Close ad

ارفعوا أيديكم عن الفلسطينيين!

22-8-2024 | 20:45

يجب أن يعرف العالم بعد هذه الحرب الطويلة، أن الفلسطينيين ليسوا وحدهم.


الالتفاف العربي حول فلسطين أنقذ المنطقة من امتداد حرب كارثية تشمل كل الإقليم، وتجعله مشتعلا لسنوات طويلة، ليس مطلوبًا أن يذهب محمود عباس، رئيس السلطة الفلسطينية، إلى غزة وحده، كما أعلن في البرلمان التركي، مثلما التف الأمريكيون والأوروبيون حول إسرائيل بأساطيلهم فى بحور منطقتنا؛ لمنع إيران وحلفائها على الجبهات العربية المختلفة من شن حرب ثأرية ضد إسرائيل، ردًا على مقتل رئيس حماس إسماعيل هنية، التي اعتبرت ضربة موجعة للشرف الإيرانى.

الالتفاف المصري حول القضية الفلسطينية، وحماية غزة وإغاثتها، أنقذها من الاندثار وتهجير ملايين الغزاويين من قطاع غزة إلى الأراضي المصرية في سيناء.

صمد الفلسطينيون على أرضهم وعلى ترابهم، برغم الهجمة الوحشية الإسرائيلية التي أرادت اقتلاعهم وطردهم خارج فلسطين بلا عودة.

القضية أثبتت للعالم -رغم الخسائر الفادحة- وجودها وصمودها، هؤلاء هم شعبنا العصي على الإبادة والاقتلاع.

قوى العالم المتكبر وقفت ضده، لكنهم صمدوا وتحملوا الآلة العسكرية الإسرائيلية المدعومة من أمريكا، ومن ترسانات العالم المتقدم، أوروبا (بريطانيا وفرنسا) كل الأوروبيين شاركوا إسرائيل بالأسلحة والمعلومات لهزيمة غزة، ومن خلفها فلسطين كلها، الكل فشل، الخسائر بالجملة على كل الأطراف، وعلى العالم كله.

المنظمات الدولية قالت بوضوح إنها حرب إبادة وتجويع للفلسطينيين وقتل أطفالهم، الذين يواجهون شبح الأمراض القاتلة.

قرن كامل شكل أمام أبناء المنطقة العربية كلها خروقًا متسعة للصراع والحروب الراهنة والمستقبلية، كان من الممكن أن تقع المنطقة العربية ومن خلفها كل الشرق الأوسط في براثن نتنياهو وحكومته، عندما تم اغتيال إسماعيل هنية، رئيس حماس فى طهران، قصدت إسرائيل في خضم الحرب ليس إرسال رسائل فقط، بل كان مقصودًا تحقيق هدفين، الأول؛ إفشال كل المفاوضات الداعية إلى هدنة أو إيقاف الحرب في غزة، والثاني؛ استدراج طهران مباشرة إلى الحرب، لم يقصد نتنياهو أن يتحين الفرصة لضرب المفاعل النووي الإيراني وحده، بل أرسل رسالة واضحة عبر جنوب ميناء الحديدة في اليمن واحتراقه على الخليج، أنه سوف يحرق ميناء عبدان، مركز تصدير النفط الإيراني إلى الصين وروسيا، وضرب مراكز التسليح للمسيرات التى تعتمد عليها روسيا في حربها ضد أوكرانيا، وهنا تدخل المجتمع الدولي، ليس لمنع الحرب على إيران، لكن لإنقاذ العالم من حرب واسعة لم يكن أحد مدركا تبعاتها.

بعد أشهر على أكتوبر 2023، وبعد تدمير غزة، وبعد الأرقام القياسية للقتلى والمصابين والشهداء والضحايا الذين قتلهم نتنياهو وجيشه، بوحشية لا نظير لها، وبعد ملايين المشردين الذين يبحثون عن بطل يخرج لنا من السجون أو من الأنفاق، لا نريد صنع النشوة بالأسطورة عبر التاريخ.

الحقيقة مملة والأسطورة مثيرة، وعلينا أن ندرك أننا لا نحتاج من أحد أن يقدم لنا وعودًا، دعونا نتعلم من الحرب القاسية، أننا سمعنا كثيرًا من الخطابات والوعود، وهناك مثل يقول، الوعود لا تلزم إلا من يصدقها.

ونحن أصبحنا لا نصدق إلا ما يحدث أمامنا بعد حرب غزة، يجب أن نساعد الفلسطينيين أولًا على تأسيس منظماتهم، وإعادة إحياء مدنهم، ومساكنهم، وإعطائهم الأمل فى الحياة، وإنعاش اقتصادهم، وإنشاء مؤسسات فلسطينية في كل ربوع غزة والضفة الغربية، أن يلتحم فلسطينيو الداخل أو فلسطينيو 1948 مع فلسطينيي الضفة وغزة، عبر مؤسسات ومنظمات للأعمال والتشغيل وإعادة البناء، لا نريد أبطالًا أو أصحاب أساطير، نريد رجالًا يبنون المدن ويعيدون إحياء الأمل الفلسطيني.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
30 يونيو أنقذت مصر والمنطقة العربية

تاريخان يحملان لمصر والدولة الحديثة والعالم العربى. إشارة إنقاذ وملحمة متكاملة وإلهاماً للحماية من الضياع والهزيمة.

مقترحات بايدن

من لا يدعم أى جهود لوقف الحرب على الشعب الفلسطينى فى غزة، فهو يرتكب جريمة أو جناية فى حق الإنسانية، وفى حق أهل القطاع الذين يعانون الجحيم بعينه.

المشهد في الشرق يزداد تعقيدًا

الضحايا يسقطون فى متوالية هندسية فى الأراضى المحتلة وحولها، وإسرائيل لا تدخر جهدا، لكى تجعل الحياة فى الشرق الأوسط مستحيلة، وليس فى غزة وحدها التى أصبحت

الأكثر قراءة