نشأت في عهد الخديو إسماعيل وأشهرها العتبة وأثر النبي.. خطة إحياء الأسواق التاريخية في القاهرة| صور

جهود دءوبة تبذلها أجهزة الدولة ومحافظة القاهرة للحفاظ على كل ما هو تاريخي من منشآت ومبان وآثار ومساجد وغيرها، وشمل ذلك أيضًا الأسواق، خاصة التاريخية منها التي يزيد عمرها عن الـ١٠٠ عام، لما تتميز به من طرز معمارية فريدة، ما دفع إلى الاهتمام بتطويرها وترميمها للحفاظ عليها، وتعد أشهر هذه الأسواق في القاهرة العتبة، باب اللوق، الجوهري، المسلة، وغيرها.

تعرضت سوق العتبة -أكبر سوق شعبية وتجارية- في القاهرة، لحرائق متعددة نتيجة أسباب مختلفة يعود معظمها إلى الماس الكهربائي، كان آخرها حريق نشب بعقارين بشارع الجوهري، ودفعت الحرائق المتكررة مؤخرًا، الدكتورة منال عوض، وزيرة التنمية المحلية، إلى التوجيه بوضع مخطط لتطوير السوق والمنطقة ومحيطها، مع تطوير واجهات المباني الحكومية المتواجد في منطقتي العتبة والموسكي.

سوق العتبة

يقول باحث في الآثار الإسلامية لـ"بوابة الأهرام"، إن معظم الأسواق التاريخية مثل العتبة وباب اللوق والجوهري والموسكي وغيرها، نشأت في عهد الخديو إسماعيل، فعندما أسس القاهرة الخديوية، أنشأ لها أسواقًا مثل سوق الخضار بالعتبة وسوق السلاح، وغيرها، ومن ثم أنشأ بعد ذلك أسواقًا متخصصة، فتجد سوق درب اللبانة، تباع فيها اللبن، وسوق النحاسين لبيع النحاس، وسوق المغربلين لبيع الغرابيل، وهكذا.

واجهات سوق العتبة

تتميز السوق بواجهاتها الخشبية القديمة ذات الشكل الاستثنائي، والتي كان يختفي معظمها أسفل تعديات واجهات المحال التجارية، واختفى معظمها مع الحرائق المتعددة التي تتعرض لها السوق من حين لآخر.

 الوكالات 

يتابع الباحث في الآثار الإسلامية حديثه قائلا، تطورت الأسواق فيما بعد لوكالات، مثل "وكالة الغوري"، الشهيرة، ومفهوم الوكالة في ذلك الوقت كان يعني أن التاجر ينشئ للوكالة صحن، يحاط به دكاكين، وأعلى الوكالة توجد غرفة لسكن التاجر وأولاده.

واستمر الحال هكذا عبر عصور تاريخية متلاحقة، حتى زحفت العشوائية لتلك الأسواق، واختفت معالمها وتصاميمها المميزة، ما دفع الدولة لإعادة إحيائها والحفاظ على ما تبقى من آثارها.

سوق سوهاج في مصر الجديدة 

تم تصميمها بنظام المدرجات والغرض منها هو القضاء على ظاهرة الباعة الجائلين المتواجدين بالشارع وجمعهم داخل سوق حضاري بمنطقة مصر الجديدة وتضم السوق (١٢٤) باكية، وهي مكونة من دورين وتشمل أيضًا دورات مياه، حيث تم تسكين دور وجار تسكين الدور الثاني.

أنظمة مراقبة في سوق سوهاج

شمل تطوير سوق سوهاج القديمة، تركيب أنظمة مراقبة، وكذلك أنظمة للحماية المدنية لحمايتها من الحرائق، كما أن السوق ستقضي على ظاهرة الإشغالات فى الشوارع وتوفير بيئة آمنة للباعة الجائلين.

إنشاء سوق سوهاج 

أنشئت السوق عام 1976، وكانت تحتوي على 82 باكية فقط، وكانت غير مخططة، ولم يتم تطويرها لأكثر من 40 عامًا حتى وصلت لحالة متردية إنشائيًا وبيئيًا، خاصة أنها محاطة بمنطقة سكنية كثيفة السكان، وقررت محافظة القاهرة مؤخرًا وضع مخطط لتطويرها.

وبدأت خطة تطويرها عام ٢٠١٥ لتتحول لسوق نموذجية تستوعب كافة الباعة الجائلين بالشوارع المحيطة بها، وتمنع التكدس المروري والإشغالات، ومن المقرر إنشاء اتحاد شاغلين للسوق للحفاظ عليها من الإهمال، وتم تدعيمها بمنظومة حريق لتكون إنذارًا مبكرًا حال حدوث أي حريق، كما تم نشر منظومة مراقبة لمتابعة السوق.

#

كما تم استحداث ٦ مداخل لتسهيل عملية الدخول والخروج للسوق، بجانب أماكن مخصصة لغسل الخضر والفاكهة مع وجود محال لأنشطة أخرى مثل العطارة والبلاستيك وروعي في تصميمها أن تحقق المتطلبات البيئية والاجتماعية والاقتصادية.

#

سوق ساحل أثر النبي- ساحل الغلال

تقع على مساحة 37 فدانا بحى مصر القديمة، وتضم أكثر من 500 شونة لبيع الخضار والفاكهة والغلال بأسعار الجملة، وهي أقدم سوق جملة في العاصمة، وسوق الجملة الوحيدة جنوبها، قامت أجهزة محافظة القاهرة بتطويرها، ضمن التطوير التاريخي والحضاري الملحق بحي مصر القديمة.

سوق التونسي

تعد من أكبر الأسواق الشعبية القديمة في جنوب القاهرة، نشبت بها حرائق عدة بسبب عشوائيتها، وكثرة تواجد العشش بها، لكن محافظة القاهرة بالتعاون مع أجهزة الدولة بذلت جهودًا لتطويرها ونقلها من مكانها القديم لآخر جديد بالقرب من الأوتوستراد.

وتعد سوق التونسي الجديدة نموذجًا حضاريًا لاستيعاب عدد كبير من الباعة وخطوة مهمة للقضاء على الأسواق العشوائية بمحافظة القاهرة، وتم ربط السوق بمدخل من الأوتوستراد ومخرج من الدائرى والأوتوستراد وتوفير المواصلات بكل مناطق القاهرة. 

بلغت تكلفة إقامة سوق التونسي نحو 320 مليون جنيه، وتضم السوق الجديدة باعة 2 أسواق عشوائية كانت موجودة أسفل كوبرى التونسي، ومن أبرز أنشطة السوق الجديدة تجارة الخردة والموبيليا والسيراميك والأدوات الصحية ومواد البناء.