شهدت ورشة الزيتون مساء أمس الإثنين عقد ندوة لمناقشة المجموعة القصصية "السير فى طرق ممتدة وبعيدة" للكاتبة نهى محمود، فى لقاء أدارة الكتب سامح وهيب بمشاركة عدد من النقاد.
موضوعات مقترحة
فى أولى القراءات الخاصة بالمجموعة قال القاص أسامة ريان إن قصص المجموعة يسودها جو الرواية، كما تهتم بالتداعيات التى يكمن خلفها رؤية سينمائية، واستشهد بعدد من الأفلام التى تماست مع بعض القصص لافتًا إلى أن عنوان المجموعة طويل وكان الأفضل اختزاله.
حرية الاختيار
أما الدكتورة إسراء بدوى فقالت: إننا أمام مجموعة من القصص أبطالها شخوص فى ترحال دائم، ترحال يتطلب قدرًا كبيرًا من الحرية ومن الشجاعة وكذلك التسامح مع الذات والآخرين.
وأضافت: تكشف قصص المجموعة عن الخطايا سواء فى حق ذواتنا أو فى حق الآخرين معنا، مما يضمن لنا حرية الاختيار بين البصيرة الذاتية والواقع الأليم، كما يتسنى لنا المقدرة على مواجهة الآنا فى طريقها مهما تعثرت أحداثها وتشابكت للحصول على نوع من المغفرة الذاتية أو حتى الجماعية.
وتابعت: هكذا رسمت لنا الكاتبة نهى محمود هارمونية الشخصيات فى كل قصة وكشفت تواتر الزمن الذى يحكم قبضته على الواقع ولا يترك لنا سبيل للحفاظ على ألواننا الخاصة، إلا أن ما يستوقف النظر فى كل قصة أنها متضمنه التغيير الإيدولوجى فى غياب الحكم الأخلاقى والإدانة المباشرة وغير المباشرة للشخصيات.
وفى سياق إدارته للقاء قال الكاتب سامح وهيب إن الرواى يدخل عميقًا فى مخيلة أبطاله، وإن كانت المرأة هى البطلة فى قصص المجموعة إذ يبدأ الحدث بتاء التأنيث، كما أن المجموعة بها جدليات كثيرة بين الواقع والوعى به.
أهمية اللغة
ومن جانبه قال الناقد أحمد حلمى فى قراءة قصص "السير فى طرق ممتدة وطويلة": إننا أمام مجموعة قصصية اجتماعية يسودها جو الخطاب، فضلاً عن أن كل قصة تعبر عن مجموعة علاقات سواء علاقة أمومة أو أبوة أو أخوة.. الخ.
وأوضح أن جو السخرية بالقصص أسهم فى كسر الطابع التقليدى الذى قد يوجد فى بعضها بشكل أو بآخر. كما أن فكرة الزمن من الأدوات التى نجحت الكاتبة فى توظيفها بشكل متقن عبر رصد التحولات التى تحدث على غرار قصة "المنارة" التى تضمنت شخصية خارج الزمن.
أما عن المكان فقد تم التعامل مع أغلبه فى أحياء شعبية أو مناطق على التخوم ومن ثم لم يرد المركز إلا قليلاً، مع معاناة الشخوص من التهميش.
وفى قراءة أخيرة للناقدة الدكتورة فاطمة الصعيدى رأت أن الزمن بمجموعة الكاتبة نهى محمود ممتد ومتداخل بين ماضى وآنى ومستقبل. كما أن المجموعة تتكون من إحدى عشرة قصة بها خمس قصص بمثابة نواة لروايات بما تضمنته من وصف.
وأشارت د. فاطمة الصعيدى إلى أن الكاتبة عالجت العديد من المشكلات الاجتماعية وصنعت شخصيات من لحم ودم، منها نماذج نتعاطف معها وأخرى نشعر بالبغض اتجاهها. كما يسود بالنصوص صوت المؤنث ولكنه ليس ذلك الصوت الذى يدين الذكر ولكن يعمل على إظهاره من وجهة نظر أنثى.
واختتمت قراءتها بوصف قصص مجموعة "السير فى طرق ممتدة وطويلة" بأنها تتسم بالبساطة مع العمق وأستخدام اللغة الجيدة.