في ظل التحديات البيئية المتزايدة والجهود العالمية لمواجهة تغير المناخ، يبرز الهيدروجين الأخضر كأحد الحلول الواعدة لتحقيق تحول جذري في قطاع الطاقة؛ حيث يُعد الهيدروجين الأخضر، المُنتَج باستخدام مصادر الطاقة المتجددة مثل الشمس والرياح، بمثابة وقود مستدام ونظيف يمكنه تقليل الانبعاثات الكربونية بشكل كبير، وفتح آفاق جديدة للتنمية المستدامة والابتكار التكنولوجي.
موضوعات مقترحة
في هذا السياق، يتزايد الاهتمام الدولي والإقليمي بتطوير تقنيات إنتاج واستخدام الهيدروجين الأخضر، الذي يعتبر مفتاحًا لتحقيق الأهداف البيئية والاقتصادية على حد سواءـ ويعمل العديد من الدول، بما في ذلك مصر، على وضع إستراتيجيات وطنية لتعزيز دور الهيدروجين الأخضر في مزيج الطاقة، والاستفادة من الفرص التي يوفرها لتحسين الاقتصاد وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.
ونستعرض عبر السطور التالية الجهود المبذولة لتطوير قطاع الهيدروجين الأخضر، وأهمية دوره في تحقيق التحول الطاقوي العالمي، ودور الدول الإفريقية في هذا المشهد الجديد للطاقة المستدامة.
مشاركة مصرية فعالة في القمة الإفريقية للهيدروجين الأخضر
التقى الدكتور محمود عصمت، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، بالسفير وائل لطفي، سفير مصر لدى جمهورية ناميبيا، لبحث تعظيم الاستفادة من قمة الهيدروجين الإفريقية العالمية المقرر عقدها خلال الفترة من 3 إلى 5 سبتمبر 2024 في ويندهوك، العاصمة الناميبية، وخلال الاجتماع، ناقش الدكتور عصمت المشاريع المتعلقة بالهيدروجين الأخضر في الاستراتيجيات الوطنية لبعض الدول الإفريقية، وفرص دعم القطاع الخاص للمشاركة في هذه المشاريع في إطار القمة، حيث سيشارك الدكتور عصمت نيابة عن الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء.
واستعرض الوزير أجندة الاجتماعات والدور المتوقع أن تلعبه إفريقيا في قطاع الهيدروجين العالمي، مع تعزيز التعاون والحوار من خلال السياسات، وحشد الاستثمارات لدعم سلسلة قيمة الهيدروجين الناشئة. وتأتي القمة تحت عنوان "من الطموح إلى العمل وتعظيم الثورة الصناعية الخضراء في إفريقيا"، وتستمر لمدة ثلاثة أيام بمشاركة رؤساء الدول، والوكالات الحكومية، وقادة الأعمال في الصناعة، ومطوري المشاريع، والمستثمرين، وقادة الفكر والتقنيين من جميع أنحاء إفريقيا والعالم.
أكبر حدث عالمي وإفريقي للهيدروجين والطاقة المتجددة
أكد الدكتور عصمت أن القمة ستكون أكبر حدث عالمي وإفريقي للهيدروجين والطاقة المتجددة يقام في القارة، ومن المتوقع أن تجتذب أكثر من 2000 مشارك من جميع أنحاء العالم، بحضور أكثر من 25 رئيس دولة ورئيس وزراء، بالإضافة إلى 100 متحدث من الخبراء. كما تتضمن القمة اجتماعات المائدة المستديرة للاستثمار في المشاريع التي يقودها القطاع الخاص، وتشمل 40 مشروعًا إفريقيًا للطاقة الخضراء قابلة للتمويل، يتم تقييمها وتسريعها وصولًا إلى الإغلاق المالي.
استعراض الإستراتيجية المصرية ودعم القطاع الخاص
سيسلط المؤتمر الضوء على الرؤية المصرية وإستراتيجية العمل الخاصة بالهيدروجين الأخضر، وما تم اتخاذه لدعم العمل في هذا المجال، خاصة أن القمة ستستضيف معرضًا عالميًا واسع النطاق للتكنولوجيا والابتكار، ومنصة للشركات الناشئة لإقامة شراكات جديدة في مجال الهيدروجين الأخضر. وتأتي هذه المشاركة المصرية في ظل التحركات الإفريقية لتعزيز دورها في الطاقة الخضراء، بالنظر إلى الإمكانات الهائلة لإنتاج الهيدروجين.
تعتبر القمة فرصة كبيرة لمصر لتعزيز إستراتيجيتها الوطنية في الهيدروجين الأخضر وتوسيع نطاق الشراكات مع الدول الإفريقية والعالمية، بما يحقق الفائدة المتبادلة ويسهم في تحقيق التنمية المستدامة وتحويل إفريقيا إلى قارة خضراء تتمتع بالاستقلالية في مجال الطاقة.