يعتبر جيل اليوم من الأطفال والشباب أول جيل ينشأ ويستخدم التكنولوجيا الحديثة بكل تنوعاتها، بما في ذلك أحدث وسائل التواصل الاجتماعي، ورغم الفوائد الكبيرة التي تقدمها التكنولوجيا، فإن الاستخدام غير الواعي قد ينطوي على أضرار خطيرة.
موضوعات مقترحة
في غياب الرقابة الأبوية والمجتمعية، قد يتعرض الأطفال والمراهقون لمواقع غير أخلاقية عند تصفحهم للإنترنت، مما ينعكس سلباً على نموهم وسلوكهم. توجهت بوابة الأهرام بالسؤال إلى المهندس وليد حجاج، خبير أمن المعلومات المعروف بصائد الهاكرز، للحديث عن مخاطر الإنترنت وأضراره.
ما هي مخاطر تصفح الأطفال للإنترنت؟
يقول الدكتور وليد حجاج: "تحت غياب الرقابة الصارمة من الآباء، يتعرض الأطفال لمواقع غير ملائمة، بما في ذلك المحتوى الإباحي، الذي ينتشر بشكل واسع على الإنترنت. هذا النوع من المحتوى يؤثر بشكل مباشر على سلوك الأطفال وتفكيرهم. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يجد الأطفال أنفسهم على مواقع مقرصنة، تتضمن محتوى غير أخلاقي يتنافى مع القيم المجتمعية."
"كما أن تعرض الأطفال لمحتوى عنيف أو محرض على العنف يمكن أن يؤدي إلى سلوك عدواني. وهذا التأثير يكون أشد في ظل مرحلة تشكيل عقولهم المبكرة، وهو ما نراه بشكل واضح في الأحياء الشعبية نتيجة تأثير الأفلام، فما بالك بإدمان تصفح الإنترنت."
هل الأطفال معرضون بشكل خاص للآثار السلبية للمواد الإباحية؟
"بالتأكيد، الأطفال والمراهقون هما الفئتين الأكثر تعرضاً للآثار السلبية للمواد الإباحية على الإنترنت، لأنهما في مرحلة يتشكل فيها سلوكهم وأخلاقهم. لذا، تستهدف المواقع الضارة في الغالب هاتين الفئتين."
هل يدرك زوار هذه المواقع حجم المخاطر التي يتعرضون لها؟
"لو كان الناس يدركون حجم المخاطر، لما تعرضوا لتلك المواقع. لذا، تقع على عاتق الآباء والمدارس والمجتمع بشكل عام مسؤولية توعية الأطفال والمراهقين بمخاطر هذه المواقع. يجب أن نعي أن الأضرار لا تقتصر على الفرد أو أسرته فقط، بل تمتد إلى المجتمع بأسره، ولذلك ينبغي على الجميع العمل على حماية النشء."
هل هناك علاقة بين استهلاك المواد الإباحية وقضايا الصحة العقلية مثل القلق والاكتئاب وانخفاض احترام الذات؟
"بالتأكيد، هناك علاقة وثيقة. لا يمكن أن يكون شخصاً سليماً ذهنياً ويظل يتعرض للمواد الإباحية، إذ إن هذه التجربة غالباً ما تكون مصحوبة بالقلق، وقد تؤدي لاحقاً إلى الاكتئاب، حيث يشعر الشخص بنقص احترام الذات. هذا الأمر قد يدفع البعض إلى اللجوء إلى سلوكيات محظورة مثل تعاطي المخدرات، مما يضيف تبعات سلبية أخرى."