Close ad

خبير اقتصاديات الصحة وأستاذ علم انتشار الأوبئة: تطعيم الجدري فاعل في مواجهة «جدري القرود»

28-8-2024 | 00:52
خبير اقتصاديات الصحة وأستاذ علم انتشار الأوبئة تطعيم الجدري فاعل في مواجهة ;جدري القرود; الدكتور إسلام عنان
أجرى الحوار - عادل الشافعى
الأهرام العربي نقلاً عن

إعلان «الصحة العالمية» حالة الطوارئ يعنى أن جدرى القرود وصل إلى مرحلة الوباء

موضوعات مقترحة

أول إصابة للإنسان به فى عام 1970 بدولة الكونغو ومنذ ذلك التاريخ وهو يظهر على فترات فى دول غرب ووسط إفريقيا

كيف ينتقل مرض جدرى القرود وكيف ينتشر بين الناس؟ وما النصائح التى يجب اتباعها لتجنب الإصابة به؟ الدكتور اسلام عنان، خبير اقتصاديات الصحه وأستاذ علم انتشار الأوبئة - كلية الصيدلة جامعة المستقبل، يؤكد أنه ينتشر بملامسة الأشخاص المصابين أو استخدام ملابسهم وملاءات أسرتهم، لافتا النظر فى حواره مع «الأهرام العربى» إلى أن إعلان منظمة الصحة العالمية «جدرى القرود» حالة طوارئ صحية، يعنى أن الوباء وصل إلى مرحلة تحتاج إلى تضافر الجهود الدولية للقضاء عليه.. فيما يلى نص الحوار:

ما الفرق بين جدرى القرود والجدرى القديم الذى نعرفه؟

هناك فارق كبير.. الجدرى «»smallpox انتهى من العالم قبل نحو 40 عاما، وكانت تتوافر تطعيماته، وتحرص الدولة على تطعيم تلاميذ المدارس به، والجيل الحالى من الآباء والأجداد لا يزال يتذكره من مكان التطعيم الموجود على الذراع، ولكن منذ سنوات لم تعد المدارس توفير التطعيم لطلابها، لذلك نحن معرضون للإصابة أكثر من فيروسات شبيهة للجدرى مثل جدرى القرود «monkeypox».

هل يعنى ذلك أن تطعيم الجدرى يفيد مع جدرى القرود؟

نعم، وفاعل بنسبة 85 ٪ وفى 2019 وافقت الولايات المتحدة الأمريكية على أول لقاح متخصص فى الـmonkeypox.

لماذا لا يتوافر اللقاح عالميا مثل سائر الأدوية؟

لأن انتشار جدرى القرود من قبل كان فى نطاق محدود، ونسبة وفاته كانت أقل من 1 ٪، وعلاج الشخص المصاب كان يحتاج من 4 إلى 6 أسابيع، وبعدها يعود لحياته الطبيعية، ولهذا لم يكن هناك حاجة إلى إنتاج كميات كبيرة من الأدوية.

هل انتشار جدرى القرود حاليا بنفس سرعة انتشار فيروس كورونا؟

بالطبع لا، معامل انتشاره يعنى  (Ro) أقل من (1) وده معناه أنه يحتاج إلى أكثر من مصاب عشان حتى شخص سليم.

وهل هذا يعنى أن جدرى القرود لن يتحول إلى جائحة مثل كورونا؟

لا توجد إجابة قاطعة 100 ٪  فطبيعة ونمط هذا الفيروس صعبة جداً فى الانتقال ما بين البشر، واحتمال تحوره ضعيفة للغاية، لذلك فرضية أن يصبح جائحة عالمية صعبة جدا، ولكن  يجب ألا نتراخى فى مواجهته والحد من فرص انتشار على نطاق أوسع.

هل التواصل بين القرود والإنسان السبب فى الإصابة؟

لا.. السبب الرئيسى فى إطلاق اسم «جدرى القرود» على هذا المرض يرجع، فى الأساس إلى أنه قد تم التعرف عليه للمرة الأولى فى أحد المختبرات العلمية فى الدانمارك، حيث ظهر ضمن مجموعة قرود المعمل، ولكن هو منتشر فى القوارض والسنجاب أكثر، ومن الممكن أن يعدى بعض فصائل الكلابـ مثلما سبق وحدث ذلك فى 2003 فى شحنة كلاب برية، كانت قادمة من إحدى دول إفريقيا إلى أمريكا، وتطور الأمر وانتقل المرض إلى 70 شخصا هناك، بسبب اختلاط تلك الكلاب المريضة بالإنسان.. لكن بصفة عامة الكلاب التى يتم تربيتها فى المنازل أو تتواجد حاليا فى شوارع مصر، ليست ناقلة للمرض.

ما صحة ما يقال إن الموطن الأصلى له قارة إفريقيا؟

هذه المعلومة صحيحة ومؤكدة علميا فقد كان أول رصد إصابة الإنسان بهذا المرض عام 1970 فى دولة الكونغو (زائير آنذاك) ومنذ ذلك التاريخ، وهو يظهر على فترات فى دول غرب ووسط قارة إفريقيا وتتم السيطرة عليه سريعا، ولكن هذه المرة انتشر وظهرت أعراضه فى عدد من الدول الأوروبية والآسيوية، وهو ما أثار موجة من القلق العالمى من احتمالية تفاقم الوضع.

كيف تنتقل عدوى الإصابة به؟

عن طريق التلامس المباشر  أو عضة من حيوان مصاب أو عن طريق الدم، أو انتقال لعاب أو سوائل الحيوان المصاب للإنسان بصورة مباشرة، وبعد ذلك يكون المريض فى فترة حضانة الفيروس لمدة 5 أيام تقريباً (ونادراً قد تصل إلى 20 يوما) وانتقال العدوى بين البشر بتتم عن طريق التلامس المباشر، وليس عن طريق الهواء كما يحدث فى جائحة كورونا.

ما أبرز أعراض جدرى القرود؟

بعد فترة حضانة الفيروس تبدأ أول مظاهر الإصابة بالمرض، وتتمثل فى ارتفاع فى درجة حرارة الجسم ووهن فى العضلات وصداع بالتزامن مع تورم فى الغدد الليمفاوية وظهور الحويصلات والبثرات مليئة بالصديد (الطفح الجلدى) المميز للجدرى(pox)  على الوجه واليدين والرجلين، وفى حال التأخر فى العلاج من الممكن أن يتفاقم الوضع ويموت المريض. ولكن فى حال توافر العلاج المناسب والرعاية الصحية يتماثل المريض للشفاء خلال 3 أسابيع تقريبًا. وهناك فئات معرضة للإصابة الشديدة أكثر من غيرهم، وهم الأطفال وضعاف المناعة وكبار السن وتحديدا من فوق 70 والذين لا يقدرون على تناول الأدوية المضادة للفيروسات ولهذا يجب الحذر.

كيف يتم اكتشاف وتشخيص المرض وكيفية الوقاية؟

تشخيص مبدئى إكلينيكى بالأعراض بعد ذلك لابد من عمل PCR أو antigen test وبعض الكواشف الأخرى لعزل الفيروس لو احتجنا لذلك. والوقاية تتمثل دائما وأبدا فى النظافة وغسل اليدين والاستحمام، وعدم التعامل مع الحيوانات البرية على الإطلاق والبعد عن المصابين، ولو ظهرت الأعراض على الحيوانات يتم عزلها نهائيا وعزل المخالطين بها لحين الشفاء.

هل نحتاج إلى ارتداء «ماسك»؟

فى حالة التعامل فقط مع المرضى لابد من ارتداء ماسك لاسيما وأن مرض جدرى القرود ينتقل أيضا عن طريق سوائل الجهاز التنفسى.

عموماً جدرى القرود فى الكونغو ينتشر ويتوغل منذ عام 2022 ومنظمة الصحة قالت إنها بحاجة إلى 10 ملايين جرعة لمواجهته، ولكن بسبب ضعف الموارد لم تتمكن المنظمة إلا من توفير 200 ألف جرعة فقط، وهو ما أدى إلى تفاقم الأزمة وخروج المرضى خارج نطاق قارة إفريقيا فى الفترة الأخيرة. ويبدو أن دول العالم لاسيما « الأغنياء منهم» لم يتعلموا الدرس من كورونا، وفيروس جدرى القرود الحالى متحور وليس الفيروس الأصلى، وانتشاره أسرع، والحل يكمن فى سرعة مساعدة الدول الفقيرة لمواجهته  قبل أن يخرج عن السيطرة.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة