا.

- وفاة توفيق الحكيم أحدثت فراغا كبيرا في نفسي لأنني أرتبطت به وكنا نلتقي كثيرا في الأهرام والشانزليه وغيابه خسارة لا تعوض لكن فنه باقي.  

- يوسف السباعي فيه شهامة وطيب القلب ويراعى أصدقاءه بحب كبير.

- إحسان عبد لقدوس علاقتي به مزدوجة لأنه نشأ في نفس الشارع الذي نشأت به بالعباسية ومن الناحية الفنية معجب بشجاعته أدبيًا واعتبره نموذج معاصر من قاسم أمين.

- يوسف إدريس قصصه القصيرة من الحاجات النادرة التي أتذكرها وتظل فارقة في الذاكرة.

- أنيس منور له أسلوب غنائي راقص يستطيع أن يتحدث به في أي موضوع ويستحوذ عليك.

- عباس العقاد، وطه حسين كلاهما جامعة تعلمت منهما قبل أن أتعلم في الجامعة المصرية القديمة، والاثنان أحدثا ثورة فكرية وأخلاقية والحقيقة أنا معجب بالعقاد جدًا.

- أسرتي كانت عادية بيحبوا بعض وطيبين وكانوا من ضمن ذخيرتي التي كتبت عنها في رواياتي كثيرا.

- الكتابة جاءت صدفة، وكتبت أول رواية وكانت بوليسية وأنا في الصف الثالث الابتدائي وأول ما كتبت كنت أكتب لنفسي، وفي فترة متأخرة عرضتها على الكاتب سلامة موسى حيث كنت أكتب لديه واصطدمت برأيه في البداية لأنه كان يعتقد أن هذا الفن لا يمكن أن يزدهر في مصر وسألته لماذا؟ فقال لأن الرواية قائمة على الرجل والمرأة وهي مع الأسف ليس لها دور في مجتمعنا، فقولت له أنا أكتب روايات وطلب رؤيتها حينها عرضتها عليه وقرأها جميعًا.

-  الزمن يمثل شيئا مغريا جدا من أجل أن نعيش فيه، وقاتل جدا لأنه يأخذ منا كل شىء بالتدريج.


لقاء الأديب الراحل نجيب محفوظ مع الإعلامي طارق حبيب
كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة