Close ad

بيان الحرب العالمية الثالثة

21-8-2024 | 17:33
الأهرام العربي نقلاً عن

بينما الرأى العام العالمى مشغول بحفل افتتاح أوليمبياد باريس الشنيع، وحفل الختام الأكثر شناعة، أذاعت خمس دول كبرى يوم الإثنين 12 أغسطس 2024 البيان الأول فى الحرب العالمية الثالثة.

البيان يعبر عن الشوق والرغبة فى استكمال مشروع قديم، وحلم لم يتحقق فيما بعد الحرب العالمية الثانية، يختار الشرق الأوسط كإشارة مرور لإنشاء نظام عالمى جديد، تسيطر فيه هذه الدول على مسرح العمليات بالكامل لحقب مديدة، وتمنع أى قوة أخرى من الاقتراب إلى أن يحين وقتها، والقوى الأخرى هنا هى الصين وروسيا.

الدول التى وقعت البيان هى: الولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا، ويا لمفارقة التاريخ، فإن اثنتين من هذه الدول كانتا خارج السرب، ألمانيا التى كانت نازية، وإيطاليا التى كانت فاشستية.

ما أغرب التاريخ، فبيان هذه الدول، العظمى عسكريا ونوويا، سار وراء خطاب بنيامين نتنياهو فى الكونجرس الأمريكى فى يوليو الماضي، ودعا فيه إلى تكوين تحالف عسكرى يقاتل فى الشرق الأوسط، مستدعيا أجواء الحرب العالمية الثانية الأوروبية!

استجابت الدول الخمس على عجل، وشكلت تحالفًا علنيًا دون مواربة، تبدأه ببيان وتنهيه باندفاع أساطيلها إلى الشرق الأوسط، وتحريك السلاح من مكامنه لا يعود إلا بعد إتمام المهمة.

الجميع يمهد للمهمة، يدعي أن وجود إسرائيل كدولة فى خطر ماحق! لا يراها وهى ترتكب الإبادة، ولا يراها وهى تخترق سيادة الدول، وتعتدى على القانون الدولي.

تعبير الحرب العالمية الثالثة شائع الآن فى وسائل الإعلام العالمية، وعلى ألسنة الخبراء السياسيين، وجرى على لسان دونالد ترامب، المرشح الرئاسى فى الانتخابات الأمريكية بوضوح أثناء حواره مع إيلون ماسك، على منصة ‪x‬ تويتر عندما قال إن الحرب العالمية الثالثة تبدأ من الشرق الأوسط، نتيجة لسياسة الإدارة الديمقراطية الحالية، مؤكدا أنه لو كان موجودًا فى السلطة ما وقعت الحرب فى أوكرانيا أو غزة.

حسب ماسك فإن الحوار شاهده مليار شخص حول العالم، رغم أن بث الحوار تأخر 45 دقيقة نتيجة هجوم سيبراني، فثمة قوى لا تريد للرأى العام أن يعرف طرفا من القصة.

 والقصة بصراحة مكتملة الكتابة، فهناك ذئاب حرب، تريد أن تتخلص من الأسلحة القديمة، وتؤمن بأنه يمكن استعمالها فى ترتيب وضع عالمى ملائم لها، وليس هناك أجهز من مسرح الشرق الأوسط، وهى أسلحة لا تصلح إذا تم الاصطدام بروسيا أو الصين.

إزاء هذا التصور المزمن لدى إسرائيل وحلفائها، على الشرق الأوسط أن يملك الجسارة ويقول: لا.. لسنا مسرح عمليات لأى قوة، ولن يستعاد الزمن المفقود مرة أخرى، فلدينا من الجسارة أن نحمى مقدراتنا بأنفسنا، وعلينا أن نتخلص من نتوءات التنظيمات عابرة الحدود والأوطان، سواء أكانت سياسية أم دينية.

هل حان الوقت لنقول لإسرائيل، ودول التحالف الخمس، ودول إقليمية تجاور العرب: اذهبوا فأنتم الطلقاء؟

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
التجارة فى الحرب

من إبادة إلى أخرى، تتصاعد تجارة الحرب من قبل مقاوليها المعتمدين، تشجعها نخبة سياسية غربية، تبرر للجلاد، وتلوم الضحية، يرفضها رأى عام عالمى، ولا يؤخذ برأيه، رغم ادعاء الديمقراطية .

ترامب.. وأربعة أيام تغير العالم

من السادس إلى التاسع من يونيو 2024 ثلاثة أيام، يمكن أن نسميها أيام الحسم الغربى، خلالها جرت انتخابات البرلمان الأوروبى، صعدت فيها أحزاب اليمين، أو أحزاب

الأكثر قراءة