يواصل مهرجان العالم علمين إبداعاته وتألقه المظهري والحضاري، مسببًا أثرًا في منطقة الشرق الأوسط، اتضح من خلال جنسيات المشاركين وتداولات المهتمين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصًا من تجمعهم بمصر عوامل مشتركة من الإخوة واللغة.
يعكس المهرجان مردودًا ثقافيًا واقتصاديًا واجتماعيًا على منطقة الساحل الشمالي من البلاد؛ مما يجعلها معمورة، وأعجبتني تصريحات دولة رئيس الوزراء الذي أكد أن الحكومة تسعى إلى استمرار النشاط في منطقة العلمين الجديدة طوال العام، وألا يكون نشاطه اقتصاديًا موسميًا يعتمد على ثلاثة أو أربعة أشهر فقط من العام، وهو ما يوفر استقرارًا وظيفيًا بتلك المنطقة لمئات الآلاف من العمالة، الذين يحظون بفرص عمل مجزية بمنطقة الساحل الشمالي.
القضية الفلسطينية وما يحدث في القطاع من انتهاكات دولية ضد الإنسانية لم تتغيب عن مسابقات الفنون التشكيلية، التي شهدها المهرجان على شاطئ البحر؛ حيث تركزت الموضوعات حول إبراز المشروعات التنموية بمدينة العلمين، ودعم القضية الفلسطينية.
وما يجب الإشادة به هو استهداف وزارة التعليم العالي ومعهد إعداد القادة، برعاية وزير التعليم العالي الدكتور أيمن عاشور، وإشراف الدكتور النشيط كريم همام، تنظيم زيارات يومية من مختلف الجامعات المصرية؛ لحضور الفعاليات المتنوعة بمهرجان العلمين، حرصًا من وزارة التعليم العالي على تعزيز الأنشطة الطلابية، وتشجيع التبادل الثقافي والرياضي بين الجامعات المصرية المختلفة، كما نركز بشكل خاص على دمج الطلاب من ذوي الهمم في الفعاليات الجامعية؛ مما يعكس اهتمام القيادة السياسية بهذه الفئة المهمة من المجتمع؛ حيث يستقبل المهرجان طلابًا من جامعات حكومية وأهلية وخاصة وتكنولوجية.
وما لفت انتباهي أكثر هو مدى اهتمام الدولة المصرية بدعم ذوي الهمم، حيث تم تخصيص ملاعب وبطولات على صعيد جميع الألعاب الفردية والجماعية لذوي الهمم؛ وذلك في إطار حرص الدولة على تمكينهم وتدريبهم ودمجهم في المجتمع بشكل فعال ضمن فاعليات مهرجان العلمين.
دائمًا ما نؤكد أن دور الجامعة ليس أكاديميًا فقط، وإنما يشمل بناء الإنسان الشاب من كل جوانبه، ووجود وفود من مختلف الجامعات في مهرجان العلمين الجديدة فرصة لدعم الأنشطة الطلابية، ودورها الحيوي في بناء شخصية الطالب الجامعي، وفتح آفاق جديدة للتعلم والإبداع، وصقل مواهب الطلاب، وتنمية مهاراتهم القيادية والإبداعية.
* العميد السابق لكلية طب الأسنان جامعة القاهرة