في عالمٍ يشهد تغييرات بيئية واقتصادية متسارعة، تبرز مسألة الاستدامة كأحد التحديات الكبرى التي تواجه المجتمعات والحكومات على حد سواء، وفي صميم هذا التحدي تكمن أهمية الطاقة كأحد العوامل الرئيسية التي يمكن أن تسهم بشكل حاسم في تحقيق أهداف الاستدامة؛ حيث تشكل الطاقة أحد الركائز الأساسية التي تدعم كافة جوانب حياتنا اليومية، من تشغيل المصانع إلى توفير الإضاءة في المنازل، وحتى وسائل النقل، إلا أن مصادر الطاقة التقليدية، مثل الفحم والنفط، تشكل تهديداً للبيئة من خلال انبعاثات الكربون والملوثات الأخرى التي تساهم في تغير المناخ. لذا، فإن الانتقال نحو مصادر طاقة أكثر نظافة وكفاءة ليس مجرد خيار بل ضرورة ملحة.
موضوعات مقترحة
ونستعرض عبر السطور التالية أحدث التطورات في استخدامات الطاقة لتحقيق الاستدامة، مسلطاً الضوء على الابتكارات والتقنيات الحديثة التي تسهم في تقليل الأثر البيئي وتعزيز كفاءة الطاقة، كما سنستعرض كيف يمكن للطاقة المتجددة مثل الشمسية والرياح، والابتكارات في مجال تخزين الطاقة، وإدارة استهلاك الطاقة الذكية، أن تسهم جميعها في بناء مستقبل مستدامـ من خلال هذه الرؤية المتكاملة، نسعى إلى توفير فهم أعمق حول كيفية تحقيق التوازن بين احتياجاتنا الحالية والطموحات البيئية للأجيال القادمة.
مشروع محطة الضيعة النووية
يعد مشروع محطة الضبعة النووية من أبرز المشاريع القومية، ويسهم في تلبية الاحتياجات المتزايدة من الطاقة الكهربائية، وتعزيز أمن الطاقة، ودعم التنمية المستدامة، وكذلك المساهمة فى توفير فرص عمل متعددة ومتنوعة وتعزيز النمو الاقتصادي؛ حيث تم التأكيد على أن مشروع المحطة النووية بالضبعة يعكس نجاح الشراكة الإستراتيجية بين مصر وروسيا انطلاقا من عمق العلاقات المتميزة والممتدة بين الدولتين والتى تجلت في تنفيذ هذا المشروع العملاق يحقق التمية المستدامة.
ويقول محمود عصمت وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، إن مصر من بين الدول الرائدة في مجال الطاقة النووية ومعرفة الدور الذي يمكن أن تسهم به فى مجالات علمية عديدة وأهمية ذلك لتحقيق التنمية المستدامة، مؤكداً أن هناك اهتمامًا من الدولة وأهمية المشروع في إطار خطة العمل لتحقيق الاستقرار والاستمرارية للشبكة الموحدة وتحسين جودة الخدمات.
تقليل البصمة الكربونية
تحرص الحكومة المصرية بالتعاون مع القطاع الخاص علي ايجاد حلول لتقليل الانبعثات الكربونية؛ حيث تشير التقارير إلى أن الكهرباء تشكل أكثر من 90% من التكلفة الإجمالية لتملك المحرك الصناعي النموذجي على مدار عمره التشغيلي ومن خلال إدارة الكفاءة التشغيلية للمحرك الكهربائي بصورة فعالة ومستدامة، خاصة مع ارتفاع فواتير استهلاك الطاقة ووجود الانبعاثات الكربونية؛ حيث يلعب الكونتاكتور دورا كبيرا في تشغيل تقليل البصمة الكربونية؛ حيث يتم تطويره ليناسب التطبيقات المختلفة في السوق المصري.
دور الكونتاكتور في المشروعات القومية المصرية
يلعب الكونتاكتور دوراً كبيرا في المشروعات القومية المصرية العملاقة؛ حيث يتم استخدامة في أكثر من 100 مشروع إستراتيجي في جميع أنحاء مصر، بما في ذلك المرحلة الأولى من مشروع رقمنة مراكز التحكم الآلي التابعة لوزارة الكهرباء والطاقة، ومشروع المونوريل، وخطوط المترو، ومحطة الدلتا الجديدة، والعاصمة الإدارية الجديدة، ومحطة رياح جبل الزيت، وأنفاق الإسماعيلية وبورسعيد، ومحطة بنبان للطاقة الشمسية، وأبراج العلمين، ومحطات تحلية المياه في الجلالة والعلمين الجديدة، وغيرها.
تحسين أداء النظم الكهربائية لتحقيق الاستدامة
يسهم الكونتاكتوربشكل كبير في تحقيق أهداف الاستدامة وذلك من خلال الابتكارات التكنولوجية المستمرة لحماية المحركات وتنظيم عملها ومراقبتها والتحكم فيهاـ وبفضل التكنولوجيا المتطورة، تم تصميم كونتاكتور لتحسين أداء النظم الكهربائية والوصول لأقصى معدلات كفاءة الطاقة وتقليل استهلاكها بنسبة تصل إلى 30%، بالإضافة لتوفير أعلى معايير الأمان وزيادة مستوى الاعتمادية وتقليل أوقات التوقف عن العمل غير المخطط لها، وتحقيق وفورات تشغيلية تصل إلى 30%، إلى جانب زيادة معدلات التخلص من الانبعاثات الكربونية.
كما يسهم أيضًا بمراقبة البيانات وإدارة الطاقة بصورة لحظية، وزيادة المرونة التشغيلية نتيجة الصيانة التنبؤية، وتقليل تكاليف الإصلاح، وزيادة القدرة على استيعاب إمكانات التوسع المستقبلية.
بينما يقول سيباستيان رييز، الخبير في قطاع الطاقة إنه يتم الاعتماد على تعزيز التحول الرقمي وزيادة كفاءة الطاقة وتقليل البصمة الكربونية، يؤكد رامي مصطفى، خبير طاقة، إن الكونتاكتور شهد تطورًا كبيرًا على مدار الستوات الماضية ليقود عملية التحول من النماذج الكهروميكانيكية إلى النماذج الإلكترونية المتصلة بإنترنت الأشياء لتحديد معايير الصناعة بهدف تحقيق أعلى معدلات الأمان والمراقبة والتحكم.