الزمالك.. سنة أولى إدارة

31-8-2024 | 14:26
مجلة الأهرام الرياضى نقلاً عن

منذ عامين حقق فريق الزمالك ثنائية الفوز بالدورى والكأس.. وسط ثورة غضب عارمة من جمهور الأهلى على الإدارة واللاعبين والجهاز الفنى بقيادة البرتغالى سواريش.. بسبب ضياع البطولات للعام الثانى على التوالى ومنح الفرصة لغريمه التقليدى الزمالك فى حسم الدورى عامين متتاليين وبفارق كبير من النقاط قبل أسابيع من نهاية البطولة.. وقتها أصدر مجلس إدارة الأهلى فرمانًا للجهاز الفنى بمنح اللاعبين راحة سلبية بغض النظر عما تبقى من مباريات.. ودخلت لجنة التسويق فى سباق مع الزمن لتدعيم وبناء صفوف الفريق بعناصر تكون قادرة على استعادة البطولات.. وبالفعل تحقق للأهلى ما أراد واستعاد فريقه فى الموسم الماضى البطولات وواصل هذا الموسم عروضه وقدم واحدًا من أروع المواسم على الإطلاق بنتائج وأرقام وبطولات.. ورغم ذلك أصدر مجلس الإدارة قرارًا جديدًا برفض المشاركة فى كأس مصر لمنح اللاعبين راحة سلبية خوفًا من الإرهاق.. خاصة أن أجندة الفريق فى الموسم الجديد مليئة بالفعاليات المحلية والإفريقية والعالمية.

قرارات مجلس إدارة الأهلى تذكرتها وفريق الزمالك يضيع ضربة الترجيح الأخيرة التى حسمت خروجه من دور الثمانية لبطولة كأس مصر أمام طلائع الجيش بعد موسم محلى صفرى.. وفقده آخر فرصة لإحراز لقب وتعويض جمهوره بعد موسم محلى للنسيان.

الفارق كبير بين إدارة الناديين الأهلى والزمالك فى التفكير فلا يوجد مبرر واحد لإصرار الجهاز الفنى للزمالك بقيادة جوميز وموافقة مجلس إدارة الزمالك على قرار استكمال بطولة الدورى بنفس اللاعبين وعدم استغلال الفرصة لمنح لاعبى الفريق الراحة الكافية استعدادًا للموسم الجديد.. خاصة بعد أن فقد الفريق الأمل فى إحراز بطولة الدورى أو حتى فى الصراع على المركز الثانى.. الذى انتزعه فريق بيراميدز قبل نهاية الدورى بعدة أسابيع.. وكان من الأفضل تدخل إدارة الزمالك وإصدار قرار يجبر جوميز على إراحة اللاعبين الكبار والأساسيين لفترة واستعادتهم مرة أخرى قبل خوض مباريات كأس مصر.. وهو ما كان سيضمن على الأقل وجودهم ضمن القوام الأساسى للفريق وتحقيق بطولة مهمة تعوّض جماهيره عن الخروج من الموسم خالى اليدين.. لكن يبدو أن إدارة الزمالك والجهاز الفنى لا يملكون خبرة التعامل مع الظروف والمواقف ولا يتعلمون من الدروس وتركوا الأمور للمدير الفنى الذى يبدو أنه لا يملك الخبرة الكافية فى التعامل مع الأمور.

نفس الشىء سلكته إدارة الزمالك فى أزمة التجديد لزيزو وسارت على درب المجلس السابق.. ولم تكن حاسمة فى التعامل مع الأمر إما بالدخول فى مفاوضات جادة بما تملكه من مقابل مادى أو الموافقة على رحيله.. وكنت ومازلت على يقين أن أصوات الجماهير فى المدرجات وهتافاتهم مهما تعالت وكثرت لا يمكن أن تصنع قرارًا.. والسوشيال ميديا وصفحات الغاضبين مهما مارست من ضغوط وتعاظمت لا يمكن أن تفرض رأيها على مجلس إدارة أى نادٍ يملك إدارة قوية ويضم عناصر قادرة على صناعة الفارق وإحداث تغيير فى الفكر وفى الطريقة.. نادى الزمالك مؤسسة رياضية كبيرة كانت ولا تزال على مدار أكثر من مائة عام مصنعًا للنجوم فى مختلف الألعاب وعلى رأسها كرة القدم التى هى العنوان وتؤثر بنتائجها على مجريات الأمور لكن الكيان باقٍ ومستمر ولا يتوقف على رحيل لاعب أو مدرب أو مسئول.

الزمالك بظروفه الحالية يمر بمحنة كبير وقاسية وضائقة مالية شديدة فرضتها الظروف والقرارات الخاطئة لمجالس إدارة سابقة والزمالك فى كل يوم ومع بداية كل موسم يدفع الثمن بغرامات ووقف قيد ورواتب لاعبين وأشياء أخرى كثيرة ترهق ميزانيته وإدارته وتؤخر من مسيرته.. الزمالك لن يعود بالاستدانة والقروض من البنوك.. وكرة القدم فى النهاية أصبحت استثمارات وتحكمها سياسات البيع والشراء لصفقات اللاعبين وإذا كان الزمالك يملك جوهرة يتنافس الجميع على اقتنائها وهى زيزو اللاعب الكبير والعظيم الذى لا يختلف أحد على أدائه أو انتمائه لنادى الزمالك وبصماته المؤثرة مع الفريق فمن المؤكد أن مصلحة الزمالك هى الأهم وصفقة بيعه لأحد الأندية الخليجية سواء سعودى أو قطرى ستبقى مهمة للطرفين.. تمنح الزمالك الفرصة للتخلص من ديونه والخروج من الضائقة المالية التى لازمته على مدار السنوات الماضية.. وفى نفس الوقت فرصة لزيزو يحصل منها على عقد ربما لا يتكرر ومقابل مادى كبير.. لذلك لا أجد أزمة فى بيع زيزو لأفضل سعر وتعويض غيابه بشراء عدد من اللاعبين يمكنهم تدعيم الفريق وسد فراغ رحيله مثلما فعل الأهلى فى صفقة بيع محمد عبدالمنعم مدافع الفريق لنادى نيس الفرنسى مع الفارق أن إدارة الأهلى دخلت فى مفاوضات لشراء بديل عبدالمنعم منذ اليوم الأول لوصول العرض الفرنسى دون أن تلتفت لضغوط الإعلام أو الجمهور الذى وضع ثقته فى إدارته بعد نجاحها فى تجارب سابقة على مدار السنين عكس مجلس الزمالك الذى ينقصه عنصر الخبرة فى التعامل مع تلك الظروف.

كلمات البحث