الكلمة الطيبة هي كنز عظيم وصدقة جارية، لها أثر بالغ في حياة الفرد والمجتمع، لقد حثنا ديننا الإسلامي على حسن الخلق والكلمة الطيبة، وبيّن لنا ثمراتها العظيمة وأثرها البالغ في النفس.
موضوعات مقترحة
وقد خصَّ الله سبحانه وتعالى من يتصف بالكلام الطيب والعمل الصالح بمنزلة خاصة في الجنة ففي حديث عبدالله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ في الجنةِ غُرَفًا يُرَى ظَاهِرُها من باطِنِها، وباطِنُها من ظَاهِرِها»، فقال أبو مالِكٍ الأَشْعَرِيُّ: (لِمَنْ هيَ يا رسولَ اللهِ؟ قال: لِمَنْ أَطَابَ الكَلامَ، وأَطْعَمَ الطَّعَامَ، وباتَ قائِمًا والناسُ نِيامٌ).
ثمرات الكلمة الطيبة في القرآن الكريم والسنة النبوية
- القرب من الله
فالكلمة الطيبة هي من صفات المؤمنين، وهي تقرب العبد من ربه، كما ورد في قوله تعالى: «وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا» (الإسراء: 53).
- الحب والمودة
حيث إن الكلمة الطيبة تزرع المحبة والمودة بين الناس، وتقوي أواصر الألفة والرحمة، وعَنْ عدِيِّ بنِ حَاتمٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّه صلي الله عليه وسلم : «اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ، فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ» متفقٌ عَلَيْهِ.
- السعادة والطمأنينة
وعن أبي هريرة: أنَّ النبيَّ صلي الله عليه وسلم قَالَ: «الكلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صدَقَةٌ» متفقٌ عَلَيْهِ.
- القبول والتأثير
الكلمة الطيبة تفتح القلوب وتقبّل الحق، وتؤثر في النفوس تأثيرًا عميقًا، كما قال تعالى: ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ﴾ (آل عمران: 159).
- الأجر والثواب
الكلمة الطيبة لها أجر عظيم وثواب كبير عند الله، وعلى المسلم أن يختار من الكلام أحسنه الذي ينتفع به يوم الدين، قال الله عز وجل في كتابه العزيز: ﴿مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴾ سورة ق:18
الكلمة الطيبة وأثرها على الفرد
- تزيد من إيمانه وتقواه.
- تجعله محبوبًا ومقبولًا بين الناس.
- تمنحه السعادة والطمأنينة.
- ترفع من شأنه وتزيد من احترام الناس له.
الكلمة الطيبة وأثرها على المجتمع
- تقوي أواصر التعاون والتكاتف.
- تزيد من تماسك المجتمع ووحدته.
- تسهم في نشر المحبة والسلام.
- تمنع انتشار الفتن والشحناء.
كيف نجعل كلماتنا طيبة؟
1- الابتعاد عن الغيبة والنميمة
يجب أن نحذر من الكلام السيئ عن الغير.
2- الاعتذار عن الأخطاء
إذا أخطأنا في حق أحد، يجب أن نعتذر له.
3- التفكير قبل الكلام
يجب أن نفكر جيدًا قبل أن نتكلم، حتى لا نؤذي أحدًا بكلماتنا.
4- الدعاء بأن يجعل الله كلماتنا طيبة
يجب أن ندعو الله أن يرزقنا طيب الكلام وحسن العمل وأن يحفظ ألسنتنا عن كلّ ما لا يرضيه.
فالكلمة الطيبة هي سلاح المؤمن وهي من أعظم القربات إلى الله وهي مفتاح القلوب، وهي سبب في نشر الخير والسعادة في المجتمع.
فلتكن كلماتنا دائمًا طيبة ولتكن أفعالنا حسنة.