Close ad

من العلمين مرورًا برأس الحكمة حتى السلوم بالساحل الشمالي الغربي.. كنز الاستثمار العقاري

22-8-2024 | 19:22
من العلمين مرورًا برأس الحكمة حتى السلوم بالساحل الشمالي الغربي كنز الاستثمار العقاريصورة أرشيفية
هاجر بركات
الأهرام العربي نقلاً عن

لم يستحوذ الساحل الشمالى الغربى على اهتمامات الباحثين عن نسمات الهواء بعيدا عن «حر الصيف»، والاستمتاع بمياه البحر المتوسط الساحرة فحسب، بل بات هدفا للمطورين العقاريين والباحثين عن الاستثمار الأمن بعيدا عن تقلبات أسواق المال، بالتزامن مع موسم الإجازات وعودة المصريين من الخارج وانعقاد المعارض العقارية المختلفة.

المؤشرات الأولية للمبيعات العقارية، منذ بداية فصل الصيف تكشف عن زيادة حجم الطلب من العملاء، بدعم من صفقة تطوير مدينة رأس الحكمة بالشراكة بين مصر والإمارات، التى غيرت من ملامح المنطقة، ناهيك عن الرواج الذى تشهده مدينة العلمين الجديدة، التى أصبحت فى فترة زمنية وجيزة، مدينة متكاملة تعمل على مدار العام.

أصبح الساحل الشمالى الغربى، بما يضم من مشروعات لمدن جديدة ومنتجعات سياحية فاخرة، ركيزة مهمة لجذب مزيد من الاستثمارات لاسيما العربية والأجنبية، فى ظل التسهيلات والحوافز التى توفرها الدولة المصرية للمستثمرين، بالتزامن مع شبكة الطرق ووسائل النقل الحديثة التى تقوم الحكومة بتنفيذها، لربط الساحل الشمالى، بالمدن المحيطة، حيث يمتد نطاق منطقة الساحل الشمالى الغربى من العلمين حتى السلوم لمسافة نحو 500 كم، بنطاق وظهير صحراوى يمتد فى العمق لأكثر من 280 كم، ليشغل مسطح نحو 160 ألف كم2 تقريبًا.

وتعود أهمية هذا النطاق التنموى إلى تفرده وتميزه، فى أنه يحظى بجميع موارد ومقومات التنمية الموزعة بكافة أنحاء الجمهورية، لتتركز فى مكان واحد هو الساحل الشمالى الغربى وظهيره الصحراوى، وتعتبر منطقة الساحل الشمالى الغربى، بما تمتلكه من موارد مختلفة، أمل مصر لاستيعاب الزيادة السكانية خلال الأربعين عامًا المقبلة، وتُقدَّر بنحو 34 مليون نسمة، كما ستولد المشروعات المزمع تنفيذها بالمخطط نحو 11 مليون فرصة عمل حتى سنة الهدف 2052، ويتزامن تنفيذ المشروع مع الخطة التى تنفذها الحكومة، لترسيم الحدود المستقبلية لمحافظات الجمهورية، وما يحمله من توفير فرص تنموية واستثمارية وإقامة مجتمعات عمرانية جديدة تستوعب الزيادة السكانية المتوقعة فى العقود المقبلة، ناهيك عما يمثله مشروع تنمية الساحل الشمالى الغربى من أهمية إستراتيجية للدولة المصرية، حيث يصنف المشروع القومى الثالث بعد (تنمية منطقة قناة السويس،  المثلث الذهبى للتعدين)، فى قائمة المشروعات القومية للتنمية على مستوى الجمهورية، التى حددها المخطط الإستراتيجى القومى للتنمية العمرانية 2052.

المهندس علاء فكرى، نائب أول رئيس لجنة التطوير العقارى بجمعية رجال الأعمال المصريين، وعضو مجلس إدارة شعبة الاستثمار العقارى، يرجع أسباب الإقبال الكبير، من المهتمين بالاستثمار العقارى بالساحل الشمالى الغربى، إلى أن المنطقة تتمتع بموقع جغرافى متميز على ساحل البحر المتوسط، مما يجعلها وجهة مثالية للاستثمار والسياحة، فضلا عن بنية تحتية متميزة، قامت بها الدولة المصرية، ونجحت فى توفير خدمات ومرافق بمواصافات عالمية .

وأضاف فكرى قائلا: بلغة الاستثمار وتحقيق المكاسب يعد الساحل الشمالى الغربى، وجهة استثمارية واعدة لعدة أسباب، منها النمو السكانى الذى سيؤدى إلى زيادة الطلب على العقارات فى الساحل الشمالى، وهو ما يجعل هناك اتجاه لإقامة مدن مليونية على أراضيه، كذلك تمتع الساحل الشمالى شواطئ خلابة ومناخ معتدل، مما يجعله وجهة سياحية جذابة للسياح المحليين والأجانب.
وتابع فكرى: لا يقتصر النشاط الاقتصادى فى الساحل الشمالى الغربى على السياحة فقط، بل يتضمن أيضاً الأنشطة الزراعية والصناعية والخدمية، وتتنوع مجالات الاستثمار فى الساحل الشمالى، وتشمل العقارات، حيث تشهد أسعار العقارات فى الساحل الشمالى ارتفاعاً مستمراً، مما يجعلها استثماراً مربحاً على المدى الطويل، والسياحة فيمكن الاستثمار فى مشاريع سياحية مثل الفنادق والمنتجعات والمطاعم، والزراعة وتتمتع منطقة الساحل الشمالى بـ “تربة خصبة”، ومناخ مناسب للزراعة، مما يجعلها وجهة جيدة للاستثمار فى المشاريع الزراعية، والصناعية المختلفة، لاسيما مع توافر الطاقة اللازمة  لافتا النظر إلى المشروع الكبير الذى تشهده المنطقة والمتمثل  فى منطقة الضبعة النووية، وما يمثله من ركيزة أساسية، لتوفير الطاقة اللازمة على مدار العام لجميع المشروعات.

وجهة مثالية

ومن جانبه قال المهندس محمد البستانى، رئيس جمعية مطورى القاهرة الجديدة، إن الساحل الشمالى الغربى يشهد حركة عمرانية نشطة مع إقامة العديد من المشاريع الضخمة، كان آخرها صفقة “رأس الحكمة”، كونه يتميز بشاطئ يمتد لأكثر من 2000 كيلومتر، ويضم العديد من المدن المتنوعة، مثل العلمين الجديدة، التى تتميز ببنية تحتية حديثة وخدمات متكاملة، وأشار البستانى، إلى أن الساحل الشمالى يعد وجهة سياحية مميزة على مدار العام، مما يجعله وجهة مثالية للاستثمار فى مشاريع سياحية مثل الفنادق والمنتجعات، كذلك يعد من أهم وجهات الاستثمار العقارى وتصدير العقارات فى مصر، حيث تجذب المشاريع العقارية فيه المستثمرين من داخل مصر وخارجها.

وتابع البستانى، سيسهم الاستثمار فى مشاريع الساحل الشمالى الغربى فى جذب العملة الأجنبية، خصوصا مع تزايد الطلب على العقارات من قبل المستثمرين الأجانب، وستُسهم المشاريع العقارية فى الساحل الشمالى فى خلق فرص عمل جديدة للشباب المصرى، وأيضا مساهمته فى التنمية السياحة المصرية، خصوصا السياحة الشاطئية والعلاجية. واختتم البستانى، هناك ازدياد فى الطلب على الأراضى فى الساحل الشمالي، لإقامة مشاريع جديدة.

مستقبل واعد

ترتكز إستراتيجية الدولة المصرية لتنمية الساحل الشمالى الغربى على الاستخدام الأمثل لجميع الموارد والمقومات فى هذا النطاق، ويتمثل ذلك فى استغلال المناطق جنوب الشريط الساحلى، بدءًا من العلمين إلى السلوم فى استصلاح الأراضى بالاعتماد على مياه الأمطار والمياه الجوفية، وتنمية المدن الساحلية القائمة كمراكز تنمية رئيسية مع إنشاء مراكز سياحية عالمية، إضافة إلى استغلال ظهير الاستصلاح الزراعى فى إنشاء تجمعات عمرانية جديدة قائمة على الأنشطة السياحية والسكنية، وأنشطة التصنيع الزراعى والتعدين، فضلًا عن إنشاء عدد من التجمعات البيئية الجديدة لخدمة أنشطة سياحة السفارى، وإمكانية استصلاح ملايين الأفدنة على تحلية مياه البحر ومياه الصرف الزراعى المعالجة، لاستزراع نباتات الوقود الحيوى والأعلاف، بجانب استغلال منخفض القطارة فى التنمية المتكاملة.

ويؤكد المهندس طارق شكرى، وكيل لجنة الإسكان بمجلس النواب ورئيس غرفة التطوير العقارى باتحاد الصناعات، أن منطقة الساحل الشمالى الغربى شهدت خلال الفترة الأخيرة، تطورات واستثمارات كبيرة تسهم بدور فاعل فى رواج جميع المشروعات المزمع إقامتها، هناك وفى طليعتها المشروعات العمرانية. مشددا على أن عملية تنمية مدينة العلمين الجديدة، لعبت دورا مهما فى جذب كبار المستثمرين إلى منطقة الساحل الشمالى، مما أدى إلى زيادة الطلب على المشروعات العقارية فى المنطقة، كذلك أسهمت صفقة تطوير مدينة رأس الحكمة فى تعزيز ثقة المستثمرين بالجدوى الاقتصادية  للساحل الشمالى، وجذب استثمارات جديدة إلى المنطقة وتنوع المشروعات القائمة هناك .

وأرجع المهندس طارق شكرى، أسباب الإقبال الكبير من المستثمرين على الساحل الشمالى الغربى، منذ مطلع صيف 2024 إلى أن اتفاقية رأس الحكمة، أسهمت بدور كبير فى استقرار سعر العملة، ووقف نزيف ارتفاع أسعار مواد البناء، التى عانى منها المطورون العقاريون خلال  النصف الثانى من عام 2023، مما أسهم فى تحسين الوضع الاقتصادى وتدفق الاستثمارات، ورجح “شكرى” أن تغير المشروعات الجارى تنفيذها وجهة الساحل الشمالى الغربى، بشكل كامل خلال السنوات القليلة المقبلة، ويتحول إلى نقطة مهمة على السوق العقارى والسياحى ليس فى مصر وحدها، إنما بمنطقة الشرق الأوسط ككل، خصوصا مع شروع الدولة المصرية فى توفير البنية التحتية اللازمة لسياحة اليخوت، والانتهاء من تنفيذ مشروع القطار الكهربائى فائق السرعة الذى يربط تلك المنطقة  بجميع أنحاء مصر، ويسهل على الزائرين والمقيمين الانتقال من الساحل الشمالى، لكل من القاهرة والأقصر وأسوان، وكذلك لمدن البحر الأحمر والعودة فى زمن قياسى وبسهولة ويسر، ومعها ستتحول هذه المنطقة إلى وجهة استثمارية وسياحية مهمة خلال السنوات المقبلة، وتسهم فى خلق فرص عمل جديدة أمام جيل الشباب، وتعزيز النمو الاقتصادى فى مصر بشكل عام.

تنمية وتطوير

يعد وجود شبكة طرق متميزة، حرصت القيادة السياسية منذ عام 2014 على تنفيذها فى جميع أرجاء الجمهورية، وفقا لأحدث المعايير العالمية هو الركيزة الأساسية، لما يشهده الساحل الشمالى الغربى من تنمية، وإقبال كبير من المستثمرين، كون الطرق هى شرايين التنمية، وهو ما أكده رئيس مجلس الوزارء، د. مصطفى مدبولى، فى خطة حكومته خلال الفترة المقبلة، موضحًا أنه تم البدء فى تنفيذ مجموعة من المحاور العرضية التى تدعم الاتصالية بين المراكز العمرانية، بهذا النطاق التنموى وبين باقى أنحاء الجمهورية، خصوصا مناطق الصعيد، وذلك ضمن الخطة القومية للطرق، التى قطعت الحكومة شوطا كبيرا فى تنفيذها.
ويأتى فى مقدمة هذه المحاور، محور منخفض القطارة من طريق القاهرة – الإسكندرية، شرقًا بطول 220 كم وصولًا إلى رأس الحكمة، بالإضافة إلى ربط المنطقة بمحافظات الصعيد، من خلال شبكة جديدة من المحاور العرضية،  وهو ما يشير إليه المهندس فتح الله فوزى، نائب رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين، ورئيس لجنة التشييد والبناء بالجمعية، مشددا على توفير البنية التحتية، لاسيما الطرق الأمنة مع سهولة التنقل أسهم بدور فاعل فى الطفرة العمرانية الكبيرة، التى تشهدها منطقة الساحل الشمالى الغربى، وتحولها إلى واحدة من أهم المناطق جذباً للمستثمرين خلال الفترة الأخيرة.

وثمن “فتح الله”، بالتخطيط الرائع الذى قامت به الدولة المصرية، وتوفير البنية التحتية اللازمة، فضلا عن الأمن والأمان الذى يسود جميع ربوع الوطن، لافتا النظر إلى أن كل تلك الجهود  باتت تؤتى ثمارها تارة بتدشين مدينة العلمين، وما باتت تمثله من ركيزة أساسية لتنمية الساحل الشمالى، وتارة أخرى بتوقيع الحكومة المصرية أكبر صفقة عقارية بالمنطقة فى السنوات الأخيرة، ممثلة فى تنمية وتطوير منطقة رأس الحكمة  والتى لفتت الأنظار بشدة للأهمية الاستثمارية لمنطقة الساحل الشمالى الغربى خلال الفترة المقبلة.

ويعزى فوزى، هذا التحول إلى عدة عوامل، منها توفير الأراضى للمستثمرين، حيث قامت الحكومة المصرية بتوفير الأراضى وتيسير إجراءات الحصول عليها، مما سهل على المطورين تدشين مشروعاتهم المختلفة، فضلا عن جذب المزيد من الاستثمارات، وإقرار حوافز وتيسيرات للمستثمرين، مما شجعهم على ضخ المزيد من الأموال فى المشروعات العقارية، وقد حققت شركات التطوير العقارى العاملة فى رأس الحكمة نجاحات كبيرة، مما أسهم فى تعزيز ثقة المستثمرين فى هذه المنطقة، وهو ما يعكس قدرة الشركات العقارية المصرية على تصدير العقار المصرى، ويعد مؤشرًا إيجابيًا على قوة القطاع العقارى المصرى.

وأشار رئيس لجنة التشييد والبناء بجمعية رجال الأعمال المصريين، إلى أن الساحل الشمالى، يعد فرصةً حقيقيةً لجميع الشركات العاملة فى السوق، بداية من شركات التطوير العقارى إلى الشركات المتخصصة فى مجال صناعة مواد البناء، والشركات الأخرى المتخصصة فى المواد المكملة لبناء العقار، ويسهم هذا التطور فى خلق فرص عمل جديدة وتعزيز النمو الاقتصادى فى مصر.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة