Close ad

تيم والز.. الرهان الأكبر للديمقراطيين في معركة الرئاسة الأمريكية

22-8-2024 | 19:41
تيم والز الرهان الأكبر للديمقراطيين في معركة الرئاسة الأمريكية تيم والز
واشنطن ـ سحر زهران
الأهرام العربي نقلاً عن

فى ظل الصراع الشديد بين الحزبين الرئيسيين فى الولايات المتحدة، تتوجه الأنظار نحو الانتخابات الرئاسية المقبلة، كمعركة حاسمة ستحدد مستقبل البلاد لسنوات مقبلة. مع انسحاب الرئيس الحالى جو بايدن من السباق الرئاسى، ألقى الحزب الديمقراطى بثقله خلف نائبته كامالا هاريس، لكن التحليل العميق للأوضاع السياسية يشير إلى أن تيم «والز»، حاكم ولاية مينيسوتا، قد يكون الورقة الرابحة الحقيقية التى قد تقلب الموازين فى مواجهة دونالد ترامب‪.‬

التوترات السياسية والاجتماعية التى تشهدها الولايات المتحدة حاليًا، تعكس حالة من الاستقطاب غير المسبوق، خصوصا مع اقتراب الانتخابات الرئاسية فى نوفمبر المقبل. مع تعاظم التحديات أمام الديمقراطيين، بدأ الحديث يتزايد حول دور تيم والز، كعنصر محورى فى هذه المعركة. هذا التقرير يسعى لتقديم تحليل شامل لدور تيم والز فى دعم حملة كامالا هاريس الانتخابية، والكيفية التى يمكن أن يجعله فيها الديمقراطيون، رهانهم الأكبر فى مواجهة التحدى الضخم المتمثل فى عودة دونالد ترامب إلى الساحة السياسية‪.‬

تيم والز، ليس غريباً عن عالم السياسة والحكم، فقد بدأ حياته المهنية فى مجال التعليم، قبل أن ينتقل إلى العمل السياسي. خدم والز كعضو فى مجلس النواب عن ولاية مينيسوتا، قبل أن يتولى منصب حاكم الولاية. وهو والز من السياسيين الذين يمتلكون مزيجاً من الخبرات النظرية والعملية، وهو ما يجعله خيارًا إستراتيجياً للديمقراطيين فى هذا الوقت الحرج‪.‬

ولد والز فى ولاية نبراسكا عام 1964، ونشأ فى بيئة متواضعة، مما أعطاه فهماً عميقاً للقضايا التى تواجه الطبقة الوسطى والعاملة فى الولايات المتحدة. عمل كمدرس فى المدارس العامة، وهو ما زاد من تعاطفه مع قضايا التعليم والعدالة الاجتماعية. قراره بالدخول إلى عالم السياسة كان مدفوعًا برغبته فى إحداث تغيير حقيقى فى حياة الناس، خصوصا فى المناطق الريفية التى غالباً ما يتم تهميشها فى الخطاب السياسى الوطني‪.‬

التحول السياسى: من التعليم إلى الحكم

بدأ والز مسيرته السياسية كعضو فى مجلس النواب الأمريكى عن الدائرة الأولى فى مينيسوتا، خلال فترة خدمته فى الكونجرس، عُرف بتوجهاته الوسطية، واهتمامه الكبير بالقضايا التى تهم سكان الريف الأمريكي. كان والدًا لبنات وعضوًا فاعلاً فى لجنة الزراعة بمجلس النواب، حيث دافع عن مصالح المزارعين ودعم السياسات التى تعزز من قدرة الولايات الريفية على الصمود فى وجه التحديات الاقتصادية‪.‬

نجاحه فى مجلس النواب دفعه للترشح لمنصب حاكم مينيسوتا فى عام 2018، حيث فاز بالمنصب بدعم قوى من الناخبين فى الولاية. خلال فترة حكمه، عمل على تحسين النظام التعليمى فى الولاية وتعزيز الخدمات الصحية، مع التركيز على تقديم حلول عملية للمشاكل التى تواجه الولايات الريفية، هذا الأداء القوى على مستوى الحكم التنفيذى أكسبه سمعة جيدة داخل الحزب الديمقراطى وخارجه، وجعله واحدًا من أكثر الشخصيات تأثيراً فى الحزب‪.‬

رؤية الحزب الديمقراطي

مع انسحاب جو بايدن من السباق الرئاسى، بدأت التكهنات تدور حول من سيخلفه فى قيادة الحزب الديمقراطى فى الانتخابات المقبلة، بينما كانت كامالا هاريس الخيار الطبيعى لتولى قيادة الحملة، فإن التحديات التى تواجهها دفعت الحزب للبحث عن شخصية قوية، يمكنها تقديم دعم إستراتيجى يعزز من فرص النجاح فى الانتخابات‪.‬

تيم والز، بخبرته الواسعة فى الحكم وفهمه العميق لاحتياجات الناخبين، ظهر كخيار مثالى لشغل منصب نائب الرئيس، رؤية الحزب الديمقراطى تقوم على أن والز يمكنه أن يجذب الناخبين فى الولايات المتأرجحة، خصوصا فى الوسط الغربى، الذى يعتبر ساحة معركة حاسمة فى الانتخابات الرئاسية. قدرته على التحدث بلغة الناخبين العاديين، وتاريخه فى الدفاع عن القضايا التى تهمهم، قد يكونان العاملين الحاسمين فى تحويل كفة الانتخابات لصالح الديمقراطيين‪.‬

دوره فى تعزيز الحملة الانتخابية لكامالا هاريس

من المتوقع أن يكون لدور تيم والز فى الحملة الانتخابية تأثير كبير على فرص الديمقراطيين فى الفوز، حيث يتمتع والز بشعبية كبيرة فى ولايته مينيسوتا، والتى تُعد واحدة من الولايات الرئيسية فى السباق الرئاسى. دعم الناخبين فى هذه الولاية قد يكون عاملاً حاسماً فى تحقيق الفوز، خصوصا وأنها لم تصوت لمرشح جمهورى منذ عام 1972، كما يُعتبر والز شخصية معتدلة داخل الحزب الديمقراطى، وهو ما يمكن أن يساعد فى جذب الناخبين المستقلين والناخبين من الطبقة الوسطى، الذين قد يترددون فى دعم مرشح ديمقراطى يُنظر إليه على أنه يسارى بشكل مفرط. هذه الفئة من الناخبين غالباً ما تكون العامل الحاسم فى الانتخابات المتقاربة، وقدرة والز على التواصل معهم قد تكون مفتاح الفوز‪.‬

التحديات والفرص أمام تيم والز فى الحملة الانتخابية

بالرغم من المؤهلات القوية التى يتمتع بها تيم والز، فإن هناك العديد من التحديات التى قد يواجهها فى دوره كنائب للرئيس، تيم والز ليس شخصية معروفة على المستوى الوطنى، وهو ما قد يجعله هدفاً للهجمات من قبل الجمهوريين الذين سيحاولون استغلال هذا النقص فى الشهرة لزعزعة الثقة فيه‪.‬

قد يواجه والز تحديات من داخل حزبه نفسه، حيث إن بعض الفصائل اليسارية فى الحزب، قد ترى فيه شخصية غير ملائمة لتمثيلهم بسبب توجهاته المعتدلة، هذا التوتر الداخلى قد يؤثر سلباً على حملة هاريس ويضعف من تماسك الجبهة الديمقراطية فى مواجهة ترامب‪.‬

لكن بالرغم من هذه التحديات، فإن هناك العديد من الفرص التى يمكن أن يستغلها والز لتعزيز موقفه ودعم حملة هاريس. واحدة من هذه الفرص هى تقديم نفسه كمدافع عن الطبقة الوسطى والعاملة، وهى الفئة التى يشعر كثير من أفرادها بالتجاهل من قبل الحكومة الحالية، إذا استطاع والز إقناع هذه الفئة بأنه يمثل مصالحها، فقد يكون له تأثير كبير فى توجيه التصويت لصالح الديمقراطيين‪.‬

دوره فى القضايا الرئيسية

لا يمكن الحديث عن تيم والز دون التطرق إلى دوره فى معالجة القضايا الرئيسية التى تشغل بال الناخبين الأمريكيين، وهى الاقتصاد، الصحة، والتعليم. بصفته حاكم ولاية مينيسوتا، كانت هذه القضايا فى صميم أجندته السياسية، وهى التى ستشكل أيضًا محور حملته الانتخابية كنائب للرئيس‪.‬

يعتبر الاقتصاد القضية الأهم بالنسبة لكثير من الناخبين، وقد أظهر تيم والز خلال فترة حكمه، اهتمامًا كبيرًا بتحسين الأوضاع الاقتصادية فى مينيسوتا. عمل على تعزيز النمو الاقتصادى فى الولاية من خلال دعم الصناعات الصغيرة والمتوسطة، وتقديم الحوافز للشركات للاستثمار فى المناطق الريفية. هذه السياسات الاقتصادية قد تكون مفتاحًا لجذب الناخبين فى الولايات المتأرجحة، خصوصا فى ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التى تعيشها البلاد‪.‬

تعتبر قضية الصحة واحدة من أبرز القضايا التى تهم الناخبين الأمريكيين، وقد كان والز ناشطًا فى تحسين خدمات الرعاية الصحية فى ولايته. دعم والز توسيع برنامج “ميديكيد” لتشمل المزيد من الأسر ذات الدخل المنخفض، وعمل على تحسين جودة الرعاية الصحية فى المناطق النائية. هذه الإنجازات قد تساعد فى تقديمه كمرشح يهتم بصحة المواطنين، ويعمل على تحسين الخدمات الصحية للجميع، مما يعزز من جاذبيته لدى الناخبين‪.‬

بصفته معلمًا سابقًا، يعتبر تيم والز التعليم جزءًا لا يتجزأ من رؤيته السياسية. خلال فترة حكمه، عمل على زيادة تمويل المدارس العامة، وتحسين رواتب المعلمين، وتعزيز برامج التدريب المهنى للطلاب. فى وقت يعانى فيه النظام التعليمى الأمريكى من تحديات كبيرة، يمكن أن يظهر والز كمرشح يمتلك رؤية واضحة لتحسين التعليم وضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة‪.‬

دعم الجاليات: بين المسلمين واليهود

تيم والز يتمتع بميزة قد تكون حاسمة فى الانتخابات المقبلة، وهى قدرته فى الحفاظ على علاقات جيدة مع الجاليات المختلفة داخل الولايات المتحدة. بفضل سياساته المتوازنة ومواقفه المعتدلة، فقد نجح والز فى كسب دعم الجاليات الإسلامية واليهودية، وهما من الجاليات المؤثرة فى الانتخابات الأمريكية‪.‬

الجالية الإسلامية: تعتبر ولاية مينيسوتا واحدة من الولايات، التى تضم نسبة كبيرة من المسلمين الأمريكيين. وقد نجح والز فى كسب ثقتهم من خلال مواقفه المتوازنة تجاه القضايا الحساسة التى تهمهم، مثل حقوق الإنسان والسياسات الخارجية. فى ظل تراجع دعم الجاليات الإسلامية للديمقراطيين بسبب مواقف بايدن الأخيرة، يمكن لوالز أن يكون الجسر الذى يعيد جزءًا من هذا الدعم، مما يعزز من فرص الديمقراطيين فى الانتخابات‪.‬

الجالية اليهودية: بالرغم من أن تيم والز ليس من داعمى إسرائيل المتشددين، فإنه يحتفظ بعلاقات جيدة مع العديد من القيادات اليهودية فى الولايات المتحدة. مواقفه الداعمة لحقوق الإنسان والتزامه بالحفاظ على حقوق الجميع، بغض النظر عن ديانتهم أو خلفيتهم، جعله شخصية مقبولة لدى العديد من اليهود الأمريكيين. هذه القدرة على التوازن بين الجاليتين، يمكن أن تضيف له دعمًا إضافيًا من الناخبين الذين يبحثون عن مرشح يجمع بين العدالة والتوازن‪.‬

مع اقتراب الانتخابات الرئاسية، تزداد التحديات التى تواجه تيم والز وكامالا هاريس فى حملتهما الانتخابية، لكن العديد من المحللين السياسيين والإعلام الأمريكى، يرون أن هذه التحديات يمكن أن تتحول إلى فرص إذا تم التعامل معها بحكمة وذكاء. فى هذا الجزء من التقرير، سنستعرض آراء بعض المحللين السياسيين البارزين، وتغطية وسائل الإعلام الأمريكية بشأن تيم والز ودوره فى تعزيز حملة الديمقراطيين‪.‬

المحلل السياسى شون تاون قال: “عند اختيار نائب الرئيس، يسعى المرشحون دائمًا إلى شخص لا يتسبب فى أى ضرر، وأيضًا شخص يمكنه تعويض نقاط الضعف لدى المرشح الرئيسي. تيم والز يحقق كلا الهدفين، حيث يتمتع بسجل تقدمى يمكنه أن يرضى قاعدة الحزب الديمقراطي، وفى الوقت نفسه يحمل طابع الغرب الأوسط الأمريكى المعروف بـ “اللطافة المينيسوتية”، مما يجعله جاذبًا للعديد من الناخبين‪.‬

وأضاف تاون: “فى هذه الانتخابات، حيث يعبر العديد من الناخبين عن عدم ارتباطهم بأى من المرشحين، يظهر والز كشخص لطيف يمكن للجميع الارتباط به، أشبه بالمعلم الذى يتذكره الجميع بكل خير. هذا الاختيار يضع المنافسة فى إطار “الشخص اللطيف” مقابل “الشخص الغاضب”، ولهذا السبب بدأ والز فى الهجوم من خلال تصوير ترامب وجي. د. فانس على أنهما غريبان.

وأكد تاون أن “والز أثبت حتى الآن أنه متحدث فاعل، لكنه سيواجه تحديًا كبيرًا فى مناظرة ج.د. فانس. فرغم الانتقادات التى يتعرض لها فانس، لا يمكن لأحد أن ينكر ذكاءه العالى، ويعلم والز أنه يحتاج إلى تحضير

جيد لما قد يكون مناظرة شديدة الصعوبة‪.”‬

وأشار تاون إلى أن “والز سيواجه أيضًا تدقيقًا لدوره كحاكم لولاية مينيسوتا، خلال حادثة مقتل جورج فلويد فى عام 2020. وبرغم أن هذه الحادثة لم تضر بشعبيته لدى الناخبين – حيث أُعيد انتخابه فى عام 2022 – فإنه من المتوقع أن يواجه هجمات من ترامب على استجابته للاحتجاجات وأعمال الشغب التى تلت ذلك‪.”‬

أوضح تاون أن “اختيار تيم والز، يعكس رغبة الديمقراطيين فى تقديم مرشح يستطيع جذب الناخبين من خلال نهجه المتوازن والوسطية السياسية التى يتمتع بها، وهو ما قد يمنحهم ميزة فى مواجهة ترامب وفريقه‪.”‬

من جانبه يرى المحلل السياسى نبيل ميخائيل، أن اختيار كامالا هاريس لتيم والز، كنائب لها فى السباق الرئاسى يعد خطوة مهمة، خصوصا أنه يحمل خبرة كبيرة كحاكم لولاية مينيسوتا وعضو سابق فى مجلس النواب. ميخائيل أشار إلى أن “ميزة أى حاكم، لو وضع على البطاقة الانتخابية للحزب الديمقراطى أو الحزب الجمهورى فى السباق نحو الرئاسة، تكمن فى خبرته فى اتخاذ القرارات لتدبير شئون ولاية كبيرة، وهذا

ما يضفى دعماً قوياً”. وأضاف: “هناك معلومة طريفة أن اختيار هاريس لتيم والز كنائب لها، هو أول مرة منذ عام 1928 يختار الحزب الديمقراطى لمنصب نائب الرئيس حاكم ولاية ليس سابقًا”.

وأكد ميخائيل أن خبرة والز كحاكم، بالإضافة إلى خبرته فى واشنطن كعضو فى مجلس النواب عن إحدى الدوائر الانتخابية فى ولاية مينيسوتا، تجعله “اختيارًا قويًا حسب تقديرات كامالا هاريس”. ورأى أن وجود والز على البطاقة الانتخابية “يضمن أن تصوت ولاية مينيسوتا له”، مشيرًا إلى أن “آخر مرة صوتت فيها مينيسوتا لمرشح جمهورى كانت عام 1972 للرئيس نيكسون‪”.‬

وأشار إلى أن والز “خدم فى القوات المسلحة الأمريكية، وهذا أمر مهم لأنه يظهر أمام جمهور الناخبين الأمريكيين كشخص يدافع عن بلاده. كما عمل كمدرس، وهذه قضية مهمة لأنه يضفى له خبرة فى التعليم، وهى قضية مهمة فى أمريكا”. ووصف ميخائيل والز بأنه “شخص محبوب فى ولايته”، مما يعزز من فرص هاريس فى كسب الرئاسة‪.‬

ورأى ميخائيل أن والز قد يكون “ورقة رابحة يحتاجها الديمقراطيون لمواجهة ترامب”. ولكنه استدرك قائلاً: “الأمر يعتمد على رأى الشعب الأمريكى وكيف سيصوتون. فاختيار والز يعزز من فرص هاريس فى كسب الولايات المجاورة المعروفة باسم الوسط الغربى أو الميد وست”.

وأكد أن والز “يمثل قيم وصفات وأخلاق الوسط الغربي”، مما قد يساعد فى كسب الولايات المتأرجحة مثل بنسلفانيا وميشيجان ووسكنسن. وأضاف: “والز من ولاية نبراسكا، التى تقسم أصواتها حسب من يكسب الدوائر الانتخابية، وفى عام 2020، ربح بايدن صوتًا واحدًا من نبراسكا، بسبب فوز دائرة انتخابية له بالأغلبية، وكل رقم له تأثير مهم فى المجمع الانتخابي”.

وشدد ميخائيل على أهمية أن والز “ينتمى إلى الطبقة العاملة ويحاول أن يحافظ على مكاسب الطبقة الوسطى ويفهم احتياجاتها”، مؤكداً أن هذه العوامل كلها “ستكون أوراق ربح، يستطيع تيم والز أن يعرضها على الناخبين والمجمع الانتخابى الأمريكى”.

وعن التحديات التى قد تواجه والز وهاريس، قال ميخائيل: “التحديات عديدة، منها أنه شخص غير معروف على المستوى القومي، وأن كليهما لم يخض المعركة التمهيدية أو الانتخابات الأولية، مما قد يظهرهما كمعينين”. وأشار إلى أن “الكيفية التى سيناقش بها والز مهامه أو آراءه، خصوصًا لو دخل فى مناظرة مع جى دى فانس أو تعرض لهجماته، ستكون حاسمة”. وأضاف: “قد يتعرض تاريخه العسكرى لهجمات، حيث قد يقال إن تعييناته كانت فى مهام غير حساسة أو مهمة، أو أن خدمته العسكرية كانت فى قطاعات لم تشهد مهاما قتالية‪”.‬

ورأى ميخائيل أن والز “يبدو شخصًا متقدمًا فى السن وعجوزًا”، مما قد يؤثر على أدائه فى النقاشات، خصوصا أنه “يأخذ وقتًا طويلاً لشرح آرائه، وبعض كلماته وعباراته غير مفهومة”. وأضاف: “عندما سئل عن مغزى حجم الجماهير التى تحضر خطب ترامب وخطب هاريس، قال إننا نحضر أناسا ليستمعوا إلينا، لكنه عبر عن ذلك بطريقة غير مفهومة”.

وأوضح أن طريقة عرض والز للقضايا “قد لا تحظى بالقبول أو الفهم من قبل جماهير الناخبين الأمريكيين”. وأشار إلى أن “البعض قد يهاجمه كحاكم ولاية مينيسوتا، متهمينه بالتطرف والجنوح نحو اليسار وفشله فى احتواء المظاهرات التى عمت الولاية فى عام 2021 بعد حادثة مقتل جورج فلويد”.

وأشار ميخائيل إلى أن “هناك أنباء عن اتصالات أجراها والز بالصين أثناء وجوده كحاكم، وربما تعرض هذه القضية لتخويفه”. وأكد أن نجاح والز وهاريس فى الانتخابات يعتمد على قدرتهما على كسب الأصوات المتأرجحة، مشيراً إلى أن “الحزب الديمقراطى يتجه نحو اليسار، وقد يرى العديد من الأمريكيين أن هذا تطرف سياسي”. وأضاف: “إذا استطاع والز النجاح فى الولايات المتأرجحة، قد يصبح نائب الرئيس، لكننى أشك فى ذلك لأن قوة ترامب لا تزال كبيرة، وأعتقد أن الكثير من المفاجآت ستحدث قريبًا فى السياسة الخارجية الأمريكية، خصوصا فى أوكرانيا والشرق الأوسط، وستكون لها انعكاسات سلبية على هاريس وبايدن والز”.

وقال المحلل السياسى الدكتور توفيق حميد إن تيم والز، حاكم ولاية مينيسوتا، يمثل خيارًا قويًا لدعم حملة الديمقراطيين فى الانتخابات الرئاسية المقبلة، نظرًا لتوازنه فى كثير من القضايا، وهو ما يجعله قادرًا على استعادة جزء من الدعم الذى فقده الحزب، بسبب سياسات بايدن الأخيرة فى الشرق الأوسط‪.‬

وأشار حميد إلى أن بايدن خسر دعم نسبة كبيرة من الجاليات الإسلامية والعربية فى الولايات المتحدة، نتيجة لمواقفه فى حرب غزة، وهى جاليات كانت تقليديًا داعمة للديمقراطيين. وأضاف: “هذا الدعم المفقود يمكن أن يؤثر بشكل كبير على النتائج النهائية للانتخابات، حيث إن الفروق الطفيفة فى نسب التصويت قد تكون حاسمة فى الانتخابات المتقاربة”.

وأوضح حميد أن تيم والز يعتبر شخصية متوازنة من ولاية تضم نسبة عالية من المسلمين، وله علاقات جيدة مع الجاليات الإسلامية، ويأخذ مواقف متوازنة ومحسوبة تجاه القضايا الحساسة. كما أشار إلى أن والز يحظى بشعبية لدى اليهود، برغم أنه ليس داعمًا قويًا لإسرائيل، لكنه يلتزم بمواقف تتعلق بحقوق الإنسان، مما يجعله مقبولاً لدى العديد من اليهود‪.‬

كما أكد حميد أن والز يمتلك خبرات عملية كبيرة، حيث درس الزراعة وعمل حاكمًا لولاية مينيسوتا، وهو ما يضفى عليه طابعًا تنفيذيًا مميزًا يمكن أن يعزز حملة كامالا هاريس، التى تفتقر إلى بعض الخبرات التنفيذية، سواء كعضو فى مجلس الشيوخ أم كنائبة للرئيس. وأضاف: “والز يضيف لها خبرات عملية فى التعامل مع المشاكل الواقعية والتنفيذية، مما يمنح الناخبين الثقة فى التوازن الذى يمكن أن يقدمه الفريق الانتخابي”.

وفيما يتعلق بدور والز فى الحملة، أكد حميد أنه قد يكون مفيدًا، لكنه ليس الورقة الرابحة الوحيدة فى مواجهة ترامب. وعلق قائلاً: “تيم والز قد يكون مفيدًا بدرجة محدودة، لكنى لا أعتقد أنه سيكون الورقة الرابحة. أعتقد أن الورقة الرابحة ستكون فى أداء كامالا هاريس وأداء ترامب، خصوصا إذا ارتكب الأخير أخطاء أو اتخذ مواقف أثارت غضب ناخبيه”.

وبالنسبة للتحديات التى قد تواجه والز فى دوره كمساعد رئيس حملة هاريس، أشار حميد إلى أن “أكبر تحد قد يواجهه هو كيفية إدارة الضغوط المتزايدة من الجالية الإسلامية الكبيرة فى مينيسوتا، والتى قد تطالب بمواقف أكثر حدة تجاه إسرائيل”. وأضاف: “إذا استجاب لهذه الضغوط، فقد يخسر دعم اللوبى الإسرائيلي، وإذا لم يستجب، قد يخسر دعم الجالية الإسلامية”.

وأكد حميد أن التغلب على هذه التحديات، يتطلب استخدام تعبيرات سياسية مطاطة وغير محددة، وعدم الانحياز بشكل واضح لأى طرف، وذلك للحفاظ على الدعم من جميع الجهات دون خسارة أحدها. واختتم قائلاً: “هذا التوازن هو من أصعب ما يمكن تحقيقه فى الوقت الحالي، ويحتاج إلى إدارة دقيقة وحذر شديد فى التعامل مع المواقف الحساسة”.

يصف جوناثان مارتن المحلل السياسى فى صحيفة نيويورك تايمز والز، بأنه “الرجل المناسب فى الوقت المناسب” بالنسبة للحزب الديمقراطي. يرى مارتن أن والز قادر على جذب الناخبين فى الولايات المتأرجحة، مثل مينيسوتا ووسكنسن وميشيجان، وهى ولايات حاسمة فى السباق الانتخابي. وفى مقال نشره فى صحيفة نيويورك تايمز، كتب مارتن: “تيم والز يتمتع بخبرة عملية وقريبة من الشعب، مما يجعله قادرًا على التواصل مع الناخبين العاديين، بطريقة تفوق الكثير من السياسيين فى واشنطن”.

ومع ذلك، يشير مارتن إلى أن التحدى الأكبر أمام والز، سيكون فى تقديم نفسه بشكل فاعل على المستوى الوطني، خصوصا فى ظل الحضور القوى لدونالد ترامب على الساحة السياسية. يقول مارتن: “يحتاج والز إلى تجاوز حاجز الشهرة الوطنية، وأن يثبت للناخبين أنه يمتلك القدرة على قيادة البلاد فى هذه الأوقات العصيبة”.

ترى آمى والتر، المحللة السياسية فى كوك بوليتيكال ريبورت، أن تيم والز يمثل “جسرًا بين الفصائل المختلفة داخل الحزب الديمقراطى”، وهو ما يجعله خيارًا إستراتيجيًا لحملة هاريس، تشير والتر إلى أن والز قادر على جذب الناخبين المستقلين والمعتدلين، وهى فئة أساسية لتحقيق الفوز فى الانتخابات‪.‬

فى تحليل نشرته على موقع كوك بوليتيكال ريبورت، كتبت والتر: “ما يميز تيم والز هو قدرته على توحيد الصفوف داخل الحزب الديمقراطي، والتواصل مع الناخبين الذين يشعرون بأنهم مهملون من قبل النخبة السياسية. إذا استطاع والز تقديم نفسه كمرشح يمثل الجميع، وليس مجرد واجهة للحزب، فإنه قد يلعب دورًا حاسمًا فى نجاح حملة هاريس”.

تعتبر جينفر روبين، الكاتبة والمحللة السياسية فى صحيفة واشنطن بوست أن تيم والز يواجه تحديات كبيرة، خصوصا فى ظل الهجمات المتوقعة من حملة دونالد ترامب. فى عمودها فى صحيفة واشنطن بوست، أشارت روبين إلى أن الجمهوريين سيحاولون تصوير والز كمرشح ضعيف، وغير مؤهل لقيادة البلاد على المستوى الوطني‪.‬

تقول روبين: “تيم والز قد يكون خيارًا قويًا داخل الحزب الديمقراطي، لكنه يفتقر إلى الشهرة الوطنية التى يمتلكها ترامب. الجمهوريون سيحاولون استغلال هذا النقص فى الشهرة لتقليل الثقة فيه لدى الناخبين، مما يضعه فى موقف صعب”. ومع ذلك، تعتقد روبين أن والز يمكنه تجاوز هذه التحديات من خلال التركيز على رسالته الأساسية المتعلقة بخدمة الشعب والعمل لصالح الطبقة الوسطى والعاملة‪.‬

فى تغطيتها للتحضيرات الانتخابية، ركزت‪ CNN ‬على الدور الحاسم الذى قد يلعبه تيم والز فى الحملة الانتخابية لكامالا هاريس. فى برنامج‪ “The Situation Room” ‬مع وولف بليتزر، تم تسليط الضوء على أهمية اختيار والز كنائب للرئيس وكيف يمكن أن يعزز فرص الديمقراطيين فى الولايات المتأرجحة‪.‬

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة