Close ad

رؤية جديدة للتعليم.. هل تحقق قرارات الوزارة الأهداف المنشودة؟

21-8-2024 | 18:03
رؤية جديدة للتعليم هل تحقق قرارات الوزارة الأهداف المنشودة؟إلغاء الدروس الخصوصية وغلق السناتر
شيماء شعبان

أثارت تصريحات وزارة التعليم بشأن غلق السناتر والكتب الخارجية وإلغاء بعض المواد الدراسية، مثل الفلسفة واللغة الثانية والتاريخ، جدلاً واسعاً في الأوساط التعليمية والاجتماعية. فهل ستكون هذه القرارات رؤية جديدة لنظام التعليم في مصر؟

موضوعات مقترحة

هذا ما تجيب عنه "بوابة الأهرام" خلال السطور التالية باستعراض آراء عدد من الخبراء التربويين

أسباب قرارات وزير التربية والتعليم بإلغاء بعض المواد

يقول الدكتور محمد عبدالعزيز، الخبير التربوي، أستاذ العلوم والتربية بكلية التربية جامعة عين شمس: في خطوة مفاجئة، أعلنت وزارة التعليم سلسلة من القرارات التي من شأنها أن تغير وجه العملية التعليمية في مصر. فقد قررت الوزارة غلق السناتر التي تقدم دروساً خصوصية، وحظر استخدام الكتب الخارجية، وإلغاء بعض المواد الدراسية، مثل الفلسفة واللغة الثانية والتاريخ من المناهج الدراسية.

ويرجع الخبير التربوي أن الأسباب وراء هذا القرار هو تطوير المناهج الدراسية؛ حيث بررت الوزارة قراراتها برغبتها في تطوير المناهج الدراسية وتحديثها بما يتناسب مع متطلبات العصر، هذا بالإضافة إلى مكافحة الدروس الخصوصية؛ حيث  تسعى الوزارة إلى القضاء على ظاهرة الدروس الخصوصية التي أصبحت عبئاً على الأسر المصرية، وأكدت الوزارة أهمية التركيز على المواد الأساسية التي تسهم في بناء شخصية الطالب وتأهيله لسوق العمل.

ردود الأفعال على قرارات إلغاء بعض المواد التعليمية

ولفت عبد  العزيز، إلى أن هذه القرارات أثارت ردود أفعال متباينة بين مؤيد ومعارض، ففي حين رحب البعض بهذه الخطوة واعتبروها خطوة نحو تطوير التعليم، إلا أن آخرين انتقدوها بشدة واعتبروها تراجعاً عن المكتسبات التي تحققت في مجال التعليم.

وتساءل الخبير التربوي  الدكتور محمد عبد العزيز، هل تسهم هذه القرارات في تطوير العملية التعليمية أم أنها ستؤدي إلى تدهورها؟ وما الآثار المترتبة على الطلاب والمعلمين وأولياء الأمور؟


الدكتور محمد عبد العزيز الخبير التربوي

هل سيتم تطبيق قرار إغلاق السناتر؟

من جانبها، ترى الدكتورة بثينة عبد الرؤوف، الخبيرة التربوية أن قرار إغلاق السناتر، سيخفف العبء المادي على الأسر، ويُحسن مستوى الطلاب في المدارس الحكومية، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا: ما ضمان تطبيق هذا القرار، هل سيفعّل على أرض الواقع؟ فالسيطرة على هذا الأمر صعبة للغاية.

وأضافت: كما أن  إغلاق السناتر ليس حلاً سحرياً لأزمة التعليم، بل هو جزء من حلول متكاملة. يجب على الحكومات والمجتمع المدني العمل معاً لتوفير بيئة تعليمية مناسبة لجميع الطلاب، وتطوير نظام تعليمي عادل وفعال.

مراجعة المناهج الدراسية بشكل دوري

وفي ما يتعلق بدمج المواد وتطوير المناهج، أوضحت أنه تجب مراجعة المناهج الدراسية بشكل دوري وتحديثها لتتناسب مع متطلبات العصر.كما يجب توفير برامج تدريبية مستمرة للمعلمين لرفع كفاءتهم وتزويدهم بالمهارات اللازمة، مضيفة: يجب تهيئة بيئة تعليمية جاذبة في المدارس، تشجع الطلاب على التعلم وتنمي قدراتهم.

ونوّهت الدكتورة بثينة عبد الرؤوف، بضرورة إعادة النظر في نظام الامتحانات وتقليل التركيز على الحفظ والتلقين، مؤكدة على وجوب توفير الدعم اللازم للطلاب الذين يعانون من صعوبات في التعلم.


الدكتورة بثينة عبد الرؤوف

تخفيض المجموع ودمج الفيزياء والكيمياء

وفي السياق ذاته، قال الدكتور وائل كامل، الخبير التربوي عضو هيئة تدريس بجامعة حلوان، إن قرار دمج تلك المواد الآن لن يقلل  الدروس الخصوصية، بل سيزيد منها، فمادة العلوم المتكاملة لن يستطيع مدرس واحد أن يدرسها، بالإضافة إلى أننا نعاني من قلة عدد المدرسين.

تعديل المجموع الكلي للثانوية العامة

ولفت الخبير التربوي أن تخفيض المجموع قد لا يكون في مصلحة الطالب، حيث إن  كل 3 أخطاء تمثل 1% على عكس السابق كان كل 5 أخطاء تمثل 1% وهذا ليس في مصلحة الطالب، مشيرًا إلى أن إلغاء بعض المواد الأدبية مثل الفلسفة والمنطق وعلم النفس وخروج اللغة الثانية من المجموع سوف تؤثر على  الإقبال على الأقسام بالكليات وأيضا تعديل معايير القبول بأقسام وكليات اللغات وذلك لأن تلك المواد ستكون هامشية.


الدكتور وائل كامل الخبير التربوي

تغيير نظام الامتحانات

وأوضح أن نظام الامتحانات الحالي ليس نظام مقياس مستويات المعرفة لأنه لا يصلح في كل المواد،  منوهًا أن المادة 26 من قانون التعليم تنص على " أن تتكون مقررات الدراسة في التعليم الثانوي العام من مواد إجبارية واختيارية ويصدر بتحديد هذه المواد وعدد المواد الاختيارية التي يتعين علوى الطالب اجتيازها بنجاح قرار من وزير التعليم بعد موافقة المجلس الأعلى للتعليم ما قيل الجامعي والمجلس الأعلى للجامعات".

وطالب كامل بضرورة توفير عملية تعليمية منتظمة وتعويض العجز في عدد المدرسين، لافتًا إلى أن يبقى تقييم هذه القرارات مرهوناً بالنتائج التي ستظهر على أرض الواقع، فهل ستحقق الوزارة الأهداف التي تسعى إليها أم ستواجه المزيد من التحديات؟

موضوعات تهمك:

بين مؤيد ومعارض.. هل تفتح إصلاحات الثانوية العامة آفاقًا جديدة للطلاب؟

الثانوية العامة ليست النهاية.. كيف تبني مستقبلك بعد النتيجة؟

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة