‎ أدعية حفظ اللسان من الغيبة والنميمة

‎الحفاظ على اللسان من الغيبة والنميمة أمر عظيم، وهو من أسباب طهارة القلب وسلامة النفس فاللسان عضو صغير الحجم، لكنه قادر على أن يسبب أضرارًا جسيمة إن لم يتم ترويضه وتوجيهه نحو الخير.

فالكلام الطيب يزرع المحبة والوئام، بينما الكلام السيئ يهدم العلاقات ويترك جروحًا عميقة في النفوس.

ولذلك، حثنا ديننا الحنيف على حفظ اللسان عن كل ما يغضب الله ويسيىء إلى الآخرين ولقد وردت في القرآن والسنة أدعية كثيرة تساعدنا على ذلك.

تعريف الغيبة 

الغيبة هي  كما جاء في الحديث الشريف: قيل ما الغيبة يا رسول الله؟ فقال: ذكرك أخاك بما يكره، قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه فقد بهته. رواه مسلم.

وعن أبي بكر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في خطبته يوم النحر بمنى في حجة الوداع: ( إن دماءكم، وأموالكم، وأعراضكم، حرام عليكم كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا، ألا هل بلغت ). متفق عليه. 

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت للنبي صلى الله عليه وسلم حسبك من صفية كذا وكذا. قال بعض الرواة: تعني قصيرة، فقال: ( لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته ).

 وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم، فقلت: من هؤلاء يا جبريل ؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس، ويقعون في أعراضهم ). رواه أبو داود

موضوعات قد تهمك:

صلاة الاستخارة.. كيفيتها والأوقات المستحبة ودعاؤها وماذا نقرأ فيها؟ | فيديو وصور

صلاة قضاء الحاجة.. حكمها وكيفيتها والأوقات المستحبة ودعاؤها ومتى كان الصحابة يصلونها؟ | فيديو وصور

‎أهمية حفظ اللسان من الغيبة والنميمة

-  حماية من الذلات: إن حفظ اللسان عن الكلام السيىء والباطل يحمينا من الوقوع في الذلات والمهانات. فالكلام غير المدروس قد يؤدي إلى فضيحة أو مشكلة لا حصر لها.
-  كسب رضا الله: إن الله سبحانه وتعالى يحب العبد الذي يحفظ لسانه ويبتعد عن الغيبة والنميمة والسب والشتم. فحفظ اللسان هو من أعظم العبادات التي تقرب العبد من ربه.
-  بناء علاقات قوية: الكلام الطيب والجميل هو لبنة أساسية في بناء العلاقات الاجتماعية القوية والمتينة. فمن خلال الكلام الهادئ والمحترم نكسب محبة الناس واحترامهم.
- الهدوء النفسي: إن حفظ اللسان يجلب للإنسان راحة البال وهدوء النفس. فمن يكثر الكلام يكثر خطؤه، ومن يكثر الخطأ يكثر حزنه.

‎

حفظ اللسان من القرآن الكريم والسنة النبوية

 

‎عن أبي موسى الأشعري رضى الله عنه قال‏:‏ قلتُ يا رسولُ اللّه، أيُّ المسلمين أفضلُ‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏مَنْ سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِنْ لِسانِهِ وَيَدِهِ‏"‏‏.‏‏.‏

‎وفي صحيح مسلم عن حذيفة؛ أنه بلغه أن رجلًا ينمُّ الحديث، فقال  سمعت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقول: (لا يدخل الجَنَّةَ نمام).

وقال تعالى‏ في كتابه العزيز (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا)، "سورة الأحزاب: الآية 7"

قال سبحانه وتعالي  ﴿وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ﴾ (الحجرات: 12)

قال تعالى: (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد) (ق: 18)

ورد في القرآن الكريم دعاء نبيِّ الله إبراهيم عليه السلام: ﴿وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ﴾ (الشعراء: 84)

‎

‎نصائح عملية لحفظ اللسان من الغيبة والنميمة

- التدبر في كلام الله: قراءة القرآن الكريم والتدبر في معانيه يساعد على تطهير القلب واللسان.
- ذكر الله دائماً: ذكر الله تعالى يمحو الذنوب ويهذب النفس. 
- اختيار الصحبة الصالحة: الابتعاد عن مجالس الغيبة والنميمة فالمرء على دين خليله، فليحذر المرء من من يخالطه.
 يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم(إنَّما مَثَلُ الجَلِيسِ الصَّالِحِ، والْجَلِيسِ السَّوْءِ، كَحامِلِ المِسْكِ، ونافِخِ الكِيرِ، فَحامِلُ المِسْكِ: إمَّا أنْ يُحْذِيَكَ، وإمَّا أنْ تَبْتاعَ منه، وإمَّا أنْ تَجِدَ منه رِيحًا طَيِّبَةً، ونافِخُ الكِيرِ: إمَّا أنْ يُحْرِقَ ثِيابَكَ، وإمَّا أنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً)
- الصمت في مواطن الشك: إذا لم تكن متأكدًا من صحة الخبر فمن الأفضل أن تصمت.
- الاعتذار عند الخطأ: إذا أخطأت في حق أحد فعليك بالاعتذار إليه.
- التفكر في العواقب: قبل أن تتكلم فكر جيدًا في العواقب التي قد تترتب على كلامك .
- المواظبة على ذكر الله: ذكر الله تعالى يطمئن القلب ويحصنه من الوساوس الشيطانية.
- الاستغفار والتوبة: فالتوبة النصوح تمحو السيئات وتبدلها حسنات.

‎دعاء شامل للحفظ من الغيبة والنميمة

‎"اللهم إني أسألك من خير ما سألك به عبدك ونبيك محمد صلى الله عليه وسلم، وأعوذ بك من شر ما استعاذ به عبدك ونبيك محمد صلى الله عليه وسلم، اللهم استر عيوبي، وآمن روعاتي، وحفظ لساني عن الزور والبهتان والغيبة والنميمة، واجعلني من عبادك الصالحين".

- ربي إجعل كتابي في عليين و احفظ لساني عن العالمين

- اللهم احفظ لساني من الزلات.
- اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي وحفظ لساني عن الزلات.
- اللهم اجعلني من الذين هديت قلوبهم وثبتت ألسنتهم على الحق.

دعاء كفارة المجلس من الغيبة والنميمة 

وجاء دعاء كفارة المجلس في السنة النبوية فعن أبوهريرة رضي الله عنه دعاء كفارة الغيبة والنميمة، قال: قال رسول الله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: «مَنْ جَلَسَ في مَجْلس فَكثُرَ فيهِ لَغطُهُ فقال قَبْلَ أنْ يَقُومَ منْ مجلْسه ذلك: سبْحانَك اللَّهُمّ وبحَمْدكَ أشْهدُ أنْ لا إله إلا أنْت أسْتغْفِركَ وَأتَوبُ إليْك: إلا غُفِرَ لَهُ ماَ كان َ في مجلسه ذلكَ» رواه الترمذي.

‎إن حفظ اللسان هو سلاح المؤمن القوي، وهو درع يحميه من الذلات والمهانات ولذلك علينا جميعًا أن نسعى جاهدين لحفظ ألسنتنا عن كل ما يغضب الله ويسيء إلى الآخرين. وندعو الله تعالى أن يثبتنا على الحق وأن يحفظ ألسنتنا عن الزلات والغيبة والنميمة.