Close ad

جرائم داعش حاضرة واحتمالات تجددها قائمة.. "الإيزيديون" عشر سنوات من المعاناة

19-8-2024 | 23:43
جرائم داعش حاضرة واحتمالات تجددها قائمة  الإيزيديون  عشر سنوات من المعاناةجرائم داعش ضد الإيزيديين
إلهامى المليجى
الأهرام العربي نقلاً عن

فى ظلال القهر والانكسار، تتناثر حكايات الألم والمعاناة، لتروى قصة شعب أرهقته النكبات وفتكت به المآسى.. إنهم الإيزيديون، الطائفة العريقة التى اعتنقت أرض التاريخ، عاشوا فيها دهورًا، يجسدون روح التسامح والسلام، لكن، فى ليلة ظلماء، حين تلاشت نجوم السماء وتوارى القمر خلف سحب الحقد والظلم، انقضت جحافل الظلام على أرضهم، لتنثر بذور الرعب والدمار.

موضوعات مقترحة

ليلة الثالث من أغسطس 2014، كانت بداية لفصل مرير من فصول تاريخ الإيزيديين، حيث تعرضوا لأبشع صور الإبادة والتشريد. ارتفعت صرخات الأطفال، وتعالى أنين النساء، وتلطخت الأرض بدماء الأبرياء، فى جريمةٍ لم تشهد الإنسانية لها مثيلاً. كانت الجبال شاهدةً على مقاومة الأبطال وصمودهم، بينما كانت الوديان تئن تحت وطأة الجثث والدمار.
إنها قصة شعب لم ينكسر رغم العواصف، ولم يستسلم رغم قسوة الظروف. قصة تعيد إلى الأذهان معنى الإنسانية حين تتهدم، والكرامة حين تهدر. إنها جريمة ستظل محفورة فى الذاكرة الجماعية، تروى للأجيال القادمة كيف يمكن للظلم أن يتجسد فى أقسى صوره، وكيف يمكن للأمل أن ينبعث من رحم المعاناة.
فى العام 2014، شهد العالم إحدى أبشع الجرائم الإنسانية فى القرن الحادى والعشرين، حيث هاجم تنظيم داعش الإرهابى المجتمع الإيزيدى فى منطقة سنجار شمال العراق، مرتكبًا سلسلةً من الجرائم الفظيعة التى شملت القتل الجماعي، الاختطاف، والاستعباد الجنسي.
بعد مرور عشر سنوات، لا تزال آثار هذه الجرائم تُخيم على المجتمع الإيزيدى والعالم بأسره. 

جريمة لن تغتفر
الإيزيديون أقلية دينية تعيش بشكل رئيسى فى شمال العراق، ولهم عقيدة دينية فريدة ومميزة، على مر القرون، تعرضوا للاضطهاد بسبب معتقداتهم.
وكان الثالث من أغسطس 2014، من أبشع الفصول فى تاريخهم، حيث قام تنظيم داعش الارهابى بهجوم منسق على منطقة سنجار، معقلهم، متذرعًا بأنهم "كفار" ويجب القضاء عليهم.
قام مسلحو داعش بذبح آلاف الرجال الإيزيديين، واختطفوا آلاف النساء والأطفال، وتم نقل النساء والفتيات إلى معاقل التنظيم فى سوريا والعراق، حيث تعرضن للاستعباد الجنسى والبيع فى أسواق النخاسة، بينما تم تجنيد الأطفال الذكور قسراً للقتال فى صفوف التنظيم الإرهابي. 

ردود الفعل الدولية وإعادة الإعمار
أثارت هذه الجرائم صدمة وغضبًا عالميًّاإ حيث أدانت الأمم المتحدة والعديد من الدول هذه الجرائم ووصفتها بالإبادة الجماعية.
بدأت حملات دولية لإنقاذ المختطفين وتقديم المساعدات الإنسانية للناجين. فى عام 2016، أقر البرلمان الأوروبى بأن الجرائم التى ارتكبها داعش ضد الإيزيديين تعتبر إبادة جماعية.
على مدى السنوات العشر الماضية، عمل المجتمع الدولى والمنظمات غير الحكومية على إعادة إعمار منطقة سنجار وتوفير الدعم النفسى والاجتماعى للناجين، ومع ذلك، لا يزال العديد من الإيزيديين يعيشون فى مخيمات النازحين، ولا يزال الآلاف من النساء والفتيات فى عداد المفقودين. 

إحياء الذكرى
المجتمعات الإيزيدية، كشفًا وفضحًا وإحياءً لذكرى هذه الجريمة، تقيم حول العالم مراسم تذكارية لتكريم الضحايا والناجين، تشمل هذه المراسم الصلاة، وإضاءة الشموع، وإلقاء الخطابات، وزيارة المقابر الجماعية التى تم اكتشافها بعد تحرير منطقة سنجار.
وتُقيم معارض فنية، وعروضًا موسيقية، وأفلامًا وثائقية تسلط الضوء على تاريخ الإيزيديين ومعاناتهم، بهدف تعزيز الوعى العالمى بالجرائم التى ارتكبها تنظيم داعش. أيضًا تعقد ندوات ومؤتمرات علمية ومجتمعية بمشاركة باحثين، وناشطين، ومسئولين حكوميين، لبحث سبل دعم الإيزيديين واستعادة حقوقهم، وتوثيق الجرائم كجزء من الجهود لتحقيق العدالة، وتُنظم حملات توعية فى المدارس والجامعات لشرح معاناة الإيزيديين وتاريخهم، بهدف زيادة الوعى بين الشباب والمجتمع الدولي. 

جهود الأمم المتحدة
قدمت الأمم المتحدة والمجتمع الدولى مساعدات إنسانية شملت توفير الغذاء، والمأوى، والرعاية الصحية للناجين والنازحين من المجتمع الإيزيدي، تم إنشاء مخيمات للنازحين وتقديم الدعم النفسى والاجتماعى للمتضررين.
كذلك عملت منظمات دولية وحكومات محلية على إعادة بناء البنية التحتية فى منطقة سنجار، بما فى ذلك إعادة تأهيل المدارس والمستشفيات والمنازل، هذا العمل ساعد العديد من النازحين على العودة إلى ديارهم.
أيضًا أطلقت الأمم المتحدة فرقًا خاصة لتوثيق الجرائم التى ارتكبها داعش ضد الإيزيديين، وجمع الأدلة والشهادات لتقديمها فى المحاكم الدولية والمحلية، كما تم إنشاء فرق تحقيق مختصة مثل "يونيتاد" (UNITAD) لجمع الأدلة المتعلقة بالجرائم المرتكبة.

المحاكمة والدعم النفسي
تمت محاكمة بعض عناصر داعش فى محاكم دولية ومحلية وإدانة بعضهم بتهم تتعلق بالإبادة الجماعية وجرائم الحرب، لكن الكثير منهم ما زالوا طلقاء.
الأمم المتحدة تقول إن جهود العدالة والمحاسبة تستمر، بما فى ذلك جمع الأدلة والشهادات لتوثيق الجرائم ومعاقبة المسئولين عنها، وهى تعمل على دعم الجهود القانونية لضمان محاسبة مرتكبى الجرائم.
لقد قدمت الأمم المتحدة برامج دعم نفسى واجتماعى للناجين، خصوصا النساء والأطفال الذين تعرضوا للاختطاف والاستعباد، شملت هذه البرامج العلاج النفسي، وإعادة التأهيل، وتوفير فرص التعليم والتوظيف. وقامت الأمم المتحدة والمجتمع الدولى بحملات لزيادة الوعى العالمى بالجرائم التى ارتكبها داعش ضد الإيزيديين، بهدف منع تكرار مثل هذه الجرائم فى المستقبل وتعزيز حقوق الأقليات الدينية.
إن استعادة ذكرى الإبادة الجماعية للإيزيديين تعتبر فرصة لتكريم الضحايا والناجين، ولتجديد الالتزام الدولى بدعم هذا المجتمع المضطهد. جهود الأمم المتحدة والمجتمع الدولى تمثل خطوات مهمة فى طريق التعافى والعدالة، ولكن لا يزال الكثير من العمل مطلوبًا لضمان تحقيق العدالة الكاملة واستعادة حياة كريمة للإيزيديين. 

خطورة إحياء التنظيم الإرهابي
يمكن أن يؤدى إحياء تنظيم داعش الإرهابى إلى تجدد الهجمات والاضطهاد ضد المجتمع الإيزيدي، هذا يشمل عمليات القتل الجماعي، الاختطاف، والاستعباد الجنسي. وقد يعيد تنظيم داعش الإرهابى إشعال النزاعات فى مناطق مثل سنجار، مما يعرقل جهود إعادة الإعمار والاستقرار، ويجبر السكان على النزوح مجددًا.
يمكن أن يؤثر وجود داعش بشكل سلبى على شعور الأمان لدى الإيزيديين، مما يعزز من مخاوفهم، ويزيد من عدم الثقة فى الأجهزة الأمنية والحكومات المحلية والدولية، ويمكن أن تؤدى عودة نشاط داعش إلى تعطيل برامج الدعم النفسى والاجتماعى والاقتصادي، مما يعوق جهود إعادة التأهيل والاندماج للمجتمع الإيزيدي.

الدعم فى مواجهة الخطر
يمكن دعم الإيزيديين فى مواجهة هذا الخطر عبر تقديم الدعم والتدريب للقوات الأمنية المحلية، لضمان حماية المناطق الإيزيدية بشكل فاعل، وتعزيز الجهود الاستخباراتية لرصد نشاطات داعش ومنع هجماته قبل وقوعها.
كذلك دعم إعادة الإعمار وتنمية مناطقهم عبر تقديم الدعم المالى للمشاريع الإنمائية فى مناطق الإيزيديين لتحسين البنية التحتية وتوفير فرص العمل، كذلك جذب الاستثمارات المحلية والدولية إلى مناطق الإيزيديين لتعزيز الاقتصاد المحلى وتحسين مستوى المعيشة.
أيضًا من المهم تقديم الدعم النفسى والاجتماعى للإيزيديين عبر توفير برامج دعم نفسى طويلة الأمد للناجين منهم، خصوصًا الأطفال والنساء، وتوفير برامج تعليمية وتدريب مهنى للناجين لمساعدتهم على بناء مستقبل مستقر ومزدهر.
هناك ضرورة لإطلاق حملات دولية لزيادة الوعى بمخاطر عودة داعش وتأثيره على الإيزيديين، وتعزيز التضامن الدولى مع الإيزيديين من خلال دعم قضاياهم فى المحافل الدولية وتقديم المساعدات الإنسانية والمالية.
علينا أن ندرك أن خطر إحياء تنظيم داعش يظل تهديدًا حقيقيًّا للمجتمع الإيزيدي، لكن من خلال التعاون الدولى والتضامن المجتمعي، يمكن توفير الحماية والدعم اللازمين لهذا المجتمع للتعافى والتقدم، تحقيق الأمان والاستقرار للإيزيديين يتطلب جهودًا متواصلة وشاملة من جميع الجهات المعنية.

تعاطف مصر مع قضية الإيزيديين
من خلال تعاطف الرئيس عبد الفتاح السيسى العلني، ودعمه للإيزيديين، تسلط مصر الضوء على معاناة هذا المجتمع، وتلفت انتباه المجتمع الدولى إلى الجرائم التى ارتكبها تنظيم داعش الإرهابي. هذا يمكن أن يسهم فى زيادة الوعى والدعم الدولى للإيزيديين.
من المؤكد أن موقف مصر يمكن أن يشجع دولًا أخرى فى المنطقة على اتخاذ مواقف مشابهة ودعم الإيزيديين، مما يعزز التضامن الإقليمى فى مواجهة الإرهاب والتطرف. حيث إن تصريحات الرئيس السيسى تُظهر التزام مصر بالقيم الإنسانية ومبادئ حقوق الإنسان، وتعزز الصورة الإيجابية لمصر كدولة داعمة للضحايا والمجتمعات المضطهدة.
كذلك فإن تعاطف مصر مع الإيزيديين، يمكن أن يدعم الجهود الدولية فى محاكمة أعضاء داعش المتورطين فى الجرائم ضد الإيزيديين، وقد يكون داعمًا للمبادرات القانونية والإجراءات العدلية فى المحافل الدولية.
إن تعاطف مصر مع قضية الإيزيديين ودعم الرئيس عبدالفتاح السيسى العلنى لهم، يعكس التزامًا قويًّا بالقيم الإنسانية وحقوق الإنسان، من خلال تعزيز هذا الدعم عبر خطوات ملموسة على المستويين الإقليمى والدولي، يمكن لمصر أن تلعب دورًا مهمًّا فى مساعدة الإيزيديين على التعافى وبناء مستقبل أفضل بعيدًا عن الإرهاب والعنف.


خبات شاكر

خبات شاكر القيادى فى اتحاد إيزيدى سوريادعم الرئيس السيسى له مكانة كبيرة فى قلوبنا

مع مرور عشر سنوات على هذه الجريمة البشعة، لا يزال المجتمع الإيزيدى يعانى من آثارها العميقةفإن تذكر هذه الفظائع ليس فقط من أجل إحياء ذكرى الضحايا، بل هو أيضًا دعوة للمجتمع الدولى لضمان عدم تكرار مثل هذه الجرائم، وتحقيق العدالة للناجين، وإعادة بناء حياة كريمة لهم.. بهذه المناسبة وجهت «الأهرام العربي» أسئلة لـ»خبات شاكر»، القيادى فى اتحاد إيزيدى سوريا حول رؤيته للجريمة وآثارها ودور المجتمع الدولي، وكيف يرى الموقف المصرى من الإيزيديين؟ فكان الحوار التالي:

> كيف يستعيد الإيزيديون هذه الذكرى المؤلمة؟ وماذا قدمت الأمم المتحدة وكذلك المجتمع الدولى لهم لمعالجة آثار تلك الجريمة؟ 

يستقبل الإيزيديون الذكرى العاشرة للمجزرة الوحشية، التى ارتكبها تنظيم داعش الإرهابى في 3 أغسطس 2014 بحقهم فى منطقة سنجار(شنكالبألم كبير، ومن المهم القول إن الهجمات على الإيزيديين لم تتوقف، فلا يزال تنظيم داعش قويًّا فى مساحات شاسعة من العراق وسوريا، لقد هاجر مئات الآلاف من الإيزيديين منذ ذلك الوقت، هناك تقريباً ربع مليون يعيشون فى مخيمات اللاجئين فى إقليم كردستان العراق فى ظروف سيئة، بينما تمكن نحو ربع مليون آخر من الهجرة إلى مختلف بقاع العالم.

أما بالنسبة للأمم المتحدة، فهى لم تقدم حتى الآن أى صيغة حل ملموس لمشكلة الإيزيديين فى سنجار، ولم تتخذ موقفًا واضحًا وقويًّا ضد الهجمات المتواصلة عليهموحتى اليوم، مستقبل الإيزيديين غير واضح، لا فى العراق ولا فى سوريا، والتهديدات موجهة ضدنا من قبل هذه المنظمات الإرهابية، والاستهدافات تحدث بحق الإيزيديين فى سنجار ضمن العراق، وفى عفرين ورأس العين فى شمال سوريا، وأسفرت حتى الآن عن احتلال مناطق الإيزيديين وتهجيرهم بالكامل.

الأمم المتحدة لم تدِن حتى الآن الأطراف، التى تقف وراء دعم الجماعات المسلحة سواء كانوا جهاديين أم من المعارضة السورية.

> ما خطورة محاولة إحياء داعش عليكم؟ وما الخطوات التى اتخذتموها لمواجهة هذا الخطر؟ 

إن تهديد داعش لا يزال قائماً، فالتنظيم قوى ولديه آلاف المقاتلين فى الصحراء العراقية والسورية، وتساعده الاضطرابات السياسية والحروب الأهلية فى هذين البلدين، كذلك هناك هجمات مستمرة على الادارة الذاتية فى سنجار وفى شمال وشرق سوريا، ويستفيد داعش منها.

إن ترك الإيزيديين بمفردهم فى مواجهة الجماعات المتطرفة، وفى منطقة مليئة بالمشاكل، يشكل خطرًا كبيرًا على حياة من تبقى منهم فى سنجار، ومن أجل حماية أنفسهم، كان الإيزيديون فى منطقة سنجار، قد اتخذوا خطوات مهمة لحماية أنفسهم.

> كيف ترون تعاطف مصر مع قضيتكم واستضافة الرئيس السيسى لفتاة إيزيدية، والتحدث معها فى مؤتمر عام على الهواء مباشرة عن القضية الإيزيدية؟ 

مصر دولة كبيرة ومؤثرة فى الشرق الأوسط، ودعم الدولة المصرية خصوصا الرئيس السيسى للقضايا العادلة، واستقباله فتاة إيزيدية وتعاطفه مع الإيزيديين بعد ما حصل لهم من مجازر، له معنى كبير ومكانة كبيرة عند الإيزيديين، كما أن لقاء الرئيس السيسى مع الناجية الإيزيدية والحائزة على جائزة نوبل للسلام نادية مراد، أدخل الفرحة إلى قلوب الإيزيديين حول العالم، وعرفوا أن مصر ورئيسها يدعمون الإيزيديين ويتعاطفون معهمإن دور الرئيس السيسى والحكومة المصرية مهم جدًّا لحل المشكلة الإيزيدية، نحن نتطلع إلى دعم مصرى مستمر، ولمصر مكانة كبيرة فى قلوب شعبنا، وعليه نتطلع لدور مصرى فى دعم الإيزيديين والأقليات ضمن سوريا والعراق، التى تستهدفها جماعات الإسلام السياسى من جهاديين وإخوان، وتهددها العمليات الإرهابية من كل صوب.


غريب حسو

غريب حسو الرئيس المشترك لحركة «المجتمع الديمقراطى»: الموقف المصرى سيظل محفور فى ذاكرة الإيزيديين

قال غريب حسو، الرئيس المشترك لحركة المجتمع الديمقراطي، إن الإيزيديين من أقدم الشعوب والثقافات والأديان فى التاريخ تعرضوا لـ 74 فرمانًا، أي 74 إبادة جماعية، آخرها كان فى منطقة شنكال (سنجارفى العراق، وفى أغسطس 2014، كانت المجزرة التى قام بها تنظيم داعش الإرهابى بحق مجتمعنا الإيزيدى فى شنكال، التى راح ضحيتها عشرات الآلاف، بين قتيل ومخطوف من بيع النساء فى الشوارع والساحات العامة وأسواق النخاسة ونزوح لمئات الآلاف نتيجة الوحشية التى مارسها تنظيم داعش.

أكد حسو فى حواره لـ"الأهرام العربى"، أن الإيزيديين يستعيدون كل يوم ذكرى هذه المجزرة المؤلمة والمروعة بحق مجتمعنا المسالم، حيث لا يزال مصير المئات من البنات والأطفال القصر مجهولًا، ولا تزال العشرات من المقابر الجماعية موجودة فى شنكال، لا نعلم كم عدد المدفونين فيها، ولا يزال شعبنا يترقب وبأمل كبير لعودة هؤلاء المخطوفين إلى أحضان أمهاتهم وآبائهم وأهلهم والعودة إلى حياتهم الطبيعية، لكن للأسف بعد مضى عشر سنوات على مجزرة إبادة الإيزيديين لا يزال مجرمو ومرتكبو المجزرة، يصرحون ويمرحون فى أصقاع المنطقة والعالم دون محاسبة.

وأضاف: مع الأسف الأمم المتحدة والمجتمع الدولى لم يقدموا المأمول منهم الذى يتناسب مع حجم المأساة التى خلفتها الجريمة البشعة، هناك بعض المنظمات المدنية الدولية حاولت أن تقدم خدمات لشنكال بعد تحريرها، إلا أن تلك المنظمات جوبهت بعوائق تحول دون وصولها إلى شنكال، فى تحد صارخ للمعاهدات والمواثيق التى تصون حقوق الشعوب المضطهدة والأقليات، والمثير أن الدول الأوروبية أسهمت وشجعت الإيزيديين على الهجرة نحو بلدانهم وهذا بحد ذاته نعتبره مجزرة بيضاء يتعرض لها مجتمعنا الإيزيدي. فقد كان بإمكان المجتمع الدولى والأمم المتحدة الإسراع بإعادة الإعمار وبذل الجهود لإعادة المختطفين والمفقودين

ويستكمل قائلا: الخطورة لا تزال قائمة لطالما المجتمع الدولى والأمم المتحدة، لم يتخذا خطوات عملية جادة لحل جذرى يضمن حماية الإيزيديين، والخطورة أيضا تكمن فى المستقبل فكيف نتخذ خطوات تدبيرية مع هذا الوضع المفروض، لذلك لم يبقَ لنا سوى اتخاذ التدابير فى الإرادة والمقاومة، هذه قيمنا وثقافتنا الوطنية والأخلاقية لمواجهة التحديات

وتابع بالقول: شعب مصر محب للإخلاص، ويقدر شعور التعاطف مع المجتمعات، شعب تاريخى وفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى لدى استقباله للفتاة الإيزيدية، أراد دعم واحدة من أقدم العرقيات فى التاريخ والتعمق بألم بما تعرض له المجتمع الإيزيدي، من أكبر مجزرة وما فعلوه بالنساء الإيزيديات والفتيات القاصرات، والتجاوزات التى حصلت بحق المرأة والأطفال وكبار السن والشخصيات الدينية، ولقد كان واضحًا تأثره الكبير، وهذا الموقف سيظل محفورًا فى ذاكرة الإيزيديين، خصوصا أنه يأتى من رئيس دولة كبيرة وعريقة ومهمة فى الإقليم.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة