بعد ما زادت أجهزة الرادار على الطرق؛ وتطورت أنظمتها بشكل كبير؛ حتى تمكنت من متابعة عشرات السيارات في الثانية الواحدة؛ وبعدما اقتنع الناس بجدواها؛ وبقدرتها على كشف المخالفات التي أنشئت لها؛ مثل تجاوز السرعة المقررة؛ وكذلك عدم ارتداء حزام الأمان؛ وأيضًا التحدث في التليفون المحمول؛ أعتقد أن عدد المخالفات يقل يومًا بعد يوم؛ أتذكر أنه كل عدة أيام كانت تأتي لي ولغيري رسالة من إدارة المرور بحدوث مخالفة مرورية؛ ومرفق كامل التفاصيل؛ حتى يتسنى دفع قيمة المخالفة بحدها الأدنى خلال فترة زمنية قصيرة.
ذلك النظام أدى وبكل فاعلية لتخفيض عدد المخالفات على الناس؛ وكذلك أعتقد أنه أدى لضبط الطرق بنسبة ليست صغيرة.
ولكن بات هناك آثار جانبية؛ بعد تشغيل تلك المنظومة الرائعة؛ تسبب كوارث في بعض الأحيان؛ أولها؛ أن الناس باتت تعرف أماكن الرادار؛ لاسيما أنها ثابتة؛ فترتكب المخالفات بأريحية؛ وقبل الوصول لنقطة الرادار؛ يتم تهدئة السرعة وارتداء الحزام والبعد عن المحمول.
وهذا قد يحلينا لأحد أهم أسباب الحوادث؛ وهي السرعة الكبيرة غير المنضبطة؛ بكل تأكيد تسبب حوادث وتودي بأرواح الأبرياء؛ ممن لا ذنب لهم، وأعتقد أن الحل الحاسم لاستمرار السير بالسرعة القانونية؛ هو التأكد من مراقبتها على الدوام.
ونحن هنا أمام عدة خيارات:
الأول؛ مضاعفة عدد الأجهزة بالشكل الذي لا يمكن أي قائد سيارة من مجرد التفكير في تجاوز السرعة؛ مع مضاعفة قيمة الغرامة القانونية؛ لتكون رادعة ومانعة لأي تجاوز في السرعات القانونية.
الثاني؛ عودة الرادارات المتحركة؛ من خلال السيارات الحديثة المجهزة بكل ما تحتاجه منظومة المرور؛ مع تغيير أماكن تمركزها؛ فلا يعرف الناس وقت ومكان وجودها؛ وهذا من شأنه تقليل السرعات؛ لاسيما إذا رفعنا قيمة المخالفات.
الخيار الأخير؛ تعديل المطلوب من الأجهزة؛ ليتجاوز الأمر؛ تصوير السيارات التي تخالف السرعة وعدم ارتداء الحزام؛ والتحدث في المحمول؛ لنصل لمرحلة أهم؛ وهي قراءة الطريق كله بشكل كاشف؛ وتكون المخالفات على عدم الالتزام بالحارة المرورية؛ وهي على ما أعتقد مفعلة الآن.
وإعطاء مخالفة لكل من يخالف قانون المرور؛ ولأن الكلمة مطاطة؛ أشرح مقصدي.
بداية أٌجل فكرة إرسال المخالفات مشفوعة بصورة المخالفة؛ لضمان الجدية والحيادية، ومن ثم أتمنى أن يتسع قلب جهاز الرادار؛ لمراقبة الطريق بشكل تام؛ وفي حالة ارتكاب مخالفة ليس فقط بحق الطريق؛ بل أيضًا بحق الرفيق؛ أي رفقاء الطريق؛ في بعض الأحيان نشاهد تصرفات غير معقولة من بعض قائدي السيارات؛ حيال السيارات التي تسير بجانبهم؛ فلو علم الناس أنهم تحت المراقبة المستمرة طوال فترة القيادة؛ وليس الأمر مرهونًا ببعض الفترات فقط؛ لانصلح أحوال الكثيرين، وعم الأمان الطريق.
أما أكثر الأمور خطورة؛ فهو قيادة السيارات بدون لوحات؛ قد ترى بعض الفيديوهات المصورة على وسائل التواصل الاجتماعي؛ لأناس يصورون سيارات نقل ثقيل أغلبهم يحملون مخلفات ويسيرون ليلًا دون لوحات؛ حتى لا يمكن الوصول إليهم؛ تلك السيارات تسعى في الطريق فسادًا؛ ترتكب كل الموبقات وكذلك الممنوعات دون وازع من ضمير؛ ودون رادع.
أعتقد أن وجود سيارات الشرطة التي تجوب الشوارع ليلًا بحثًا عن هؤلاء؛ من شأنه أن يٌشعر الناس بالأمان؛ وكذلك يمكن أن يسبب حالة من حالات الردع للمخالفين.
الحوادث المرورية التي تقع نتيجة الرعونة في القيادة؛ أو أي أسباب أخرى نتيجة مخالفة قوانين وقواعد المرور المتعارف عليها؛ أحيانًا قد تكون موجعة وتخلف ضحايا؛ وتشتت شمل أٌسر كاملة؛ دون جريرة ارتكبوها.
أتمنى أن يجد الحل المطروح الرعاية التي تستحق؛ فحياة الناس هي أثمن ما خلق الله.
[email protected]